أخبار عاجلةمقالات

مفهوم حساسية القلق … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

إيسايكو: مفهوم حساسية القلق … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

تؤكد النظريات المعرفية التأثيرات للتشوهات المعرفية “الادراكية” في اضطرابات الهلع والقلق العام، والمخاوف الاجتماعية، مؤكدة على حساسية الافراد الواقعين تحت الخوف والهلع والقلق عند شعورهم بأي مثير يحيطهم بالخطر، حيث تفسرها خبراتهم انها سلوك مهدد لهم، مما يزيد القلق ويفاقم اعراضه بعد استجابتهم، فدرست النظرية المعرفية في نماذجها المختلفة عند تفسيرها لاضطرابات القلق والهلع ما يعرف بـ “مفهوم حساسية القلق” معتبرته انه مفهوم معرفي وعامل حاسم في نشأة القلق ومفهوم مركزي في المنظومة المعرفية عند إضطراب الهلع، فما هو مفهوم حساسية القلق؟

عرف التراث النظري النفسي المرضي انه “خاصية ثابته تولدها خبرات متنوعة تعمل على تشكيل معتقدات بأن هناك عواقب مؤدية لمختلف الإحساسات والمثيرات” ص64 إضطراب الهلع وثورة العلاج المعرفي السلوكي

انطلاقا من هذا التعريف واتساقا مع النظرية المعرفية للقلق فإن مفهوم حساسية القلق حدد “سوء التقدير المعرفي” بأنه عامل حاسم في نشوء القلق وسوء التفسير ثم سوء الاستجابة الجسدية لهذا التفسير الخاطئ فزيادة القلق وأعراضه المتشكلة من بؤرة الخوف، وتكرار تلك الطريقة يولد هلع تام يتغذى على ذلك، اعتبر العلماء حساسية القلق كمفهوم معرفي خاصية ثابتة نسبيا لدى الأفراد، أي توجد بنسب متفاوتة حسب الفروق الفردية للاستجابة للمثيرات المحفزة للقلق، لذا كل ما كانت الاستجابة عالية للمثير كانت الحساسية للقلق عالية.

لدينا كثير من العلماء النفسيين الذين وضحت في دراساتهم حساسية القلق مثل العالمين زيتلين وماك نالي(1993) في دراساتهم لعينة من المصابين بالهلع والوسواس القهري، كانت نتائجهم أن حساسية القلق لدى المصابين بالهلع أكبر منها عند المصابين بالوسواس القهري، فاعتبروا أن حساسية القلق من العوامل الادراكية التي فسرتها النظرية المعرفية عند الأفراد، فاعتبرتها النظرية أنها تلعب دور بارز في اضطرابات الهلع والقلق العام، واضعه النظرية نماذج للعلاج المعرفي لهذه العوامل الادراكية مثل نموذج بيك وإمري، ونموذج كلارك، أيضا نموذج بارلو وأخيرا نموذج هوفمان.

مثبتة النظرية أن حساسية القلق هي مصدر القلق والهلع، على إثرذلك يقوم العلاج المعرفي السلوكي بمعالجة العوامل الادراكية وطريقة الاستجابة للمثيرات وطريقة التفسير.

في هذا الشأن أخبر جون بايلي “الشجاع ليس هو من لا يشعر بالخوف، لان عدم الخوف أمر غير مقبول، إنما الشجاع من لديه روح نبيله تقهر هذا الخوف”، وقوله حقيقة أن الشجاع من يقضي على خوفه معالجاٌ هذا الخوف المولد له الحساسية للمثيرات بالطرق الصحيحة.

 

الأستاذة  مريم معيض العتيبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى