التنمر الزوجي … بقلم الدكتورة هلا السعيد
إيسايكو: التنمر الزوجي … بقلم الدكتورة هلا السعيد
تقوم العلاقة الزوجية على مبدأ الاحترام والتقدير والمحبة والمودة ، ومتى ما شعر أحد الزوجين بافتقاده لهذا العناصر الأساسية والمهمة في هذه الشراكة الأبدية فإنّ صدعًا كبيرًا سيحدث في حياتهما، وربما تكون المشاكل والخلافات التي تنشب بسبب ذلك بمثابة إنذار يدق ناقوس الخطر معلنًا بداية النهاية، ومحذرًا من انهيار مجتمعهما الصغير، وعالمهما الذي من المفترض أن يكون ساحرً ، ويكون له اثار سيئة على الابناء جيل المستقبل.
وبصفتي طبيبة نفسية ومعالج نفسي وقد مرت علي كثير من المشاكل الاسرية التي كانت سببها تنمر احد الزوجين باستخدام عبارات سلبية من الشتم وتقليل قيمة الطرف الاخر والاستهزاء ويصل الحال للضرب ، وتكون عائقا أمام مستقبل الأسرة وسببا في فشل العلاقة الزوجية، وغياب التراحم والمودة مما يؤدى إلى الخرس الزوجي، والاكتئاب الأسري، وانا اكد ان مشكلة التنمر ممكن حلها بين الزوجين ما دامت هناك رغبة من الطرفين للقضاء عليها واستمرار الحياة الاسرية بجو يملئه الهدوء والحب .
التنمر الزوجي :
التنمر الزوجي هو شكل من أشكال العنف من التصرفات والسلوكيات التي متى ما اتسم بها أحد الشريكين شعر الآخر بخسارته للتقدير وافتقاده للاحترام، فهي مشكلة لا يستهان بها
التنمر في المفهوم العام :
هو شكل من أشكال العنف، والإساءة، والإيذاء، الذي يكون مُوجَّهًا من شخص، أو مجموعة من الأشخاص إلى شخص آخر، أو مجموعة من الأشخاص الأقلّ قوّة، سواء بدنيًّا، أو نفسيًّا.
المقصود بالتنمر الزوجي :
هو مصطلح أطلقه علماء النفس حديثًا، ولا يختلف عن مفهوم التنمر العام إلا أنه يكون في الحياة الزوجية عبارة عن شكل من أشكال الإساءة والإيذاء الموجه من قبل الزوج أو الزوجة تجاه الطرف الآخر، والذي عادةً ما يكون هو الحلقة الأضعف في العلاقة.
يمكن تقسيم التنمر إلى فئتين:
اولا: تنمر مباشر
وممكن أن التنمر يتضمن قدراً كبيراً من العدوان الجسدي مثل الدفع والنغز، ورمي الأشياء، والصفع، والخنق،
واللكم والركل والضرب والطعن، وشد الشعر، والخدش، والعض.
ثانيا: تنمر غير مباشر والذي يُعرف أيضاً باسم العدوان الاجتماعي.
العدوان الاجتماعي أو التنمر غير المباشر يتميز بتهديد الضحية بالعزل الاجتماعي. وتتحقق هذه العزلة من خلال مجموعة واسعة من الأساليب، بما في ذلك نشر الشائعات، ورفض الاختلاط مع الضحية، والتنمر على الأشخاص الآخرين الذين يختلطون مع الضحية، ونقد أسلوب الضحية في الملبس وغيرها من العلامات الاجتماعية الملحوظة (مثل عرق الضحية، والدين، والعجز، إلخ).
الأشكال الأخرى للتنمر غير المباشر التي تعتبر أكثر تعقيدا وتكون في أغلب الوقت لفظية، مثل التنابز بالألقاب، والمعاملة الصامتة، ومجادلة الآخرين حتى الاستسلام، والتلاعب، والشائعات المختلقة والأكاذيب والتحديق، والقهقهة والضحك على الضحية، وقول كلمات محددة تثير رد فعل من حدث سابق، والاستهزاء.
علامات تنمر الزوج:
علامات التنمر تظهر على الرجل في فترة الخطبة، وذلك إن كان هذا الزوج المستقبلي قد عانى منذ طفولته من هذا السلوك، أو عاش في جو عائلي يسوده التنمر، لذا يحاول جاهدًا تطبيق ذلك منذ بداية الارتباط. وأحيانًا لا تظهر سلوكيات التنمر إلا بعد الزواج، وربما يعود ذلك إلى ضغوطات نفسية سببها فشله في أن يكون زوجًا كامل العطاء
في كافة شؤون الأسرة.
ومن علامات تنمر الزوج:
1.اللوم المستمر: يلوم الزوجة على أشياء لا علاقة لها بها من قريب أو بعيد، فعلى سبيل المثال إذا ما حدث عطل في أحد الأجهزة المنزلية، يبدأ في توجيه اللوم لها على الفور، ويسألها: ماذا فعلت بهذا الجهاز؟ أنتِ السبب في هذا العطل لسوء استخدامك؟ أنت لا تعرفين شيئاً.
2. التعامل بنوع من الوصاية: يتحدث مع الزوجة وكأنها طفلة، ويتحدث معها بنبرة عدائية، ويهاجمها ويصادر أفكارها ويحجر عليها، ويسعى لأن تكون افكار الزوجة بنفس تفكير الزوج وتصبح الزوجة متقمسة شخصية الزوج نفس القرارات التي يمكن أن يتخذها، فهو يريد الزوجة نسخة منه.
3. الصوت العالي في الأماكن العامة: من علامات التنمر أن يحدث الشريكة بصوت عالٍ في الأماكن العامة، ويستغل أي موقف صغيراً كان أمر كبيراً ويقوم بتوجيه اللوم إليها والصراخ في وجهها دون أي مبرر أو سبب.
4. الانتقادات المستمرة: إذا كان الزوج ينتقد شخصية الزوجة بشكل مستمر، وينتقد تصرفاتها، ويعبر عن استيائه واحباطه دائماً مما تفعل الزوجة، ويردد الزوج دائماً للزوجة بأن الحياة معها ليست جيدة، ودائما يشعر الزوجه بانها لا تستطيع ان تفعل اي شي صحيح.
5. الشخصية النرجسية: عندما يكتسب شخص ما إحساساً مفرطاً بتضخم الذات، أو يعتقد أنه لا يرتكب أي خطأ، هذا هو المعروف باسم اضطراب الشخصية النرجسية، والكثير من المتنمرين لديهم ميل للوقوع في فئة النرجسيين ويعتقدون أنهم أكثر ذكاءً، أو أكثر دراية، أو أفضل من الجميع في اتخاذ القرارات.
وغالباً ما يتهم الزوج النرجسي بان الزوجة لا تعرف ما تتحدث عنه أو يقول للزوجة بأن أفكارها غبية أو غير صالحة، وفي النهاية يجعل الزوجة غير قادرة على اتخاذ قرار بمفردها على الإطلاق.
6. الإساءة اللفظية: ينتقد ويهين الزوج المتنمر زوجته سواء كانتِ وحدها معه أو أمام الآخرين بدون أي مراعاة لصورة الزوجة، وقد تصل ثقة الزوجة بنفسها إلى أقل مستوى، وقد تبدأ الزوجة في تصديق ما يخبرها به عن نفسها حتى لو لم يكن حقيقياً.
7. تكذيب الحقيقة: ينكر الزوج المتنمر ما قاله للزوجة أو فعله بكها لدرجة تجعل الزوجة تشكك فعلاً في حدوث هذا الأمر بل ويتهمها بأنها امرأة مريضة بالشك.
8. المزاجية المتقلبة: الزوج المتنمر يمكن أن يتحدث إلي الزوجة أحياناً ويظل صامتاً لأوقات أخرى ويحدد هو متى
يتكلم وفي أي شأن يتكلم دون النظر لما تريد الزوجة ، حيث تكون رهناً لمزاج الزوج المتقلب.
9. التجاهل المتعمد: الشريك المتنمر لن يتجاهل الزوجة وحدها، ولكنه يتجاهل كل ما له علاقة بها، سواء أهلها أو أصدقائها، أو إنجازاتها، فعند زيارة أهلها ، سيتركها معهم بمفردها ويذهب.
10. اختلاق المشكلات: يميل الشريك المتنمر للدراما واختلاق المشكلات، وغالباً ما يشعر الزوجة بأنها الشخص السيء، فإذا حاولت الزوجة الجدال بهدوء يلومها ويُشعرها بأنها أسوأ شخص على الإطلاق.
11. التهديد: غالباً ما تجدينه يهدد الزوجة بتركها في أي وقت، وسيجعل حياتها متأرجحة ومضطربة دائماً إن لم تستسلم لرغباته.
12.الانقطاع عن العلاقة الجنسية: شكل آخر من أشكال الابتزاز، استخدام الجنس كأداة للمساومة، فإن لم تخضع الزوجة لرغبات زوجها المتنمر، يقوم بالتوقف عن ممارسة العلاقة الجنسية، وبهذه الطريقة يتوقف شكل التواصل العاطفي.
13. يحاول عزلك: يفضل الشريك المتنمر عدم قضاء الزوجة للوقت مع أي شخص مقرب لها، وغالباً ما يتحدث سلباً عن الأصدقاء والعائلة، وعندما تكون الزوجة مع أصدقائها سيكون غاضب، وسيحاول منعها بشتى الطرق.
14. الأنانية: غالباً ما يفكر المتنمرين بأنفسهم أكثر مما ينبغي، ولا يفكرون في شركائهم مطلقاً، لذلك سيمكن الزوجة رؤية الأنانية في محاولة الحصول على كل شيء مقابل اللاشيء.
15. العدوانية: المتنمرون لديهم مشكلة في إدارة عدوانهم، حيث سيحاول الزوج المتنمر إثبات وجهة نظرة بأنه الأفضل وأنه على صواب مهما حدث وبشتى الأساليب حيث يمكنه استخدام السخرية من الزوجه أو إهانتها أو النيل منها.
16. غياب التعاطف أو الندم: يعاني الشخص المتنمر من نقص عميق في التعاطف مع الآخرين، وبالتالي لا يدرك الزوج المتنمر الضرر الذي يلحقه بالزوجة، ولا يشعر بالندم أبداً على ما فعله بها.
17. الترهيب: إنه يعلم أن الزوجة ستبقي معه لأنه يقنع الزوجة أنها لن تنجح بدونه، وأنها ستظل محتاجة إلى وجوده، على الرغم من أنه هو الذي يحتاج إلي الزوجة لأنه بدونها لن يستطيع استكمال حياته بشكل طبيعي.
18. الاتهامات الباطلة: الزوج المتنمر معتاد على إلقاء الاتهامات الباطلة جزافاً لبدء الشجار الذي يسعى إليه، في محاولة لتوريط الزوجة في أخطاء يلومها عليها.
19. الغيرة: الزوج المتنمر لن يتورع عن إظهار غيرته المرضية علناً بل ويمكن أن يتصرف بعنف على أساسها، فهو يغار من أصدقاء الزوجة، وأهلها، ونجاحها.
أسباب التنمر الزوجي:
ممكن ان تكون الاسباب لتعرض المتنمر لهذا السلوك في فترة طفولته أو مراهقته، لأنّ التنمر سلوك مكتسب نتيجة ضغوط نفسية وعدم ثقة بالنفس والإحساس الدائم بعدم الأمان والاستقرار.
– قد يكون لدي المتنمر نقص في شخصيته، بسبب تربيته وإشعار أهله له بأنه بلا قيمة أو أهمية الأمر الذي يضعف ثقته بنفسه، مما يجعله عندما يصبح زوجًا يميل إلى السيطرة على زوجته من أجل تعويض النقص الذي شعر به وهو صغير.
-قد يمارس الزوج التنمر على زوجته بسبب علاقة امه بابيه كانت قائمة على اهانة الام لابيه مما يجعل الزوج ينتقم من الزوجة التي يشاهد شخصية امه فيها .
-ممكن ان يمارس الزوج التنمر لخوفه من ترك زوجته له او خيانتها له، أو لعله اكتشف بالفعل أنّ زوجته قد خانته.
– ربما يأتي تنمر الزوج على زوجته من باب حبّ السيطرة، وأن يكون هو الرقم واحد أمام الجميع، أما زوجته فتظهر بصورة أقلّ شأنًا منه.
– ممكن يتنمر الزوج على زوجته اذا كانت زوجته ذات شهادة علمية أعلى منه، ومستقلة ماديًّا كونها موظفة ولديها مكانتها في المجتمع فيحاول اضعافها بالتنمر عليها.
– ممكن سبب التنمر حاجة الزوج للرعاية والاهتمام من زوجته وهي لا تهتم به، لذا نراه بمجرد أن تقصر الزوجة ولو بشيء بسيط في حقه يشتاط غضبًا، ويبدأ بتوجيه الكلام الجارح لها.
دور الزوجة عندما يكون زوجها متنمرا عليها:
– لابد للزوجة التي يكون زوجها متنمر وهي تحبه وتحب ان تحافظ على استقرار اسرتها من مواجهة مشكلتها، ومحاولة مساعدة زوجها للتخلص من هذا السلوك قبل أن يدمر حياتهما ويزرع فيها الاضطراب والخلاف.
– كما على الزوجة معرفة السبب الذي أدى إلى ظهور سلوك التنمر على زوجها، ومحاولة مساعدته ودعمه نفسيًّا لتخطي الضغط أو الأزمة التي يمر بها، والتي أدت لجعله شخصًا متنمرًا.
– كما يساعد الزوج على تجاوز تنمره حصوله على فرصة البدء بالحديث
-أن تحاول الزوجة الاختصار من كلامها وإجراء حوار هادئ مع زوجها
– ومن الجميل والمفيد أن ينشغل الزوج بمزاولة أي هواية يحبها
– أن يشعر بأهميته في المنزل من خلال إشراكه ببعض المهام والأمور.
– أيضًا على الزوجة أن تشعر زوجها بأهميته في حياتها، وحاجتها له ليمنحها الأمن والحب الذي طالما حلمت به فلعل هذا يجعله أكثر لطفًا وحنانًا معها
– ومن المفيد أن تثني الزوجة علي الزوج وتمدحه سواء فيما بينهما أو أمام الملأ.
– وعليها أن تشبع رغبات زوجها العاطفية
– محاولة الزوجة استيعاب ما يمر به زوجها من مشاكل سواء صحية أو نفسية سببت لديه ضعفًا وفتورًا في علاقتهما الحميمة.
العلاج النفسي
اذا شعرت الزوجة ان الموضوع ذاد عن حده واستخدمت جميع الطرق معه وما زال على اسلوب التنمر معها فعليها زيارة المعالج النفسي أو السلوكي لأنّ ذلك من شأنه أن يساعده على تغيير أفكاره وسلوكه الخاطئ، كما سيساعد الزوجة على إيجاد وسيلة لتجاوز هذه الأزمة وتخطيها بأقل الأضرار. وأيضًا يقدم لها المعالج ولزوجها وأطفالها الدعم النفسي المناسب ليعود الأمن والهدوء إلى الأسرة.
تنمر الزوجة:
عندما يعاني الرجل من التنمّر أو الإساءة من زوجته، فإنه يمتلك في كثير من الأحيان عواطف معقدة تشمل الألم الذي يسببه سلوك زوجته بالإضافة إلى الخجل والعزلة، لأنه يشعر وكأن رجولته قد سرقت منه، وتصبح لديه مشكلة كبيرة بالاعتراف بانه يتعرض للتخويف أو الإساءة من قبل زوجته، يكون ذلك ناتج عن حساسيته العالية، حيث الوصمة المرتبطة بالرجال الذين تعرضوا لإساءة المعاملة، التي يمكن أن تحمل افتراضاً غير عادل بأنه “إذا كنت رجلاً حقيقياً، فلن يتمكن أحد من إساءة معاملتك أو التنمّر عليك، لا بد أن الخلل موجود فيك أنت.
انواع الزوجة المتنمرة:
المتوجسة من خيانته
أو الشاكة في قيامه بعلاقات غرامية محرمة بنساء أخريات، وهي بالإضافة لذلك غير قادرة على التعبير بطبيعتها،
لذلك لا تستطيع إدارة مثل تلك المواقف من الشك، وكان من الأحرى بها أن تمرر تلك المواقف، ولكنها للأسف
تستبدل الشك في زوجها بإخراج ما به من عيوب عن طريق التنمر به.
المحبة للسيطرة
والتي لديها درجة من الغرور والكبر، وهي في الغالب جميلة المظهر، وترى أنها أفضل من زوجها، أو كما يقول المصريون “كثيرة عليه”، وبالطبع هذا يدفعها لأن تحاول فرض سيطرتها في الحوار مع زوجها، ولا مانع من أن تُخرج بعض عيوبه على الملأ وتواجهه بها بكل وضوح.
التي لديها نقص ما في الشخصية
وهم كُثُر، تلك المرأة التي لم يربيها والديها على أنها لها قيمة، ولها كرامة واحترام، هي للأسف ضعيفة الثقة بالنفس، وتحاول تلك المرأة أن تُخرج على زوجها تلك الجرعات المكثفة من النقص، كي تدافع عن نفسها، ولكي تظهر بشكل أفضل أمامه.
تريد مزيد من الرعاية
وهذه المرأة ليست مضطربة أو مصابة بالتنمر بشكل كبير، ولكنها تحاول أن تلفت انتباه زوجها، والذي في الغالب
هو منصرف عنها تجاه أبناءه أو عمله الشاق، وكما قلنا المرأة من طبيعتها لا تجيد البيان والكلام، فتجدها تنقب عن
عيوب زوجها بمنقاش، ليس لأنها تكرهه ولكن لكي تلفت انتباهه تجاهها.
تريد أن تثبت أن لها شخصية قوية
وهي الضعيفة المهزومة أمام ذاتها وللأسف هن موجودات بشكل كبير، تحديدًا مع تردي المستوى التربوي والتعليمي، وهي تعلم أنها ضعيفة لذلك تقوم بتلك الحيلة، لكي تبرز قوتها بمحاولة إثبات أن زوجها ضعيف فيحدث التنمر الزواجي.
نصف المتعلمة
وهي الأقل من زوجها في المستوى التعليمي والاجتماعي أو الاقتصادي، والتي لديها هاجس يومي أن زوجها سينصرف عنها ليتزوج غيرها، وبالطبع نتيجة لمشاهدتها لكثير من البرامج التليفزيونية والحوارية فتجدها تدعي العلم، وتحاول مناطحة زوجها دومًا، فتبدوا متعالمة أمام زوجها، وبالطبع على تلك المرأة أن تصنع لنفسها كيان علمي.
المثقفة فعلًا
وهذه المرأة متعلمة فعلًا ولديها شهادات متخصصة في عدة فروع من العلم، بالإضافة إلى أنها لا تعلم لمبادئ
الحديث واحترام الرأي الآخر فتجدها تهزمه دومًا في كل النقاشات، وبالطبع المشكلة في الأساس هي في عدم التكافؤ في المستوى العلمي والثقافي بينهم.
صفات الزوجة المتنمرة
1- الغضب اللفظي أو الجسدي
السخرية كذلك التقريع اللفظي، بالإضافة إلى التعليقات المتعالية أو الانتقادية، كل هذا يسيطر على المحادثات بين الزوج والزوجة، كما يشمل هذا السلوك صفقها الأبواب ورمي الأشياء، وطالما كان الغضب هو الصفة الأشهر كإجابة أولى على أي سؤال يناقض طباع المتنمرين بشكل عام، فإن الخوف من الغضب غالباً ما يدفع ضحاياهم للسكوت، وهو ما ستختاره أيها الزوج كي لا تزيد من غضب زوجتك.
2- السيطرة:
تحد الزوجة البلطجية من حريتك، أو ترفض أفكارك أو تعتبرها سخيفة أو غير صالحة، أو تلمح إلى أنك غير كفؤ ولا يُعول عليك، كما يمكن أن يكون البكاء أيضاً سلوكاً للسيطرة عندما تستخدمه الزوجة المتنمرة عن قصد للتلاعب بنتيجة الحديث أو التلاعب بكَ أنت.
3- السلوكيات السلبية والعدوانية:
بعض المتنمرين يفضلون معاقبة الطرف الاخر على خنوعك وخضوعك وصمتك، ومع الزوجة المتنمرة يمكن أن يكون الأمر أصعب، حيث تتبع معك نوعاً من العلاج الصامت، كما تحظر عليك ممارسة الجنس معها، بالإضافة إلى ترك مهامها المنزلية كزوجة ومربية أو بكل بساطة تعود إلى المنزل متأخرة، بالتالي تستطيع الزوجة المتنمّرة محتفظة بكامل الهدوء، جرّك للتواصل معها والخضوع لسلوكها لدرجة تغييرك كشخص بما يتناسب مع مصلحتها!
4- التهديدات:
بالطلاق أو ترك المنزل والأطفال، كذلك التهديد بخيانة الزوج أو حتى الانتحار!.. كلها سلوكيات تخريبية ذاتية يلجأ إليها المتنمرون عندما يكونون يائسين وخائفين من فقدانك، وهذا ما تفعله زوجتك المتنمرة أيضاً، وهذا ما يجعلك تميز بين القوة التي تعبّر عن ثقة بالنفس عند الزوجة وما بين التنمّر الذي يرتبط بمشاكل عديدة لديها.
أشكال تنمر ( الزوجة):
1-الزوجة البلطجية أو المسيطرة
2- الزوجة المتنمرة جسدياً
3-التنمر اللفظي عند الزوجة
سبب تنمر الزوجة:
هي محاولة كسب القوة والسيطرة، لجعل الزوج يشعر بأنه أقل، بالتالي تستخدم الإكراه والتلاعب والمناورة كذلك التهديد والتهويل، في محاولة منها للسيطرة على نتائج أي نقاش وإجبارك على الامتثال لقراراتها، قم أن الخوف الذي يكون عادة نابعاً من عدم شعورها بالأمان والاستقرار؛ هو ما يحث سلوك زوجتك ويدفعها لمزيد من التنمّر.
وممكن تلخيص الاسباب بالتالي:
1- عمل المرأة
والفكرة أن المرأة لما كانت قديمًا في الغالب لا تعمل، فكانت مضطرة لأن تبقى إلى جوار زوجها فكانت تعامله بالحسنى، لكن لما نادت جمعيات حقوق المرأة بحقها في العمل، فاستقلت المرأة ماديًا ومهنيًا، وصار لديها من المال ما يمكن أن يدفعها لأن تتنمر بزوجها، بحجة أنها لا تقل عنه شيء.
2- ضعف شخصية الزوج
وهذا من ضمن أهم الأسباب، فالزوج ضعيف الشخصية يدفع زوجته بضعفه هذا لأن تنتقده في كل وقت، وبالطبع
من ضمن ضعفه عدم قدرته على النقاش والحوار معها، فهو عودها على أنه لا يرد على كلامها الجارح، وبكل تأكيد تلك المرأة لديها مشكلة كبيرة، في رغبتها أن تنتصر على زوجها الضعيف.
3- تقصير الزوج فعلًا
وقد يكون من أسباب التنمر الزواجي، هو فعلًا أن الزوج مُقصِر في واجباته الزوجية، أو الاقتصادية والتربوية، وهي تريد أن تعاقبه بتنمرها هذا، وهنا يمكن للمرأة أن تلفت نظر زوجها لمواطن تقصيره، وهذا يحتاج لذكاء في العرض، وليس إلى التنمر.
4- إصابة الزوج بمرض عُضال
في بيئتنا العربية تحديدًا وأن نسائنا لديهم من الحياء الكثير، فالزوج مثلًا لو كان مصابًا بمرض عضال، لا يُرجى الشفاء منه، أو أن الشفاء منه يحتاج لوقت طويل، وبالطبع ذلك المرض في الغالب “يعيق العلاقة الزوجية”، فتضطر المرأة ألا تواجه زوجها، فتتنمر به عسى أن يتحرك للعلاج أو أن يطلقها.
5-المقارنة بينها وبين زوجها
أن تحاول أنا تقارن نفسها دومًا مع زوجها، وفي النهاية تخسر بكل تأكيد، لأن الشخص الذي يقارن بين نفسه ومن حوله، في الغالب يعاني من الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس، وبالطبع هذا يدفعها لأن تنتقد زوجها دومًا لتعويض ذلك الفارق بينها وبينه، عن طريق التنمر.
6-الزوج يدعو للشك فيه
والحقيقة أن الزوج في كثير من الأحيان يقوم ببعض التصرفات، والتي بها يضع نفسه في موضع الشك بكل تأكيد، وثم تأتي المرأة لكي تفتش وراءه، ولا تستطيع أن تمسك عليه أي دليل يدينه بالخيانة مثلًا، فتستبدل ذلك بمزيد من إظهار عيوب زوجها والدخول معه في معارك جدالية خاسرة.
7-الاستعراض الإعلامي
النمر عند النساء سببها الأساسي الإعلام ببرامجه الحوارية وبمعلوماته السطحية جدًا، والتي تجعل من المرأة نصف متعلمة وتظن أنها بذلك قادرة على مناطحة زوجها، وبالطبع بعض الموضوعات التي تناقش في الإعلام جرأت المرأة على الرجل كثيرًا.
8-ادعائه دومًا أنه مثقف عنها
ادعاء الزوج المتعالم أنه يفهم أكثر من زوجته، مما يشعرها في بعض الأحيان أنها أقل منه ثقافة فتحاول أن تعوض
هذا بمزيد من التنمر، والانتقاد والجدال بغير علم، وبالطبع لو أن الزوج فعلا مثقفًا فليس من نتائج هذا أن يزعجنا باستعراضه أنه مثقف.
نتائج الزواج من زوجة متنمرة:
في العلاقة الطبيعية للزواج يكون الشريكان متساويان، لكن عندما يكون أحد الشركاء متنمرا على الطرف الاخر النتيجة هي خلل في التوازن، كما ستكون العلاقة غير صحية وبشكل عام غير قابلة للاستدامة دون تغيير.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كان لديك أطفال سيكون لتنمّر الزوجة نتائج أسوء، حيث تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين ينشؤون في منزل مع والد أو والدة متنمر هم أكثر عرضة للتخويف أو التعرض للمضايقة والتنمر أو ممارسة التنمر هم أنفسهم في المدرسة مثلاً، فهل هذا هو ما ستتركينه لأبنائك من إرث تستحقين الثناء عليه؟!
أثر تنمر الزوجة على الأبناء
الأطفال هم أضعف ضحية للزوجة المتنمرة
أن يعترف الزوج بإساءة زوجته هو الخطوة الأولى لمعالجة التنمر من جذوره، لاسيما إذا كنت تخشى على أطفالها مستقبلاً من انقلاب الإساءة عليهم من قبل الزوجة! فبعض علامات الانتهاك العاطفي هي التقلبات والغضب، كذلك التهديدات والعدوان واللوم، بالإضافة إلى الهجمات الجسدية من قبل المعتدي، ثم الخوف واللوم الذاتي من قبل الضحية، فعلى الرغم من أنه قد تكون هناك أشياء لا تعرفها تسهم في سبب ردها بهذه الطريقة، فإن السلوك ما زال مسيئاً وخاطئاً، كما أن خوف الزوج على أطفاله من تنمر والدتهم وبغض النظر إذا كانوا يعرفون ويشهدون ما يحدث، هو أمر منطقي، على رغم ما يحاول الناس إقناع أنفسهم به (أن الأطفال لا يتأثرون لأنهم لا يستطيعون رؤية ما يحدث).. هذا خطأ، إذ قد لا يفهم الأطفال ما يجري، لكنهم يشعرون بالتوتر والغضب والخوف ثم يشعرون بنفس الشيء الذي شعرت به، بالتالي لدي الزوج قلق مضاعف على نفسه وعلى أطفاله، فالخوف شائع في معظم العلاقات، وللأسف يجعل الناس يشعرون بأنهم محاصرون ومعلقون، لكن الزوج ليس وحده في الشعور بعدم الارتياح وحتى الخوف من تقلبات شخص يعتدي عاطفياً عليك، فشيء غريب حول الزوجة أو الزوج (تنمر الزوج) الذي من المفترض أن يحبك، حيث يكرهك ويجمد كل هذه المشاعر المتضاربة داخله!
التنمر يأكل الثقة بالنفس لدى المتنمر والضحية أيضاً، كما يمنعهم من التفكير بشكل صحيح، لذلك علي الزوج إدراك أن السلوك المسيء عاطفياً وخاصة من قبل الزوجة، هو أمر صعب للغاية التعامل معه بمفردك، لذا احصلا على بعض الدعم من مستشار محترف إذا كانت زوجتك مستعدة، سيكون ذلك طريقة رائعة للحصول على المساعدة، وإن لم تكن زوجتك مستعدة للذهاب معك، عليك أن تستمر قدماً بدونها
عشر نصائح للتغلب على التنمر الزواجي
بالطبع سيكون كلامنا عن علاج التنمر الزواجي، موجه للزوج المسكين ضحية التنمر الزواجي، وتلك مجموعة من الإجراءات والتي بها سيتغلب الزوج على مشكلة التنمر الزواجي نهائيًا.
1- اجعلها تبدأ بالكلام
حاول أن تقلل من كلامك، لأن كل المواقف التي تحتوي على تنمر زواجي، كانت بسبب كثرة الكلام في الغالب، بالإضافة إلى ضرورة ترك المرأة تبدأ بالحديث، وهذا هام جدًا وحاول ألا تتصنع وأفعله بذكاء شديد ادعي أنك منشغلًا بعمل ما حتى تبدأ هي بالحوار، وبذلك تقل فرص حدوث التنمر الزواجي.
2-اجعل ردودك عليها واضحة مختصرة ومغلقة
حينما ترد على زوجتك لا ترد تلك الردود الفضفاضة التي تحمل أكثر من معنى، وفي نفس الوقت حاول أن تكون ردودك على قدر الموقف وعلى قدر توضيح أمر ما، مما يساهم بشكل كبير في تفويت الفرصة أمامها كي تصطادك كفريسة لها في النقاش، وبالطبع كل هذا يحتاج لمحاولات ذكية جدًا.
3-اشغلها قدر المستطاع
فالمرأة المتنمرة في الغالب تعاني من فراغ شديد، وقد تستعين ببعض النشاطات من شغلك الخاص كي تشاركك في عملك، وبالطبع هذا يستنزف منها كثير من الوقت والجهد ويمنعها من التنمر.
5- مرر تنمرها بذكاء
حاول أن تتغابى قليلًا، حاول أن تمرر عليها الفرصة للتنمر بك، حاول أن تقول لها مثلًا أفعلي كذا وكذا، فأنت تجيدينه حقًا، أو تقول لها يا لروعة الطبخة الفلانية أجمل ما فيها أنك تقدمينها بنفسك.
6-أغمرها بالحنان والحب
وكما قلنا في بعض الأحيان يكون تنمر المرأة نوع من لفت انتباه زوجها كي يغمرها بحنانه وعطفه عليها، وهنا على الرجل أن يُسمع المرأة الكلام المعسول، وبالتحديد كلمة “أحبك” فهي مهمة جدًا بالنسبة للنساء، وهي ستجد نفسها مُحرَجة أمام شهامته وحبه، فستكف عن التنمر فورًا، تحديدًا لو كانت أصيلة المنبت.
7-اسألها عن رأيها دومًا وأشركها معك
دائمًا استشير زوجتك في كل الأمور، في كل مشكلاتك المادية والعلمية والمهنية، وأفهما دومًا أن رأيها هام جدًا بالنسبة لك، وبالطبع هي بذلك ستنفس عما لديها من شحنات، ليس في سلوك التنمر تجاهك ولكن في الاشتراك معك في حل مشكلاتك، مما يعزز الألفة والمودة بينكم.
8-لا تفتح حوار إلا بهدف
لا تحاول أن تتكلم مع زوجتك بدون هدف واضح، على سبيل المثال أنت جالس بجانبها، فيخطر على بالك أن الممثل الفلاني يشبه أحد أقاربكم جدًا، بالطبع هذا ليس من الكلام الهادف، والذي يؤدي إلى تعقيد الأمور ويفتح عليك باب التنمر كثيرًا.
9- أدعوها للتعلم
تحديدًا لو كانت تعاني من مشكلة واضحة في الثقة بالنفس منشأها عدم إكمالها للتعليم، وحاول أن تعلمها بنفسك وأبدأ معها بآداب الحديث، وأعنها على الثقافة الحقة، وعلى أن تتعلم حق الزوج تجاه زوجته والعكس.
10-كن قويًا وحازمًا وأمينًا
كن على درجة من الرجولة والأمانة والقوة تعصمك من أن تتلقى تلك الضربات من زوجتك المتنمرة، فلو إنك رجل بحق أعتقد أن زوجتك ستخجل من سكوتك، وردة فعلك المتأنية، وستترك التنمر الزواجي فورًا.
11-هددها بالزواج من غيرها لو لزم الأمر
الزوجة الثانية يسميها المتخصصون في الإرشاد الأسري، طبيب نفسي بقسيمة زواج، وأنا لا أنصحك أن تفعل هذا نكاية فيها لتكيدها مثلًا ولكن هددها بفعل هذا، كما أنك لو كنت تستطيع ماديًا معنويًا أن تجمع بين زوجتين فتزوج بسرعة، وهذا سيصلح الأولى كثيرً.
الدكتورة هلا السعيد