المرأة بعد الطلاق … بقلم الأستاذة مريم العتيبي
إيسايكو: المرأة بعد الطلاق … بقلم الأستاذة مريم العتيبي
(وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ ٱللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِۦ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ وَٰسِعًا حَكِيمًا) (النساء – 130) ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية ادب الفراق لشخصين كانا يوما تحت مظلة سقف واحد كزوجين، فحسب تفسير السعدي لهذه الآية إذا تعذر الاتفاق فإنه لا بأس بالفراق، فيغني الله كلاهما من فضله وإحسانه الذي يعطي بحكمة لخلقه، والباب واسع في الغنى لا يشمل الغنى المادي فقط بل يكون غنى معنوي جابراً، في مقالي هذاخصصت المرأة في هذه الجزئية كونها من يتحمل الخسائر اكثر من الرجل في الطلاق، فالمرأة بعد الطلاق لن تكون هي ذاتها قبل الطلاق، اولى التغيرات التي تطرا عليها هو لقبها الذي يصف حالتها الاجتماعية تحت مسمى مُطلقة، كذلك تمر المرأة بتغيرات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي في مسارها الجديد، ايضا اختلافها عن الرجل في تكوينها النفسي والعقلي في التعامل والتكيف مع ظروف الحياة، كذلك في مجتمعاتنا الشرقية تتفاوت النظرة المجتمعية لهما كرجل وامرأة مما يؤثر فيها بشكل اعمق من الرجل، لذا تحتاج المطلقة لدعم معنوي يعزز من ثقتها بنفسها خاصة عندما تشعر بالفشل والتخبط والضياع، فهذه الهموم تولد لديها رغبه بتمني العودة لزوجها السابق، كذلك تشعر المطلقة في الغالب بالخوف من المستقبل خاصة من الناحية الاقتصادية، ايضا توضع على المطلقة قيود اجتماعية تحاصرها في وضعها الجديد مسببة تلك القيود احيان حالة احباط لها، كذلك تحمل المطلقة هم اطفالها ان وجدوا مع هم مستقبلهم، حضانتهم، تربيتهم، فتصبح الام والاب في آن واحد، كل تلك الهموم تؤثر على استقرارها النفسي، لكن اذا استطاعت المطلقة ان تتكيف بسرعة مُعيدة تنظيم حياتها مُخططة لمستقبلها واطفالها جيدا ستستعيد توازنها من جديد، لذا المطلقة تحتاج الدعم من البيئة المحيطة بها فلا يكاد يخلو منزل من قريب او بعيد من مطلقة، اما اخت او ابنة، او صديقة او زميلة عمل، فالبيئة المحيطة هي من يدعم المطلقة ان كانت بيئة فاعلة، ايضا هي من يهدمها ان كانت بيئة هادمة، كوننا مجتمع نسائي نفهم ما تعاني منه المرأة جيدا فوجودنا بجانب المطلقة داعمين متقبلينها مقدرينها لذاتها سنسرع عملية تكيفيها، مخففين عنها الخسائر المعنوية والعاطفية، كذلك من جانب المطلقة عليها ان تبدأ مرحلة ما بعد الطلاق بخطوات عقلانية تكون قاعدة انطلاق لها، اولى هذه الخطوات هي اهمية التفاعل الاجتماعي مع محيطها النسائي خاصة وعائلتها مبتعدة عن العزلة، كذلك ان تضع لها برنامج يتكون من ساعات تفاعل انساني كالاهل والصديقات في التسوق والتنزه والسفر، او مجموعات التطوع في برامج التطوع لمساعدة مجتمعها متفاعلة مع احداثه، ايضا على المطلقة ان تؤجل فكرة الارتباط بزوج جديد حتى تتعافى من تجربتها السابقة ثاني الخطوات في مرحلة ما بعد الطلاق للمرأة هو تخطيطها الجيد لمستقبلها كالبحثعن عمل ان لم تكن عاملة، او اكمال دراسة، او البدء في مشروع تجاري لها اذا وُجدت الوفرة المالية، مُنظمة شؤونها المالية مُبتعدة قدرالامكان عن الاستدانة، ثالث الخطوات هي الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية، اما ببرامج رياضية وغذائية او جلسات تعافي نفسية واجتماعية، رابع الخطوات هو اهتمامها بالركيزة الدينية الداعمة لها والركيزة الاخلاقية حتى تعينها بعيدا عن الاستغلال والابتزاز العاطفي الذي يقع نتيجة اندفاع منها، خامس الخطوات هو وجود سكن في منزل عائلتها او بالقرب منه ليكون ملاذ آمن لها خاصة ان كان لديها اطفال، فالمرأة المطلقة اولى الاشياء المفقودة لديها هو السكن بعد طلاقها، فالمطلقة لا ينقصها شيء عن اي امرأة الا انها ذات ظرف خاص لها علم الكثير منهن معنى الاستقلالية، فالمطلقة قد تكون مُربية، مُعلمة، طبيبة، مُهندسة، عالمة، كاتبة، شاعرة، سيدة اعمال، المطلقة ليست ناقصة الا في فكر من استنقاصها، فالكثيرات استطعن ان يجعلن قصة طلاقهن انطلاقة لهن في الحياة ملهمات الكثير من بنات جنسهن في كفاحهن مع الايام، مُزهرات في روضة مجتمعهن مُتسيدات على من راهن يوماً على سقوطهن، فالطلاق ليس إعدام للمرأة بل هو حافز لإشراقها في كوكبها.
بقلم الاخصائية الاجتماعية
مريم معيض العتيبي