جانب مرعب من التطور العلمي … بقلم الدكتور أحمد لطفي شاهين
إيسايكو: جانب مرعب من التطور العلمي … بقلم الدكتور أحمد لطفي شاهين
في الفترة الأخيرة وخصوصا بعد حرب روسيا أوكرانيا والتسريبات الروسية للفضائح والفظائع الأورو- امريكية انتشرت اخبار ومعلومات في الأوساط العلمية والسياسية عن الطيور المحملة بالفيروسات عبر العقود الماضية .. وعن استنساخ البشر والتجارب عليهم لصنع أشخاص خارقين جينياً.. وقد يكونوا جنودا مدربين لتنفيذ مهمات ولا يكون قتلهم أمراً سهلاً وقد يتم إعلان الأمر في أي وقت مستقبلا وقد تكون سلسلة أفلام العميل – Hitman Agent 47 وهو قاتل محترف تم تعديله وراثياً ليكون قاتلاً مأجوراً مبرمجاً بدقة عالية لا يخطئ أبداً ويقتل بلا رحمة ولا تردد ويتحمل كل المصاعب ويتجاوز كل العقبات ولا يكون قتله سهلاً كما يمكن أن يرتدي بدلة خاصة لا تكتشفها أجهزة الأشعة والتعقب .. وقد تكون تلك السلسلة Hitman Agent 47 ترويج لما قد يتم إعلانه أو تطبيقه مستقبلاً لتحقيق مصالح عليا لبعض الدول التي تريد الهيمنة على العالم .. ولقد لاحظنا كلنا دور السينما العالمية في الترويج لأفكار وكوارث مستقبلية في برامج وأفلام تستهدف العقل اللاواعي عند البشر حتى يتقبلوا أي فكرة مجنونة مستقبلاً .. كما تابعنا كلنا في وقت سابق تصريحات الرئيس الروسي بوتين، في بداية الحرب حيث حذر من شيء أسوأ من القنبلة النووية على حدّ تعبيره وكان هذا الشيء على وصفه هو جندي خارق معدل وراثياً يمكنه القتال دون خوف وتعاطف ولا ندم ولا ألم .. وقد تطرف البعض في التحليل وقال إن يأجوج ومأجوج سيكونوا جنود من نفس هذه الفصيلة الإجرامية .. والله اعلم
لكن كيف قد يحصل هذا ؟ انتبهوا …
في القرن العشرين استطاع العلماء كشف سرّ جديد من أسرار الحياة، اسمه (الشفرة الوراثية) وهذه الشفرة مسجلة على شريط من الجينات بشكل سلم مزدوج داخل جميع خلايا الكائنات الحية، يُعرف باسم الDNA وهذا الشريط مطبوع داخل كل خلية، والتي تصل أعدادها لمئات المليارات على شكل أحرف و هذه الأحرف هي:
T – U – G – C – A
وهي موجودة داخل جميع الكائنات الحية سواء نباتات، حيوانات، بكتيريات، وبالطبع البشر، ونحن تتكون الشيفرة الوراثية من ثلاثة مليار و200 مليون حرف من هذه الأحرف بشكل متكرر، لكن طريقة تكرار وترتيب هذه الحروف داخل الخلية يحدد طبيعة هذا الكائن الحيّ، صفاته، شكله، نوعه، وكلّ شيء وهذه الأحرف توجد داخل الحمض النووي لأي كائن حيّ خلقه الله سبحانه وتعالى بشكل دقيق لخدمة البشرية وليس العكس .. ولو تغير ترتيب حرف واحد فقط من بين هذا الكمّ الهائل ستتغير الصفات البشرية تماماً .. ! ويقول العلماء أن أمراض كثيرة تحدث للبشر بسبب خلل وجنون في الخلايا ناتج عن خلل في ترتيب هذه الحروف لأسباب كثيرة مثل مرض السرطان وعمى الألوان والإيدز وغيرها، وهذه الحروف هي الشفرة الوراثية مكتوب فيها السجل الوراثي للشخص وصفاته ومسيرة أجداده التّاريخية، وشكله ولونه، وشخصيته وطباعه، كل شيء مكتوب في هذه الأحفورة المعلوماتية العتيقة .. لكن اكتشاف العلماء لهذا السّر ألهم بعضهم فكرة مجنونة ،،،، ماذا لو فهموا الشفرة وأعادوا كتابتها؟ فهل بإمكانهم إنتاج إنسان بمواصفات محددة؟
فالبشر يتم التحكم في صفاتهم عن طريق المادة الوراثية الموجودة في خلاياهم وهي الجينات الوراثية أو الجينوم DNA التي تتحكم في أدق تفاصيلهم والمسؤولة عن تصرفاتهم وتفكيرهم وعقلياتهم وميولهم! وكل شيء عنهم، ورغم أن DNA تركيبها بسيط ووحدته البنائية ثابتة حيث يتكون من أحرف متسلسلة متكررة بشكل منتظم ومحدد كما قلنا، إلا أن كل شخص يمتلك تسلسل خاص به لا يتشابه أبدا مع أي إنسان آخر، وهذه من أعظم الدلالات على عظمة قدرة الله سبحانه وتعالى، فكل إنسان يتكون من أكثر من ثلاثة مليار حرف بهذا النظام المتسلسل، وإذا حصل أي تبديل أو تغيير أو تلاعب في تسلسل هذه الحروف فإنه تحدث أمراض للإنسان قد يكون من المستحيل علاجها مثل الخلل في وظائف بعض الغدد والخلل في الهرمونات والسرطان وعمى الألوان والإيدز وغير ذلك .. وهناك نوع من التلاعب المقصود بالجينات ضمن علم اسمه (الهندسة الوراثية) ويعتبر هذا العلم (قديم حديث) وله أشكال مختلفة مثل تهجين الحيوانات وكذلك إنتاج الأدوية المستخرجة من عناصر الخلايا البشرية ممزوجة بعناصر من كائنات أخرى كالبكتيريا، وأشهر هذه الأدوية المصنعة عن طريق الهندسة الوراثية هو (الأنسولين) المقاوم لمرض السكري ولقد تقدمت الهندسة الوراثية لإحداث ثورة في مجال الزراعة تسمى (الثورة الخضراء) أنقذت البشرية من مجاعات لأن المحاصيل في ذلك الوقت لم تكن كافية لتغطية احتياجات الازدياد السكاني العالمي حيث عززت هذه الثورة العلمية مقاومة المحاصيل للظروف الجوية القاسية، ومكّنت من استخدام تقنيات الأسمدة ومبيدات الحشرات حيث أن التحكم في صفات النباتات هو أمر سهل وممكن وبعد الثورة الخضراء التي كان هدفها زيادة الإنتاج الزراعي والحيواني بطريقة غير عادية، فقد تأتي (الثورة البيولوجية) التي تهدف إلى السيطرة الكاملة على الخصائص البشرية وتشكيلها بما يعزز المصالح الخاصة لبعض الدول الكبرى .. وقد نجح العلماء فعلا باستنساخ كائن حيّ في عام 1997، حيث ظهرت النعجة الشهيرة دوللي عن طريق حقن المادة الوراثية لأحد النعاج في بويضة فارغة بحيث يحمل الجنين الخصائص الجينية الكاملة للحمض النووي المزروع وبالفعل، ولدت النعجة المشهورة ومن هنا بدأت ثورة اخطر في العلوم البيولوجية .. ! وبعد 10 سنوات من هذه التجربة المُزلزلة نجح العلماء باستنساخ فأر كانت مادته الوراثية الأصلية من فأر ميت استطاعوا أن ينتجوا منه نسخة طبق الأصل فيها كل المواصفات من فأر متجمد وميت من 16 سنة، بعكس التجارب السابقة حيث كانوا يستنسخون مخلوقات لا تزال على قيد الحياة وفي معهد سولك للدراسات البيولوجية في مدينة لاهويا بولاية كاليفورنيا الأمريكية حصلت تجربة خطيرة تعكس عملية الشيخوخة! عندما أحضروا اثنين من الفئران التوأم وحقنوا أحدهم بمورثات خلايا جذعية لجنين جعلت هذا الفأر بعد بلوغه سن الشيخوخة تحصل له عملية تجديد خلوي كما لو كان ينمو مرة أخرى كالطفل ولاحظوا الفرق بينه وبين الفأر الآخر، وطبقوا حرفيا مقولة (كتب له عمر جديد) ثم ظهرت القطط المضيئة التي تم حقنها ببعض المواد المستخرجة من قنديل البحر وظهر سمك السوبر سلمون الذي تم حقنه ببعض هرمونات التضخيم حيث أنتج العلماء أضعاف حجمه وظهرت أنواع جديدة من السمك الملون المعدل وراثيا والتي لا تتكاثر .. ومن باب المعرفة يمكن لغرام واحد من الحمض النووي (DNA) أن يخزن كل المعارف التي ينتجها البشر في عام واحد، ويحافظ على هذه البيانات سليمة لآلاف السنين، ويوجد الحمض النووي على شكل سلاسل يمكن قراءتها وكتابتها ونسخها بدقة وبسهولة وإحدى الميزات الأساسية للحمض النووي هي أنه مخزن كثيف للمعلومات إلى حد لا مثيل له! أكثر من أي وسيلة تخزين بيانات صنعها الإنسان، فيمكن ضغط 181 (زيتابايت = ألف مليار مليار = رقم مضاف إليه 21 صفر) من البيانات المتوقع أن ينتجها البشر بحلول عام 2025 في حجم مماثل لكرة تنس الطاولة باستخدام تقنية تخزين الحمض النووي، وبشكل مبسط فإن واحد زيتابايت يساوي ما يعادل سعة أكثر من 200 مليار قرص (دي في دي)، مساحة تخزين الواحد منه تبلغ 4.7 غيغابايت .. ولكم أن تتخيلوا هذا الكم الهائل؟
السؤال المهم: هل من الممكن أن تطبق هذه الممارسات على الإنسان؟ هل ممكن استنساخ بشر بقدرات خارقة وذكاء خارق وذاكرة غير عادية لاستخدامهم كأدوات سواء خير أو شر؟ هل يُمكن للمرء أن يتحكم في شكله ولونه وطوله وصحته وأي شيء يتخيله أو يعود شباب؟
الجواب: نظرياً قابل للتطبيق، لكن ليست بهذه البساطة .. فالتعديل الوراثي على الانسان محرم دوليًا لأسباب أخلاقية ومن السهل تطبيق كل ما سبق على البكتيريا لكن صعب تطبيقها على الانسان بشكل آمن لأن الجهاز المناعي للإنسان سيقاوم أي تدخل يريد تغيير خلق الله، كما أن الله جل جلاله لا ينازعه في ملكه أي مخلوق، إن التجارب إلي أُجريت على الحيوانات كانت نتيجة مئات التجارب الفاشلة التي أنتجت مخلوقات مشوهة، حتى النعجة دوللي فقد ماتت بعد فترة وجيزة بمرض خطير! وتطبيق هذا العلم على البشر سيصنع كائنات بشرية ممسوخة ومشوّهة كما أن هذه التجارب تتعارض مع قيمة وكرامة الإنسان التي نصت عليها القوانين والمواثيق الدولية، وقبل كل ذلك فإن الإسلام كرّم الانسان واعتبره أفضل المخلوقات وهذه التجارب تجعل الإنسان فأر تجارب وهذا حرام شرعا ولا يجوز أبدا.
لكن .. في عام 2012 حدثت قفزة علمية أخطر وتوقف قطار الثورة البيولوجية عند محطة غير متوقعة، عندما اكتشفوا وقتها تقنية حديثة تسمح برفع الحظر المفروض على التعديل الوراثي اسمها: [كريسبر كاس 9 – CRISPR-Cas9] وهي تقنية خطيرة تسمح للعلماء بالدخول إلى الحمض النووي للإنسان أو لأي كائن آخر بحيث يستطيعوا قص أو استبدال أي حرف من الشفرة الوراثية أو قص جينات (مجموعة أحرف) واستبدالها بأي حرف أو جين آخر بدقة متناهية دون خطورة على حياة الإنسان ودون تكلفة عالية بحيث تتغير صفات الكائن كما يريد العلماء … وهذه تقنية خطيرة جداً، لكن كيف عرف العلماء هذا الاكتشاف؟ الذي يعتبر أعظم الاكتشافات في تاريخ علم الأحياء بعد اكتشاف الـ DNA؟؟
لقد لاحظوا إن البكتيريا اذا تصادمت مع الفيروسات تستطيع أن تنسخ الحمض النووي للفيروس وتطور تقنيه تحلل شفرات هذا الحمض وتعرف مراكز قوته وتقطعها مثل المقص بواسطة انزيمات تقطع في الجينات الوراثية للفيروس حتى يضعف الفيروس، وهذا عن طريق العبث في جيناته، واستطاعت الباحثة الامريكية (جينفر داودنا Jennifer Doudna) مع الباحثة الفرنسية (إيمانويل شاربانتييه Emmanuel Charpentier) الاستفادة من أنظمة دفاع البكتيريا وطوروا هذه التقنية التي تعمل على جميع الكائنات الحيّة بما فيهم البشر، وكانت سببا لحصولهم على جائزة نوبل من الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم – للكيمياء للعام 2020، وتقول جينفر أن التقنية أشبه ببرنامج حاسوب لكتابة نصوص الـWord تستطيع فيه حذف كلمة أو إضافتها بسهولة ودقة وبكل بساطة لكن الهدف من تطوير هذه التقنية هو استخدامها في العلاج الجيني والأمراض الوراثية التي يمكن مراقبتها في الجنين أو حتى عند البالغين وهذا يعني أن أكثر من 3000 مرض وراثي سينتهي! ويمكن لتقنية كرسيبر أن تقضي على أكبر عدو للإنسان (السرطان والايدز) عن طريق تعديل جهاز المناعة وجعله يصطاد الخلايا المجنونة، ويمكن استغلال هذه التقنية أيضا لتطوير ورفع مستوى الذكاء عند الانسان عن طريق الاستعانة بأشخاص عندهم قدرات استثنائية ودمج شريطهم الوراثي في أشخاص أقل ذكاء، وهذايزرع قدراتهم القوية والذكاء الخارق، والذاكرة القوية ليتحولوا فعليًا لأشخاص أذكياء وأقوياء وأصحاء، ومن المعروف علميا أن الجينوم البشري قابل للتفاعل مع الحمض النووي للمخلوقات الأخرى، وبما أن هناك كائنات مقاومة للشيخوخة مثل جراد البحر (Lobster) فيمكن الاستعانة بجيناتهم لتكون فترة شباب الانسان طويلة جداً ويعيش عمراً أطول .. إذا كتب الله له الحياة طبعاً .. كما توجد احتمالية إعادة حيوانات انقرضت منذ مئات وآلاف السنين مثل فيل الماموث وكل ما نحتاجه هي (تقنية كريسبر) التي تضيف عناصر من الحمض النووي لهذه المخلوقات في أجنة إحدى الفصائل المشابهة للمخلوق ونجاح هذا الأمر يعتمد على درجة التشابه بين الحمض النووي، كما أن البشر ستكون عندهم القدرة على استعادة أطرافهم المبتورة مثل السحالي.. ! (وأنا لا أستهزئ) فهذا التطور العلمي يجلب الأمل للملايين من ضحايا الحوادث في العالم إذا تم الحصول جينات كائن برمائي يسمى عفريت الماء أو السمندل المكسيكي (اكسولوتل) والذي منحه الله القدرة على تجديد أطرافه وإيقاف النزيف خلال ثواني باستخدام الخلايا الجذعية القوية، فهو يمتلك جينوم أقوى بعشرة مرات من الجينوم البشري وكل ذلك مفيد لاستعادة الأنسجة البشرية التالفة والحفاظ على حياة البشر فيما يسمى الطب التعويضي … وكل هذا كلام إيجابي منسوب للباحثتين المذكورتين أعلاه، لكن هناك جانب آخر سلبي ومرعب جدا لهذه التقنية حيث يمكن زرع صفات سلبية وعدوانية وحيوانية في بعض البشر وهناك أبعاد مرعبة متطرفة لأصوات تقول لماذا لا نجرب أن نستنسخ البشر أو حتى نستعيد الأموات.. !؟
وأن هناك زعماء مؤثرين وعلماء كبار نحتفظ بحمضهم النووي فماذا لو تم تطبيق التقنية لولادة شخص يحمل الصفات الكاملة لأحد الموتى؟! لماذا لا نتمكن من انتحال شخصية في تنفيذ مصالح معينة؟؟ ولذلك نلاحظ أن الرئيس الروسي بوتين حريص جدا على عدم أخذ أي بصمة وراثية منه بأي طريقة لدرجة أنه عندما يسافر يأخذ معه مرحاضه الخاص به، ومشروباته الخاصة وقد لا يصافح أحد، وهو لا يفعل ذلك إلا بسبب يعرفه هو وهو الذي يمتلك امبراطورية تهز العالم .. وبالمقابل ليس صعبا الحصول على الحمض النووي لأي إنسان ميت إذا فتحنا قبره واستخرجنا من تربته ما يلزمنا من بقايا جيناته لتركيبها في جنين وإعادة ولادته بصفاته الكاملة ضمن برنامج صناعة قادة أو صناعة جيوش من بشر متشابهين تماما شكلا ومضمونا ومبرمجين لتحقيق أهداف معينة دون تردد وهذه الفكرة يتبناها أحد أكبر رؤوس الاموال في العالم وهو نفسه صاحب فكرة المليار الذهبي من البشر وهو نفسه صاحب فكرة زرع شرائح ورقائق إلكترونية في رؤوس البشر للتحكم بالمخ عن طريق القمر الصناعي .. وأفكار كثيرة تهين كرامة الإنسان ولن أذكر اسمه، ويمكنكم البحث لتعرفوا الإسم .. كما أن البعض يهدف إلى البحث عن الخلود وعدم الموت متجاهلين أن الروح بيد الله سبحانه وتعالى فقط.
في الوقت الحالي تعتبر (تقنية كريسبر) محرمة دوليا، لأنها ممكن تصنع مجتمع غير متوازن فالفقير مثلاً لن يستفيد من التقنية، وفي نفس الوقت هذه التعديلات سيتم توريثها وهذا يدخلنا بمعضلات أخلاقية واجتماعية وانسانية عديدة لكنها مسموحة فيما يخدم البشرية ويحقق التنمية المستدامة .. وبحسب مطوري التقنية، فإن امتلاكها وتفعيلها سهل، مما يشير إلى أن هناك دول تستطيع أن تخرق القانون وتستخدم التقنية خصوصا أنها أصبحت مكشوفة وواضحة، ومنذ فترة بسيطة اتهم مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية الصين بأنها تستخدم تقنية كريسبر في إعداد جيش ضخم معدل وراثياً وأن هذا الجيش يستطيع تحمل البرد والحاجة للنوم والطعام والشرب، ومنزوع الرحمة والخوف وقال: عندنا أدلة حقيقية على استخدام الصين لتقنية كريسبر للاستخدامات العسكرية التي تهدد أمن العالم (وكأن امريكا تحمي العالم)
والدليل أن الباحث الصيني بجامعة شنتشن للعلوم والتكنولوجيا (هي جانكوي) فاجأ العالم في 2019 بإعلانه ميلاد أول طفلتين معدلتين جينيا باستخدام تقنية كريسبر (لولو و نانا) ونشر فيديو يقول إنه نجح بتعديل جيناتهم وجعلهم مقاومتان لفيروس نقص المناعة البشرية وقال الباحث حينها إنه قام بتغيير الجين (CCR5) لجعل الفتيات مقاومات لفيروس نقص المناعة البشرية في حالة إصابتهما به نتيجة العدوى المنتقلة من الأبوين، غير أن الأبحاث الجديدة تظهر أن هذا التغيير الذي أدخل إلى الحمض النووي قد يؤثر أيضا على أدمغة وذكاء الأطفال ايجابيا .. وقال الباحث الأمريكي (ألسينو جي سيلفا) خبير علم الأعصاب من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس – في مقال له بمجلة معهد ماساشوست للتكنولوجيا- إن الجين (CCR5) يلعب دورا رئيسا في الذاكرة وقدرة الدماغ على التشكل، وإن الاختبارات التي أجراها بمختبره عام 2016 أظهرت أن إزالة هذا الجين من الفئران يحسن إلى حد كبير الذاكرة، ومنذ ذلك الحين، أظهرت بحوث لاحقة أن الأشخاص الذين يخلون من (CCR5) بشكل طبيعي يتماثلون للشفاء بسرعة من الأمراض المتعلقة بالأوعية والدماغ.
ورغم أن البعض حاول تجميل التجربة الصينية! لكن الواقع أنها تجاوز واضح للحدود الأخلاقية في مجال التعديل الوراثي .. وقد أدينت تجربة الباحث الصيني بشكل كبير على مستوى العالم، وحسب ما قالت الصين فإنه تم التحقيق مع جيانكوي الذي تسميه الصحافة الصينية الآن “فرانكشتاين” وأنه تم فصله من جامعته وحكم عليه بالسجن 3 سنوات لكن متابعين صينيين تعقبوا الطبيب جيناكوي و تم نشر صورة له تشير إلى أنه يقيم في مسكن بعيد، وليس في السجن ولكنه قد يكون تحت الإقامة الجبرية وعموما نحن حاليا في 2023 انتهت فترة محكوميته وبلا شك يمارس عمله بشكل سري لتحقيق مصالح وأهداف الصين في التفوق على أمريكا في مجال التكنولوجيا الحيوية، وحسب ما يتداوله المتابعين فإن الطفلتين لولو ونانا بصحة وسلامة ويتمتعن بذكاء عالي، ويُقال إن هناك طفل ثالث لم يُعلن عنه خضع للتعديل الوراثي من قبل هذا الباحث الصيني .. الخطير بالأمر أن وصول الصين أو أي دولة إلى هذه التكنولوجيا سيجعل كل قوى العالم ترغب في الحصول عليها والاستمتاع بقوتها، وهنا ستندلع الفوضى، وستكون هذه الإجراءات أسوأ من القنبلة النووية، كما قال بوتين.
حفظنا الله وإياكم من علماء الشرّ ومستغلّي العلوم
شكرًا لقراءتكم ❤ وأعتذر للإطالة
الدكتور أحمد لطفي شاهين