تقبل وامضي … بقلم الأستاذة مريم العتيبي
إيسايكو: تقبل وامضي … بقلم الأستاذة مريم العتيبي
تحدث فينا الحياة في مراحلها المختلفة بعض الندبات والخدوش، مستوقفتنا في محطاتها لبعضالوقت، اما حائرين او مُنذهلين او مصدومين؟!
فتكون ردة فعلنا الاولية “المغادرة” مُنكرين ما يحدث لنا، عاجزين عن التعامل مع مسببات الموقف اومثيراته، حتى يؤدي ذاك العجز الى تكدس مشاعرسلبية سوف تنفجر في أصغر موقف مسببه الاذى لنا اولا وثانيا لمن حولنا !!
لذا العلاج الحقيقي هو “التقبل” لحقيقة الموقف
فالتقبل حالة لا يصل لها الفرد الا بعد عمليات منطقية وفكرية يصل العقل فيها للإطار الذي يستوضح من خلاله مسببات الموقف ثم تفهم تلك المسببات وفق الخلفية الفكرية والثقافية للطرف الآخر ثم تقليل حساسية ردة الفعل، حتى الوصول بسلام لمرحلة التقبل الكاملة بدون ان تحمل بداخلك اثقال ترهقك.
لذا كلما اجاد الفرد تفهم مسببات المواقف اجاد التفسير المنطقي للموقف والعقلاني، متقبلا الامر سواء أكان كارها للموقف أم محرجا منه.
والسؤال هنا:
هل يستطيع التفكير للفرد ان يفسر منطقيا المواقف المختلفة ومثيراتها؟!
نعم، كل إنسان قادر على التفسير السليم للمثيرات المؤدية للمواقف المختلفة بواسطة ثلاث خطوات:
⁃ تفهم الاسباب الحقيقية التي دعت لهذا الموقف
⁃ قياس تلك الاسباب على الواقع الحالي قبل واثناء الموقف
⁃ تحديد الصورة الشاملة لتلك الاسباب تحت إطارواقعي يناسب الوقت او الزمن الحالي
من خلال هذه الخطوات كونت تفسير منطقي وعقلاني يساهم في عملية التقبل لحقيقة الموقف، بدون ان تقع في دور الضحية او الجلاد، حيث يساعد التفسير الصحيح في تفهم الامر وتقبله لتتجاوز الموقف، بدون ان ترهقك او تعرقلك التفسيرات الفكرية مُثنيتك عن المضي في طريق حياتك، لذا تُعتبر المواقف دروس ومواعظ تُختبر فيها قدرة عقولنا على التفسيرات التي تحدد نظرتنا لحقيقة تلك المواقف.
تحرير الاخصائية الاجتماعية
مريم معيض العتيبي