قلق الأطفال .. إلى أين؟ بقلم الأستاذة ولاء الحربي
إيسايكو: قلق الأطفال .. إلى أين؟ بقلم الأستاذة ولاء الحربي
تطلعاً إلى طفولة صحيحة نفسياً متوجه بتعاليم ديننا الحنيف، بمسارات التعامل النقي من الإحسان التعاملي لطالما ارتقت الأمم بنهضة شعوبها، يسعى ديننا الى الاحسان في الرعاية وحسن المعاملة حيث استوصى بالاطفال ورعايتهم والرفق بهم، فوصى قائد الغر المحجلين النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) فالرفق والرحمة صفتان نادى بهم الاسلام وسيد الأولين و الآخرين بعدم الإهمال والتقصير بهم ايضاً.
وبمشاهده نسب قلق الاطفال في المجتمعات وارتفاعها المخيف إذ أن القلق عملية طبيعية وجزاً لا يتجزأ من حياتهم ولكن من المُر المرير بأن ينشأ بسبب العنف الاسري الموجه لهم وبكل صوره وأشكاله كالأيذاء البدني وذلك بإلحاق الجسد بالحرق او الضرب اذا يلازمه الإيذاء النفسي وهو اخطر مما سبقه حيث يكمن بالتهديد والتخويف وغيرها من الأنماط، فرفقاً بقلوب الاطفال من شقوق لا يمكن إلصاقها, كذلك الإيذاء الجنسي بالتعدي عليهم واستغلالهم بالتحرش بهم ومن صوره التحرش الالكتروني وما يقوم به المتطاولون بإستغفال الأطفال واستغلالِ براءتهم بـ إنتشار ثقافة الإستعراض بالصور وغيرها، وبغياب رقابة الوالدين و الإستهانة بالرقيب القريب جل جلاله، وبتفاقم مشاكل الادمان الإلكتروني الذي يدفعهم نحو التحريض على ممارسة التحرش عبر الوسائل الإجتماعية المختلفة لقلة الوعي وغياب الموجه. و لكل أشكال العنف اثار نفسية وبدنية واجتماعية وانفعالية تؤثر وبصورة واضحة في مستقبل الطفل ، و سرعان ما تنفك عن نطاق الأسرة لتملأ مجتمعاً بالأسقام السلبية والغضب والجريمة.
وعلى الرغم من الغرامات والعقوبات الصارمة التي اسقطتها الدولة على كل من يُخل بحق من حقوق الطفل الا ان مازال قلة منهم غارقون بـ اللاوعي. نحن مجتمع بأمس الحاجة لمبادرات توعوية حتى نصل بها الى اليقظة المرجوه نحو اطفالنا.
لنعي بأن العنف ظاهرة مهددة لـ أمن الطفل حيث انه يبقى راسخاً في ذاكرته مدى الحياة وله دور في ارتفاع قلق الطفل كل ذلك يؤثر على مسيرة حياته طفلاً وشاباً حتى يصبح كهلاً.
الأستاذة ولاء بنت متعب الحربي
اخصائي اول في علم النفس الإكلينيكي
وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية