أسبوع الأصم العربي لعام 2022 … بقلم الدكتورة هلا السعيد
إيسايكو: أسبوع الأصم العربي لعام 2022 … بقلم الدكتورة هلا السعيد
أسبوع الأصم العربي هو الأسبوع الأخير من شهر أبريل كل عام.
يحيي العالم العربي من كل عام اسبوع الأصم العربي وقد انطلق أسبوع الأصم العربي بناءً على توصيات المؤتمر الثاني للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم والذي انعقد في دمشق من 24 إلى 26 أبريل/نيسان 1974 وهو نفس الأسبوع الذي اختير أسبوعا للأصم العربي من كل عام. كل عام تجتمع مؤسسات الصم العربية الحكوميه والاهلية والخاصة تحت شعار وموضوع موحَّد يتم اختياره بالتنسيق مع الاتحاد.
والشعار هذا العام٢٠٢٢ ” ادراج لغة الإشارة ضمن مناهج التعليم العام ” وهو يعد الاسبوع ٤٧ للاصم
تنظم خلاله الجمعيات والمؤسسات الخاصة برعاية الصم في الوطن العربي تظاهرة إعلامية وحقوقية للتعريف بالصمم والوقاية منه، وللتوعية بحقوق الصم وقدراتهم وشتى أنواع مشاكلهم.
ويهدف الأسبوع العالمي للصم إلى لفت انتباه المشرعين وصانعي السياسات وعامة الجمهور إلى إنجازات الصم واهتمامات مجتمع الصم، ويتم تشجيع منظمات الصم في جميع أنحاء العالم على القيام بحملات لنشر أو زيادة الوعي حول ثقافة الصم ولغة الإشارة، والقضايا القانونية على مستويات متفاوتة، هذا الحدث يزيد من التضامن بين الصم وجميع المهتمين بقضاياهم، ويستخدم كعامل لتحفيز جهود أكبر لتعزيز حقوق الصم في جميع أنحاء العالم».
الأشخاص الصم هم الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع والذين يعانون من وجود عوائق في التواصل وعدم اظهار قدرتهم وهذا يسبب في عدم مشاركتهم في المجتمع بصورة متساوية مع الأخرين.
النظرة التقليدية للصم كانت تنظر إليه كمرض وكانت توجه كل الامكانيات إلى دراسة هذا المرض حتى تقدم الاحتياجات التي تساعد الأشخاص الصم. ولكن هذه النظرية تجنبت الواقع وتسببت في التهميش الاجتماعي والثقافي والمهني للأشخاص الصم.
الشخص الأصم هو شخص ليس له اذن مريضة بل هو شخص لديه نفس القدرة والامكانيات والحقوق كالأشخاص الأخرين ولكن عليه أن يواجه عوائق في الاتصال والتواصل وهذا يجعله غير قادر على التعامل مع المجتمع.
إن رعاية الاصم في المجتمع وإعطائه حقوقه التي تكفل له حياة إنسانية كريمة تجعل منه شخص قادر على الاندماج في المجتمع كما يمكن الاستفادة من إمكاناته وقدراته ومواهبه التي حباه المولى إياها، وهذا ما يسهم في تعزيز الثقة بنفسه وتبادل الثقة بينه وبين المجتمع المحيط بهم، حيث إن إدماجه في المجتمع المدني يهيأه لكي يصبح ممارس لحقوقه على جميع الأصعدة سواء في التعليم والعمل والصحة مما يؤدي إلى التنوع في الإنتاج والتميز والإبداع في شتى مناحي الحياة، وهذا ما يعود بالنفع على المجتمع بالكثير من الطاقة الإيجابية المبذولة من قِبلهم.
ولا بد لنا هنا من الإشارة إلى أن الأصم قادر على العطاء والعمل والإنجاز كباقي أفراد المجتمع خاصةً إذا ما هيأنا له الإمكانات ومنحناه الثقة و قدمنا له الفرص المناسبة، فمنهم من وصل إلى أعلى المراتب ونال أعلى الشهادات.
ونحن في منطقتنا العربية على وجه العموم قد ينقصنا القليل من ثقافة تمكين الصم وتسهيل التخاطب والتواصل معهم، بالرغم من أن بعض الدول العربية قد خطت في الآونة الأخيرة خطوات متقدمة لنشر تلك اللغة بمبادرات رائدة تثقيفية تعليمية من مترجمي لغة الإشارة في الوطن العربي موجهة للعامة من المتكلمين
الدكتورة هلا السعيد
مستشار وخبير بشؤون الاشخاص ذوي الاعاقة