الغرور والثقه بالنفس … بقلم الدكتورة هلا السعيد
إيسايكو: الغرور والثقه بالنفس … بقلم الدكتورة هلا السعيد
الثقة بالنفس
هي شعور الإنسان بالارتياح والاطمئنان والاعتزاز بنفسه وبقدرته على تحقيق أهدافه وما يريده في الحياة واحترام ذاته وتقديرها، ورؤية الشخص نفسه بأجمل صورة، وللثقة بالنفس العديد من المظاهر التي تظهر على الشخص المتمتّع بثقة واضحة بنفسه…. ومن هذه المظاهر:
١- الشعور بالسعادة والتفاؤل والإيجابيّة
٢- الاطمئنان في كافّة جوانب حياته. ٣- السرعة في اتّخاذ القرار لدى الشخص الواثق بنفسه.
٤- المبادرة والقياديّة والقدرة على حل المشاكل.
٥-النجاح والعزيمة للوصول لأيّ هدف مراد تحقيقه.
الغرور :
هو حب الإنسان لنفسه بطريقة تزيد عن الحد الطبيعي، وهو شعور الشخص بالعظمة، وتوهمه بأنه وصل إلى الكمال، والذي ينتج عنه قيام الشخص بالعديد من التصرفات غير الصحيحة …… كأن يشعر الأشخاص من حوله بالنقص، وبأنهم أقل مكانةً منه، وبأنه أعلى وأرقى منهم، ويتفوق عليهم بالكثير من الأمور، ولا يعود الغرور بالضرر إلّا على صاحبه فيصبح مكروهاً وغير مرغوب بوجوده بين الناس؛ لأنه أشعر الناس بدونيتهم وقلة مستواهم فمن الطبيعي أن يحصد نتيجة ذلك كراهيةً في نفوس الآخرين، ويعتبر الغرور مرضاً نفسياً في وقتنا المعاصر.
ابتعد عن الغرور وعزز ثقتك بنفسك؟
شعرة تفصل بين الغرور والثقه بالنفس ، فالإيمان بالذات مفهوم أكثر رقياً ووعياً من الغرور، والفرق كبير بين أن تثق بقوتك الداخلية في القدرة على الوصول للأهداف المختلفة، وأن تغتر فتري نفسك متفوقة على غيرك، ولأن الثقة بالنفس صفة مكتسبة تحتاج الي تطوير مستمر
الفرق بين الثقة بالنفس والغرور:
الثقة بالنفس والاعتزاز بها يختلف اختلافاً كلياً عن الغرور، ومن هذه الاختلافات بينهما:
اولا: الثقة بالنفس هي عبارة عن الاعتزاز بالنفس والاطمئنان لهذه النفس وشعور الإنسان برضاه عن ذاته
أما الغرور فهو شعور بالكمال والعظمة وهذه الشعور شعور متوهم لدى صاحبه.
ثانيا: الثقة بالنفس تنبعث من الشخص بشكل طبيعي وغير مصطنع
أما الغرور فيكون غير حقيقي إنما هو اصطناعي يصطنعه الشخص لنفسه.
ثالثا: الثقة بالنفس يبنيها الإنسان ويصل إليها بالتدريج وتحصل مع تطوير النفس والقيام بالعديد من الإنجازات والنجاحات في مختلف جوانب الحياة
أما الغرور فيكون فجأة بأن يقرر الإنسان بممارسة هذا الدور على الآخرين.
رابعا: الثقة بالنقس تجعل من صاحبها إنساناً متواضعاً لا يتكبر على الآخرين، على عكس الغرور الذي يجعل صاحبه متكبراً متعجرفاً على الآخرين.
خامسا: الثقة بالنفس تجعل صاحبها معتزاً بنفسه ولا يقارن نفسه بأحد، على عكس الغرور الذي يقارن نفسه بالآخرين ويرى بأنّه أفضل وأحسن وأرقى منهم.
سادسا: الثقة بالنفس كلما ازدادت لدى الشخص ملأت قلب صاحبها بالطمأنينة والشعور بالسعادة وهي محمودة كلما زادت، وهي تختلف عن الغرور، والثقة بالنفس في حال زادت وصار صاحبها أكثر طمأنينة وتواضعاً للآخرين تكون محمودة، أما في حال أنها إذا زادت قلبت صاحبها إلى متعجرف وإلى مغرور ومتكبر فهي من الأصل كانت غروراً ولم تكن ثقة
بعض من النصائح التي تعزز ثقتك بنفسك وتبعدك عن الغرور:
1. تجنب الأمور السلبية:
تجاهل النقد السلبي والتعليقات التي واجهتها منذ نشأتك وحتى الآن، فلا يمكن للآخرين أن يحددوا من أنت، أنت الوحيدة القادرة على تحديد هويتك.
2. لا تأخذ الأمور بطريقة شخصية:
تميل أحيانًا من دون أن تعي إلى اعتبار أن آراء الآخرين موجهة ضدك شخصيًا، فأنت الذي تنظر إلى نفسك بطريقة سلبية، وتعكس هذه النظرة للآخرين فتتصور أنهم يهاجمونك، لا تأخذ الأمور بطريقة شخصية واعرف أن آراء الأشخاص وقراراتهم ليست موجهة ضدك.
3. نظم حياتك:
اكتشف ما تريده في الحياة بالفعل، غيري نمط حياتك بطريقة تناسبك وتجعلك أكثر راحة، ضع خطة وهدفًا نصب عينيك. فعندما تكتشف نفسك تصبح أكثر استقرارًا
والاستقرار مفتاح الثقة.
4. تعلم أن تسيطر على ردات فعلك:
اكتشف مشاعرك وتخطي نفسك، فعندما تفهم سبب اثارة مشاعرك فستتمكن من السيطرة بطريقة أفضل على ردات فعلك مما يغير مشاعرك بطريقة تلقائية.
5. التواصل والتعبير عن الأفكار والمشاعر:
إن التواصل مفتاح النجاح، لا تقمع مشاعرك وأفكارك، عبر بحرية لكن احرص دومًا على السيطرة على ردات فعلك، أنت تستحق أن تعبر عن مشاعرك وأفكارك تمامًا مثل الآخرين.
6. لا تخاف من النقد:
فالخوف من التعرض للنقد هو السبب الرئيس الذي يدفعنا إلى قمع أنفسنا وبالتالي إلى التفاعل بطريقة مبالغ بها، اعلم أنه لا يمكن لأي أحد أن يقلل من شأنك إاّ بموافقتك.
7. تخلص من الحلقة المدمرة:
ابتعد عن أي شيء أو أي شخص يؤثر عليك بطريقة سلبية، فإذا كنت تتخبط بحلقة مدمرة في حياتك مثل علاقة عاطفية أو إدمان أو عادة ما أو غيرها فعليك أن تكسر هذه الحلقة على الفور وتضع حدًا لهذا العذاب الذي لا ينتهي.
الدكتورة هلا السعيد