أخبار عاجلةمقالات

الوجه الآخر للخسارة … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

إيسايكو: الوجه الآخر للخسارة … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

للخسارة في حياة الانسان وقع، كندبه في جسد، تبقى طويلا إذااهملت، وتغادر الجسد إذا عُولجت بأحدث الطرق، فهذه الخسارة ستتعامل معها حسب قوتك، اما أن تعي دروسها، أو تضعف فتتدمر من آثارها، وهي لست مخصصة لك وحدك! بل إن جميع البشر مروا بها، لم يستثنى أحد، صغيرا كان أو كبير، الكل سواسيه في تذوقها، لكن ليسوا سواسية في التعامل معها ورؤية الوجه الآخر الإيجابي لهذه الخسارة، نعم لها إيجابيات إذا تقبلنا بصدر رحب ذلك الأمر العسر الذي خسرنا فيه، طريقة تقبلنا هي من تفتح لنا أفق رؤية الوجه الآخر الخفي الذي قادنا للخسارة، سنعي حينها بعد تقبل الجانب الذي اخفقنا فيه، والجانب الذي تجاهلناه، والجانب الذي لم نحسن التعامل فيه، وسنرى الوقت الذي قضيناه فيه، والوقت الذي سوفناه، والوقت الذي عطلنا، والوقت الذي اخذناه لنصل للاستيعاب التام لهذا الأمر الخاسرين فيه، سنغوص بعد التقبل والوعي في داخل أنفسنا لنعرف خفايا أنفسنا وذاتنا، ولآتُنا المختلفة وهويتنا، سنعزز فيها ما يحتاج تعزيز، ونضبط ما يحتاج ضبط، لنصقلها من جديد، حتى تكون داعمه في مسيرة حياتنا، فلا تؤثر خسارة ما علينا، بل على النقيض سنقفز للتفكير الإيجابي ورؤية المخفي عن أعيننا.

سنتعامل مع الوجه الآخر للخسارة بكل صدق، سنقيم أنفسنا فيها، ونرى خطواتنا أين قادتنا، وأين يكون اتجاهنا، وكيف نتعامل مع الأمر الخارج عن سيطرتنا، وما هي الظروف التي أدت إلى خسارتنا بكل صدق، وما هو دورونا فيها، سنجعل من أنفسنا ركيزة لننطلق للأمام متخذين لنا منهج من مقولة جيمس لويل “لا يمكن لشخص أن يحقق أموراً عظيمة ما لم يكن صادقاً تماما في تعامله مع نفسه” من كتاب 15 قانون لا تقدر بثمن للنمو لـ جون سي. ماكسويل

سنتعامل بكل شفافية للكشف عن أي حدث، وسنضعه في خانة الاستفادة لا الانكسار والنمو لا الذبول، سنمزج مستثمرين بين دروس الماضي التي ربحنا فيها وخسرنا فيها وبين دروس اليوم، لنضع اقدامنا في طريق يقودنا الى المستقبل المنشود بخبرات أعمق وأشمل، سننظر بعمق الى إدارتنا لحياتنا ونلتفت لكل موضع خلل فيها، لنتعامل مع الوجه الآخر للخسارة بالتعلم والاستفادة، منتهضين نحو فجر جديد، وصميم دعامتنا صحتنا النفسية المعتمدة على الإيمان بالله بعمق، والتوكل عليه بيقين، ثم على النظرة الإيجابية للحياة، والتفسير الإيجابي للأحداث، والتريث وعدم الاستعجال في الاتهام، سننظر لكل أمر خسرناه من هذا المنهج “ما لم يكن لك، هو في الأساس لم يقدر لك”، حينها سينتهي كل شعور مرير وألم عميق، سنقلب الوقت لصالحنا ونعزز من مهارتنا ونتعلم من جديد، سنكافئ أنفسنا على انجازاتنا الصغيرة التي لم تكن تروق لنا، سنحتفل بنور الشمس، وسنرقص مع الزهر والطير، وسنركض على العشب الأخضر، وكأننا حققنا كل شيء، سنتعلم وضع الأولويات وأولها صحتنا النفسية، تفكيرنا الإيجابي، مهارتنا، قدرتنا، تفاعلنا مع الاخرين، ضبط ساعة وقتنا، وساعة مرحنا، وساعة راحتنا، وساعة ارهاقنا، سنضع الأسس الجديدة في طريقنا لأهدافنا المنشودة، وكل ذلك لم نكن نعلمه او ندركه او نبدع فيه لو لم نخسر، وهذا هو الوجه الاخر للخسارة، الوجه الذي يعلمك ان تنهض من فراشك، لتصنع يومك وتؤسس لمستقبلك، الوجه الذي يحتاج منك، صدق، عزيمة، إرادة، تقبل، إدراك قيمتك الحقيقة ثم انطلاقك.

دامت أيامكم بأقل الخسائر، وبالأرباح والغنائم لإنجازاتكم الصغيرة المنسية والكبيرة المفتخر بها.

الأستاذة مريم معيض العتيبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى