الإرشاد لفئة الموهوبين … بقلم الأستاذة رشا محمد الشهري
إيسايكو: الإرشاد لفئة الموهوبين … بقلم الأستاذة رشا محمد الشهري
قد يكون هناك فكرة سائدة عن فئة الموهوبين بأنهم أشخاص قادرين على تجاوز مشكلاتهم أو بالأحرى ليس لديهم مشكلات نظير تفردهم وتمتعهم بالقدرات العقلية المتفوقة التي تساعدهم على مواجهة الحياة. ولكن في الحقيقة لديهم معاناة ومشكلات نابعة من احتياجاتهم كونهم مختلفين قليلا. فهم بحاجة إلى التفهم والتقبل ومناخ تعليمي إيجابي قادر على خلق التحدي لعقولهم ليتناسب مع امكانياتهم وقدراتهم الإبداعية.
هؤلاء الموهوبين بمثابة ثروة بشرية لا يستهان بها لأنهم سبب في رفع الإقتصاد وازدهار العالم من جانب الابتكارات والاختراعات التي يقدمونها لنا، ولذلك اهتم التعليم بالكشف عنهم من خلال تطبيق مقاييس الذكاء في مختلف المراحل الدراسية، ومن ثم تأتي الخطوة اللاحقة في تقديم البرامج الإثرائية التي تسهم في بناء وتطوير الملكات لدى الموهوبين.
ومن بين التحديات التي يلزم التوعية بشأنها على سبيل المثال: تكثيف الأنشطة والمسابقات التنافسية في المدارس لدرجة تؤدي إلى الإرهاق وتضع الموهوب تحت الضغط النفسي، أو تحديات تتعلق بشخصية الفرد كأن يضع الموهوب لنفسه صورة مثالية وتوقعات عالية جدا ويخاف من الفشل من عدم تحقيقها فيشعر بالخوف والقلق. أو تجد في بعض الأسر من يعامل ابناءه الموهوبين بنوع من التسلطية وعليهم الإتباع وعدم إبداء الرأي وأن يكونوا نسخة طبق الأصل فلا وجود للتميز ولو أظهر الموهوب شيئا من اختلافه أو تميزه لاعتبر ذلك مخالفا لهم. ومن زاوية أخرى قد يعاني الموهوب من عدم وجود البيئة المحفزة والمشبعة ماديا التي تساعد على الاكتشاف والتجريب.
لذلك من المهم إيجاد التكاملية بين الاسرة والإرشاد النفسي لمواجهة مثل هذه الصعوبات فيتمثل دور الأسرة في توجيه أبنائهم الموهوبين للوصول بهم الى التكيف مع المجتمع من خلال أساليب تربوية قائمة على الحوار وفهم الاحتياجات النفسية والاجتماعية والوصول بهم الى حالة من الأمن والاستقرار وخلق بيئة إيجابية تساعدهم على تجاوز الصعوبات التي يمرون بها وممارسة كافة الأنشطة التي تشبع لديهم حاجاتهم النفسية للإبداع. وأما الارشاد النفسي فهو ركن رئيس في أي مؤسسة أو برنامج للموهوبين للمساعدة على مواجهة التحديات التي يتعرضون لها، ومحاولة تذليل الصعوبات من أجلهم واستثمار هذه الملكات في دفع عجلة التنمية الاقتصادية واشراكهم في عملية تطوير المجتمعات لمواكبة التطور على مستوى العالم.
بقلم/ رشا محمد الشهري
باحثة دكتوراه في جامعة الملك عبد العزيز
ومحاضرة بجامعة الملك خالد