طاقات شبابية عمانية لا تنضب … بقلم الأستاذ يوسف الشيزاوي
إيسايكو: طاقات شبابية عمانية لا تنضب … بقلم الأستاذ يوسف الشيزاوي
منذ بداية النَّهضة الحديثة التي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- ويُواصل المسيرة الظافرة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- والقيادة الرشيدة تولي اهتمامًا خاصًا بالشباب في كل أرجاء السلطنة، ونستذكر جميعًا عام الشبيبة سنة 1983، ثم عام الشباب 1993، وبعد ذلك إنشاء اللجنة الوطنية للشباب؛ وذلك تقديرًا لدور الشباب وما يقدمونه لبلادهم في بناء الوطن. والشباب عماد النهضة وثروة البلاد الحقيقية، وبما أن مسندم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن الكبير فقد حرص الشباب في مسندم على استغلال الرعاية والاستفادة من اهتمام الحكومة الرشيدة بفئة الشباب في جوانب عديدة ففي الجانب التعليمي رسم الشباب طريقهم في الدراسة والمثابرة والجد والاجتهاد في مختلف التخصصات فأصبح منهم الطبيب والدكتور والمهندس، وأصبح منهم الطيار، كما لم يغفلوا الجانب الاقتصادي؛ حيث اهتم الشباب بالانخراط في جميع المهن والوظائف فبادروا بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة لدعم نمو الاقتصاد الوطني، كما إنهم لم يغفلوا الجانب الاجتماعي محافظين على التراث العماني الأصيل وحريصين كل الحرص على التمسك بالعادات والتقاليد.
ولكم أن تعرفوا أسرار نجاح شباب مُسندم في هذه الجوانب حيث أقيمت المحاضرات والندوات والملتقيات الشبابية؛ فكان ملتقى الحوار الأول للشباب وأتذكر جيداً العنوان الذي حمله “حياتي بالحوار.. أحلى”، في عام 2012، والملتقى الثاني الذي حمل عنوان “تطوعي.. رسالة” في عام 2013، والملتقى الثالث بعنوان “كنوز التميز”، الذي كان تحت رعاية عضو مجلس الشورى سعادة محمد بن عبدالله يوسف الشحي، والملتقى الرابع بعنوان “نعم نستطيع”، وكانت كل هذه الملتقيات بجهود فردية من شباب مسندم. وقد كنتُ أحد المنظمين لكل هذه الملتقيات، كما أقيمت المعارض المختلفة والدورات التدريبية التي لا أستطيع حصرها وكانت تستهدف الشباب لصقل مواهبهم وزيادة الوعي الثقافي لهم مما انعكس على الواقع الذي نعيشه الآن.
من هنا ندرك السر وراء نجاح شباب مسندم في كل هذه الجوانب كما أنهم مستمرون في الوعي الثقافي وبالمسيرة المباركة مستنيرين بالقيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ومسترشدين بما يقوله ويرسمه جلالته حيث قال: “إنَّ الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني حاضر الأمة ومُستقبلها”، فبهذه الكلمات وصف جلالة السلطان المفدى شباب عُمان، كما أشار جلالته- أيَّده الله- في اجتماع مجلس الوزراء في مارس 2020 إلى أهمية التواصل مع الشباب للاستماع إلى آرائهم وآمالهم.
علينا جميعًا أن نستفيد من هذه التجارب في كل شبر من أرض عماننا الغالية، والاستناد إلى طاقات الشباب التي لا تنضب؛ فالاستثمار في الشباب هو الاستثمار الناجح الذي يعود بالنفع للوطن في المجالات كافة، والرهان عليهم مكسب حقيقي.