أثر جائحة كوفيد على التواصل الاجتماعي عند الطفل … بقلم الأستاذة شذى مرتضى
إيسايكو: أثر جائحة كوفيد على التواصل الاجتماعي عند الطفل … بقلم الأستاذة شذى مرتضى
فجأة وبلا سابق إنذار، حلت أزمة على كوكبنا البشري تدعى بجائحة كوفيد، قامت بقلب كل الموازين، وقلبت حياتنا رأسًا على عقب، وكان المتأثر والمتضرر الأول منها أطفالنا فلذات أكبادنا. إذ أنَّه كان وما زال لهذه الأزمة أثر سلبي على نمو التواصل الاجتماعي عند الطفل، فمنذ بداية الأمر اتجهت الدول إلى الإغلاقات، واستقر الناس، واستكنوا قابعين في منازلهم، لا حضانات، لا رياض، لا مدارس، فقط جلوس بين أربعة جدران، ومهما كان هناك وسائل تسلية داخل هذه المساحة فهي لن تستطيع كسر ما أحدثته هذه الجائحة.
لم يعد الأطفال على تواصل بشكل مباشر مع أصدقائهم، وهذا بدوره يساهم في إحداث الكثير من السلبيات على الطفل من مثل: قلة ثقته بنفسه بسبب عدم خروجه للعالم الخارجي والتواصل معه كما كان يفعل سابقًا، إضافًة إلى شعور الطفل بالغرابة والخوف عند مقابلته لأناس جدد بعد مكوثه بالمنزل لهذه الفترة الطويلة، كما أن التواصل اللفظي أيضًا كان له نصيب من هذا التأثر، فمخزون الكلام والردود التي يتعلمها الطفل من المحيط الخارجي من أهم الأمور التي تساهم في تكوين شخصيته إضافة إلى ما يتعلمه داخل منزله، ويستطيع الوالدان ملاحظة هذه الانعكاسات على الطفل، فبمجرد النظر لحركات الجسد الخاصة بالطفل سنستشعر قلة ثقته بنفسه، وشعوره بالخوف والغرابة في كل مرة نذهب به خارج البيت، ولذا من كل ما تم الإشارة له سننوه إلى دور المربي في تفادي حدوث هذه الانعكاسات، أو على الأقل التخفيف من حدتها حتى نصل إلى اقتلاعها من جذورها، فيكون هذا عن طريق إشراك الطفل في الورش والبرامج التدريبية التي أصبحت تقام عن بعد، ويكون الطفل مشاركًا فعالًا فيها عن طريق الصوت والصورة، هذا سيشعر الطفل وكأنه على أرض الواقع في العالم الخارجي ما وراء الأربعة جدران، وأيضًا من أفضل ما يمكنه إصلاح هذا الضرر هو إشراك الطفل في دورات تحفيظ القرآن، والتي تساهم وبشكل كبيرفي تقوية ثقة الطفل بنفسه، وفي الوقت نفسه نضمن أنَّ أطفالنا يسلكون طريقًا صالحًا ينفعهم في دينهم ودنياهم.
إضافة إلى هذا يجب علينا ألا نترك الطفل ساعات لوحده أو مع الخادمة، فيأتي هنا دور الأم في أن تقوم باحتضان أطفالها بكل حب حتى تخفف من وطأة الآثار الناتجة عن هذه الجائحة والواقعة عليهم، فيمكن للأم أن تقوم يوميًا بعمل وصفات الطبخ والحلويات الممتعة مع طفلها، وتجعله يشاركها خطوة بخطوة، سيشعر الطفل حينها بأنه مسؤول ويؤخذ بأفكاره مما سيزيد من حبه وإعجابه بنفسه، وهذا ما سيسهم في رفع طاقته الإيجابية وشعوره بالثقة.
بالتأكيد لا ننسى دور الأب، فهو يعتبر بطل أطفاله، لذلك يجب على هذا البطل أن يخصص ساعات يوميًا يقضيها مع أطفاله، يمازحهم ويحادثهم، ويسأل عن تفاصيل يومهم، هذا بدوره سينمي التواصل اللفظي والاجتماعي عند الطفل، مما سيزيح الضباب الذي غطى صغارنا من جراء هذه الجائحة، وفي النهاية دمتم بسعادة وحب مع أطفالكم حفظهم الرحمن.
أ.شذى إبراهيم مرتضى
أخصائية اجتماعية.