الأمان العاطفي … بقلم الأستاذة رنيم لبّان
إيسايكو: الأمان العاطفي … بقلم الأستاذة رنيم لبّان
تعالوا اليوم معنا لموضوع هام ولا غنى عنه ولا يمكن تجاهله ألا وهو
الأمان العاطفي لما له من أثر عظيم على الطفل وشخصيته بشكل كامل وصحته النفسية والعقلية وحتى الجسدية لأنه يتمتع بمناعة جيدة ومحصن نفسياً وسينعكس هذا على كافة مقدراته، فماذا عن الأطفال الذين لايعيشون في جو أسري مستقر ؟؟
هم أكثر هشاشة نفسية وحاجاته غير مشبعة
أيتها الأم كلما كنت متبسمة متماسكة ومتوازنة كلما كان طفلك أكثر أماناً فأنت مصدر الطاقة والحب والثقة عنده كما أننا اليوم بحاجة لتوعية الأسرة وتثقيفها بذلك الموضوع ونشر التوعية
والمعلمات والمرشدات لهن دور في بداية الأعوام الدراسية بتثقيف الأمهات وخاصة لأطفال الروضة التي هي أول تجربة دراسية لهم ويحتاج وقتاً للتكيف والاندماج، فكم نحن بحاجة لمشاركة الطفل اللعب، والتحدث معه، واشباع حاجاهه لكي يصل لهذه المرحلة متمكناً والهدوء بين الزوجين حتى في مشكلاتهم لأن الشجار ينعكس سلباً عليه ويصبح قلقاً.
النقاش والحوار الواضح له دور في الأمان والثبات في مواقفنا وسلوكنا كوننا قدوة ولا بد من مشاركته في أنشطته وفرحه وحزنه وتعليمه أساليب التعبير بشكل جيد من استخدام لغة الجسد والألفاظ الصحيحة وليس تركه ضائعاً متعباً مكتئباً وعدم اعتماد الاشتراط والتهديد والوعيظ في التربية أسلوباً فهو سهلاً في لحظته ولكنه يخلق شخصية غير سوية لطفلنا.
فهنا نشير إلى أن الطفل مثلما ينمو في ادراكه وسلوكه ينمو عاطفياً واجتماعياً منذ لحظة الولادة
كما تقول هاري هارلو لايعيش الانسان بالحليب وحده فالحب عاطفة لاتمنحها زجاجة حليب مجردة من العواطف
وتشير الدراسات إلى أن النمط العاطفي الذي نتخذه مع شركائنا أو أزواجنا والاصدقاء في المستقبل إنما يتأثر بصورة واضحة بالشهور والسنوات الأولى من طفولتنا
الطفل الذي يفقد الأمان العاطفي يفقد القدرة على بناء وتطوير العلاقات الاجتماعية والعاطفية بصيغ سليمة وآمنة والأمان ليس التعلق المضطرب هذا مايجب أن نعلمه فلانريد طفلًا قلقاً وعدوانياً ينظر لذاته نظرة دونية ، نحن نريد طفلاً يتعلق تعلق آمناً يقدر ذاته ويعبر عنها بثقة كما ذكرت سابقاً.
نعم للحب ونعم لتغذية الرصيد العاطفي للطفل وحضنه وتقبيله والتعاطف معه، فنحن خلقنا مرة واحدة لنكون أو لا نكون، فاستثمروا أوقاتكم مع أطفالكم.
الأستاذة رنيم لبّان