أخبار عاجلة

وداعاً محمد الصانع … بقلم الدكتور أحمد الحسيني

إيسايكو: وداعاً محمد الصانع … بقلم الدكتور أحمد الحسيني


على الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأفجَع على النفسِ وذلك عندما تتلقى خبر وفاةِ صديق كان أخاً وفياً صادقاً دمث الخلق صاحب مبادئ وقيم.
فبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره فقدنا مطلع الأسبوع الماضي الأخ والصديق المحامي المغفور له بإذن الله محمد زيد الصانع (أبو زيد) فخبر وفاة فقيدنا كان فاجعة ومصاباً جللاً دب في نفس كل من عرف هذا الإنسان وتعامل معه سواء على المستوى الشخصي أو العملي، فبوفاة (أبو زيد) فقدت الكويت رجلاً من رجالاتها المخلصين الذي عمل ضابطاً في القوات المسلحة مستكملاً بعد تقاعده مسيرته العملية محامياً نزيهاً يقدم المبادئ والقيم على المصالح الشخصية والمادية.
وفي هذا المصاب الجلل أعلم يا صديقي (أبو زيد) رحمك الله بأنك لا تسمعني ولا تقرأ ما أكتب كما كنت سابقا وتبدي ملاحظاتك القانونية على مقالاتي المشاكسة إلا أنني أتصورك في هذه المقالة موجوداً بيننا لأستذكر بعض حلقات النقاش التي كنت أنت محورها والتي كان مفادها بأن القيم لاتندثر وأن الحلال يغلب الحرام وأن الدنيا لا تغني عن الآخرة وأن ما نزرعه اليوم نجنيه غدا.
فلا أنسى يا صديقي – رحمة الله عليك – حديثك عن قيمة عمل المحامي وأن شعار المحاماة هو الميزان العادل الذي يتحقق من خلال التمسك بالقيم والمبادئ والتي كنت أنت متمسكاً بها وتعلمها لتلاميذك من المحامين المتدربين.
كما لا أنسى قولك بأنك ترفض الدفاع عن تجار المخدرات والمجرمين الذين يعيثون في الأرض فساداً ويسعون لخراب المجتمع على الرغم من العروض المادية المغرية التي كانت تقدم لك للدفاع عنهم وإخراجهم من تلك القضايا إلا أن تمسكك بقيم المحامي النزيه المحب لدينه ووطنه تغلبت على مغريات الدنيا وما فيها من ماديات، فكانت أعمالك يا صديقي – رحمة الله عليك – مقرونة بكلامك.
كما أستذكر يا صديقي – رحمك الله – مواقفك المشرفة مع بعض أصحاب القضايا الذين لا يملكون المال وليست لديهم القدرة على دفع الأتعاب وتبنيك لقضاياهم من دون مقابل ترجو الأجر من الله سبحانه وتعالى، فأنت تطوعت للدفاع عنهم بالدنيا لقناعتك بأن لكل عمل زكاة وأن عملك يحتم عليك هذا الموقف لتحصد بإذن الله أتعابك في الدار الآخرة.
نقطة آخر السطر:
رفعت الأقلام وجفت الصحف ولا نملك في هذا المصاب الجلل إلا أن نعزي أنفسنا ونعزي ذوي المغفور له بإذن الله المحامي محمد زيد الصانع ونرفع أكف الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى