العنف والتنمر في المدارس.. مشكلة عالمية تؤثر سلبا على الطلبة لاسيما نفسيا وبتحصيلهم العلمي
إيسايكو: العنف والتنمر في المدارس.. مشكلة عالمية تؤثر سلبا على الطلبة لاسيما نفسيا وبتحصيلهم العلمي
من فيصل الخميلي (تقرير.إخباري) الكويت – 2 – 11 (كونا) — العنف والتنمر في المدارس مشكلتان عالميتان تتطلبان تكاتف المعنين والمتخصصين لوضع حلول جذرية للحد منها لاسيما أنها تؤثر على الطلبة في تحصيلهم العلمي والعملي علاوة على التأثير النفسي المصاحب للشخص المتنمر عليه.
ومعلوم أن العنف المدرسي والتنمر يعتبران ظاهرة لا تزال تشتد وتتفاقم وتطال عواقبها عددا هائلا من الأطفال واليافعين حول العالم وانتقلت حتى إلى التنمر الإلكتروني في العالم الافتراضي.
وترى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أن العنف في البيئة المدرسية يمثل بشتى أشكاله انتهاكا صارخا لحق الأطفال والمراهقين بالتعليم والصحة وغيرهما لذا تدعو كل دولها الأعضاء وشركاء الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والأفراد إلى المساعدة في إحياء اليوم الدولي لمكافحة العنف والتنمر بالمدارس.
وكانت الدول الأعضاء في (يونسكو) وافقت على إعلان كل أول يوم خميس من شهر نوفمبر يوما دوليا لمكافحة كل أشكال العنف والتنمر في المدارس ومنها التنمر الإلكتروني وتنبه هذه المنظمة من الآثار السلبية جدا للتنمر وإضراره بالتحصيل الدراسي للتلاميذ ناهيك عن صحتهم العقلية ونوعية حياتهم عموما.
كما تحذر (يونسكو) من أن احتمالات شعور الطلاب المعرضين للتنمر بأنهم منبوذون في المدرسة تشكل ثلاثة أضعاف احتمال شعور غيرهم من الطلاب بذلك واحتمالات غياب ضحايا التنمر عن المدرسة تشكل ضعف احتمالات غياب سائر التلاميذ عنها في وقت يحرز ضحايا التنمر نتائج دراسية أسوأ من النتائج التي يحرزها أقرانهم ويعدون أكثر عرضة للانقطاع عن التعليم النظامي بعد إتمام التعليم الثانوي.
ولمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف والتنمر في المدارس الذي يصادف غدا الخميس أجرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء لقاءين منفصلين مع متخصصين بهذا الشأن للحديث عن آثارها والحلول الممكنة والناجعة لها.
وقال أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور ناصر المنيع ل(كونا) إن للتنمر أشكالا مختلفة هو إما لفظي أو معنوي أو مادي وسببه الرئيسي نابع من داخل الأسرة وطريقة التربية علاوة على تشجيع المتنمر على الاستمرار بذلك من زملائه.
ورأى المنيع أن الأبوين هما السبب الرئيسي في جعل ابنهما او ابنتهما متنمرين على الآخرين مشيرا إلى أن القسوة الشديدة في التربية تساهم في بناء شخصية متنمرة على الآخرين.
وأوضح أن تفاقم التنمر في المجتمع والمدارس يعود إلى سكوت المتنمر عليه خشية مواجهة الطالب الذي تنمر عليه مشيرا إلى ضرورة قيام الأبوين وإدارة المدرسة بمحاولة زرع الثقة لديه واعطائه الأمان في حال اشتكى هذا الطالب من التنمر.
وشدد على أن للمعلم والمدرسة دورا مهما في مواجهة التنمر في حال تم اكتشاف حالة تنمر ما في المدرسة والتعامل معها وحلها مبينا أن الطالب المتنمر عليه في حال السكوت أو في حال غياب من يدافع عنه قد يؤثر ذلك على صحته النفسية والبدنية.
وذكر أن المتنمر دائما يقصد الطالب الضعيف أو الأصغر منه سنا ليؤذيه وقد يستمر في أذيته في حال لم يردع من الطالب نفسه أو من إدارة المدرسة.
وأشار المنيع إلى أن من علامات تعرض الطالب للتنمر هي محاولته التغيب عن المدرسة وافتعال أعذار لعدم الذهاب إلى المدرسة أو تدني مستواه التعليمي وفي حال ذهابه ينعزل عن الطلبة ولا يشارك في الفصل.
من جهته قال مدير مدرسة عقبة بن عامر المتوسطة (بنين) مشعان الظفيري ل(كونا) إن حالات التنمر متزايدة بشكل ملحوظ نظرا إلى زيادة الكثافة العددية للطلبة إضافة إلى مشكلات داخل الأسرة مثل حالات الطلاق.
وأوضح الظفيري أن كثرة العنف والتنمر تؤثر حسب الاختلافات الشخصية وشدة الفعل المسيء وتترك آثارا تتفاوت قوتها على الطالب ومن تلك الآثار الشائعة فقدان الثقة بالنفس والتركيز والخجل الاجتماعي وتراجع المستوى الدراسي.
وأضاف أن الطالب الذي يتعرض للتنمر دائما ما يتغيب عن المدرسة بسبب الشعور بالخجل من عدم الرد والخوف من شخصية المعتدي علاوة على الخوف من إطلاق لقب مسيء عليه يلازمه فترة طويلة من حياته.
وأشار إلى أن للتنمر أشكالا مختلفة منها الضرب وإتلاف الممتلكات الشخصية أو السرقة ومنها اللفظي مثل الشتائم والتحقير والسخرية وإطلاق الألقاب فضلا عن التنمر على الطالب الذي يعاني مشكلات صحية مثل الثعلبة والحول بالعين والإعاقات الحركية والكلامية.
وذكر أن العنف والتنمر قد يؤديان إلى دخول الطالب المتنمر عليه في حالة من الاكتئاب والقلق ناهيك عن العزلة الاجتماعية وفي بعض الحالات التفكير في الانتحار.
وبين أن للمدرسة دورا تربويا في حال تقدم الطالب بالشكوى من تعرضه للعنف أو الضرب بأن تعرب له عن التقدير أنه تحدث للادارة ومساعدتها في الدفاع عنه حتى يشعر بالأمان.
وعن الطالب المتنمر قال الظفيري إنه على إدارة المدرسة أن تبين له أن هذا السلوك غير مقبول وتعمل على تذكيره بقواعد المدرسة وقوانينها ضد التنمر ومحاولة معرفة الأسباب التي دعته للتنمر لمعاقبته ومن ثم حثه على الاعتذار والتعاطف مع زميله المتنمر عليه.
وأفاد بأن دور المدرسة التربوي لا يقتصر على تحديد المشكلة وحل الخلاف بين الطرفين فقط بل يمتد إلى نشر التحذير من التنمر وتعزيز الوازع الديني واستضافة محاضرين أكفاء في هذا المجال فضلا عن الدور التربوي والتوعوي والقانوني والتحفيزي.