خيركم لأهله … بقلم الأستاذة: خديجة داود آغا
إيسايكو: خيركم لأهله … بقلم الأستاذة: خديجة داود آغا
“خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”
أي حنو ودفء واهتمام يعطينا هذا الحديث العظيم، الذي يشير إلى حسن المعاملة وحسن العشرة وحسن الصحبة.
خيرك لأهلك، لأمك وأبيك وإخوتك، خيرك لزوجتك وأبنائك، لقرابتك، لصلة الرحم التي لا تنقطع بوصلهم.
فللحديث محملان: أولها عموم الأقارب، وثانيهما أهلك الأقرب إليك.
خيرك بالإحسان إليهم، بالإنفاق عليهم، بطيب الكلام وطيب المعشر، باحتمال الأذى منهم صبرا.
خيرك الذي يزيد وتُطرح البركة فيه كلما شاركته مع ذويك وأحبابك.
خيرك الذي كان بمعية الله ومن رزق الله ومن سعة الله ومن عطايا الله ومن خزائن الله.
وحديث مسلم: ” إن من أعظم الأمور أجرا النفقة على الأهل”.
خيرك لأهلك تحقق به الوئام والمودة والرحمة، وتعزز فيه قيمة القيادة ومبدأ القدوة.
خيرك لأهلك ألا تبخل ولا تلعن ولا تسب ولا تنهر بل طيبا كريما سمحا خلوقا رفيقا بهم ورحيما.
ألا يكفيك مجاورة الحبيب عليه الصلاة والسلام في الجنة؟
” أقربكم إلي مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا”
إن غبت فقدوك، وإن مرضت عادوك، وان افتقرت حملوا معك ، فالكيل بالكيل، لكن الكيلين من صفة الكرماء، ويزيد كيلك بزيادة خيرك..
ولأن هذه أيام مباركات وعظيمات، فهلم اقترب وأنفق وأجزل في العطاء، وامسح الدمعة، ولأم الجرح وسد الخلل.
وفي هذا المعنى نتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها”
فنق القلب وصف النية وجدد العهد وابن جسرا من الرفق والود من جديد فإنها والله لا تستوي الحسنة بالسيئة.
ولتفتح أبواب الخير في الإنفاق والعطاء والمكرمة، وليكن حظك منها أجر الله العظيم، وقلوب تدعو لك في ظهر الغيب.
وليكن العيد أعيادا بالوصل والمحبة والعطاء، فعطية من قلب محب خير من عطايا بمنة.
وتتجلى العطية الكبيرة بأضحية العيد التي أقامها الرسول عليه الصلاة والسلام فكانت هديا من بعده، وهي فرصة كبيرة للقريب وللبعيد لتدفق خيرك عليهم.
فيا باغي الخير قم وأقبل، فأبواب الرحمن مفتوحة ومشرعة لكل بار ومعط وواصل، ولكل عائد وتائب ومنيب.
الأستاذة خديجة داود آغا