أخبار عاجلةمقالات

الحرب على الفضيلة … بقلم الدكتورة شيماء سلطان بستكي

إيسايكو: الحرب على الفضيلة … بقلم الدكتورة شيماء سلطان بستكي

هوية الإنسان مزيج من الدين والتاريخ والثقافة وعادات الأجداد وتقاليدهم، وبقدر ما ينقص من هذه المكونات تنقص هوية الإنسان. ولا ريب أن الانحلال من هذه المكونات هو انحلال من الهوية، وانسلاخ من القيم، وانحراف عن الفضيلة، كما أن من يدافع عن هذه المكونات هو يدافع بالأصالة عن الإنسان ويدافع بالتبعية عن الفضيلة.

أقول هذا وأنا أثمّن ما تفعله الدكتورة هيفاء السنعوسي من التصدي لمحاولات الفاشينستات من طمس للهوية الإسلامية، ودعوة المرأة المسلمة للتمرّد على قيمها ومجتمعها، وهؤلاء الفاشينستات لا يمثلن المرأة المسلمة لا داخل الكويت ولا خارجها، بل هن نماذج غير مشرفة على حد تعبير د. هيفاء، وهذا ما أذهب إليه أنا وغيري من الأغلبية المحافظة؛ سواء من المجتمع الكويتي أو الدول العربية أو أي مجتمع مسلم محافظ.

وعلى الصعيد الآخر فقد شنّ دُعاة الانحلال والتفسخ من النسويات حملة شرسة على الأستاذة الفاضلة هيلاء التنيب، وهذا غير مستغرب على هؤلاء الذين تشبعوا بالثقافة الغربية، وضعف ولاؤهم للقيم الإسلامية وثوابت الأمة، فلا نرى منهم إلا كل هجوم على القدوات الحسنة ومحاربة الفضيلة والالتزام.

وهؤلاء النسويات يمارسن نوعًا من التجارة الرخيصة في طمس الهوية الإسلامية ودعوة المرأة المسلمة للتمرد على قيمها وتاريخها ومجتمعها، يفعلن هذا بغرض التكسب المادي وتحقيق الشهرة الإعلامية، وللأسف فإن لهن ضحايا ممن يقتنعن بكلامهن الزائف.

وعلى المرأة المسلمة أن تعرف حقيقة هؤلاء اللاتي امتلأت بهن وسائل الإعلام؛ فهن نماذج غير جديرات للتحدث باسم المرأة المسلمة، وغير جديرات لتصدر الرأي العام والتحدث في القضايا الجوهرية التي تخص المجتمع المسلم.

وإذا فتشنا في ثقافة هؤلاء النسويات وجدناها ثقافة مشوهة وغير مكتملة، ومعظمهن لديهن معلومات مبعثرة عن الإسلام، وبعبارة موجزة فإن هذه الفئات نماذج غير مكتملة لا علميا ولا أخلاقيًّا، بل الذي يقترب منهن يجد أنهن يعانين من اضطرابات نفسية وأمراض اجتماعية.

إن التفسخ من ثوابت الأمة والانسلاخ الأخلاقي ليس تمدنًا أو تطورًا، بل هي عبادة للأهواء والشهوات، ومن المغالطة أن دعاة التفسخ ينشرون هذا تحت اسم الحرية، وأين هي الحرية حينما تستعبد الإنسانَ شهواتُه وأهواؤه؟ بل إن هذا هو عين الذل والعبودية.

وعلى الفتاة المسلمة أن تعي بأن الحياء قبل أن يكون من شيم المرأة بل هو من شيم الكرام، وهو خلق إسلامي عظيم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الحياء شعبة من الإيمان”.

وإن من يدافع عن الفضيلة يجب أن نشجعه ونشكره ونقف خلفه ونؤازره، ومن يحارب الفضيلة يجب أن نتصدّى له ونقف في وجهه، ونوضح له أن ما يفعله هو عين الخطأ الذي يصادم ما تربينا عليه، وهو طمس للهوية الاسلامية وتشجيع على الحرية السافرة التي تهدم المجتمع.

وحجاب المرأة المسلمة ليس حقًّا فرديًّا، بل هو من حقوق الله على المرأة المسلمة، وحقوق الله ليست مجالا للرد والاعتراض.

الدكتورة شيماء بستكي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى