أخبار عاجلةالعلوم النفسية والتربوية والاجتماعية

خبراء في (غراس): التدليل الزائد وقسوة الوالدين قد يدفعان الابناء إلى غياهب المخدرات

إيسايكو: خبراء في (غراس): التدليل الزائد وقسوة الوالدين قد يدفعان الابناء إلى غياهب المخدرات

تحييكم وكالة الأنباء الكويتية (كونا) وتبث إليكم تقريرا عن مخاطر المخدرات على أفراد الأسرة وتأثير التدليل الزائد وكذلك الشدة في التعامل مع الأبناء ما يدفع إلى تعاطي المخدرات ويندرج هذا التقرير ضمن الحملة الإعلامية والتوعوية لـ(كونا) لمكافحة آفة المخدرات تحت شعار (المخدرات هلاكك).

 من خلود العنزي (تقرير)

   الكويت (كونا): رغم تأكيد شريعتنا الإسلامية أهمية الحفاظ على الضرورات الخمس وهي النفس والدين والعرض والمال والعقل التي انبثق منها تحريم الخمر لافقادها الإنسان عقله ينجرف الكثير من الشباب مع التيار فيبدأ بالخمور دون دراية بأنها باب إلى جحيم مخدرات أكثر فتكا.

   ومع كثرة حملات الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للتوعية بخطورة المخدرات على الفرد والمجتمع يستسهل الشباب تجربتها فتنزلق أرجلهم إلى مستنقع خبيث يدمر حياتهم وحياة أقرب الناس إليهم ناهيك عن التأثير السلبي لذلك على كل المحيطين بهم.

   تبدأ المشكلة بالتجريب ثم استسهال التكرار ثم الوقوع في براثن الإدمان ليصبح الشاب مشروع جريمة يشكل خطرا على أسرته والمجتمع.

   يحدث هذا في ظل عوامل كثيرة تساعد أولياء الأمور على اكتشاف تعاطي أبنائهم ومنها الاكتئاب والعزلة وإنفاق الأموال بكثرة وفقدان مجوهرات ومقتنيات من المنزل وغيرها.

    وكالة الأنباء الكويتة (كونا) استطلعت في إطار حملتها الإعلامية والتوعوية لمكافحة المخدرات تحت شعار “المخدرات هلاكك” آراء خبراء ومدربين في مشروع (غراس) للوقوف على مخاطر هذه الآفة والوقاية منها إضافة إلى سبر غور أسباب الإدمان وأعراضه ومراحل العلاج منه.

   والبداية كانت مع المعالج النفسي عضو فريق حماية الشباب من المخدرات علي السلطان الذي ركز في حديثه على الجانب البيولوجي والأبعاد النفسية والاجتماعية والتربوية للتعاطي مؤكدا انه “ليس هناك مدمن بالصدفة إنما هناك استعداد نفسي ذاتي لتقبل التعاطي” مبينا أنه توجد أسباب وعوامل متعددة قد تؤدي مجتمعة او متفرقة الى الانجراف نحو الادمان.

  وذكر السلطان وهو مدرب معتمد في (غراس) ان اسباب الادمان كثيرة أبرزها الجانب البيولوجي حيث تذكر بعض المصادر والابحاث أن الاب أو الام المتعاطيين قد يتعرض اولادهما الى التعاطي بنسبة 50 في المئة كما أن اسلوب الوالدين في التربية ما بين تدليل زائد وتوفير الرغبات وبين قسوة الوالدين وعدم التعرف على احتياجات الابناء قد يؤدي الى نتائج عكسية غير متوقعة.

   ولفت الى أن أغلب المتعاطين يبدأون التعاطي بسبب حماس الشباب وأصدقاء السوء علاوة على اسباب اخرى قد تكون متعلقة بالحالة النفسية او الاكتئاب كما ان حب الاستطلاع والمغامرة والتجربة أمور قد تدفع الشاب او الشابة الى الوقوع بها ومن الممكن ان تكون تجربة واحدة كافية للغرق وعدم  التمكن من الخروج منها.

   وأوضح ان الإيجابية أو السلبية نحو مقاومة تجريب المواد المخدرة تختلف من شخص لآخر كما انه يوجد اتجاه نفسي لدى المتعاطي يجعله يستمر في تعاطي المادة المخدرة بالرغم من علمه بضررها.

   وأضاف انه توجد مجموعة من التبريرات والأسباب الوهمية لدى المدمن تجعله يستمر في تعاطي المادة المخدرة مثل القدرة على العمل والتركيز والإبداع والحصول على السعادة والنشوة ومقاومة التعب وتسكين الآلام بالإضافة الى نسيان المشكلات والهموم.

   وأشار إلى أن لطبيعة المادة المخدرة دورا في استمرار التعاطي وعدم القدرة على التوقف عن الادمان فتأثيرها الفارماكولوجي والفسيولوجي على المتعاطي أعلى من المواد الأخرى ومن ثم يكون الإقبال عليها أكبر مؤكدا ان توافر المادة المخدرة وثمنها يؤثران بشكل كبير على الإقبال عليها ونوعية الفئات المستخدمة لها.

   وأكد السلطان أن المشكلات الموجودة في المجتمع من بطالة ومشكلات اقتصادية واضطرابات سياسية لها دور كبير في اللجوء الى التعاطي علاوة على عدم تغليظ العقوبة القانونية.

   ومن جانبها قالت المديرة التنفيذية لـ(غراس تك) وهو أحد المشاريع المنبثقة عن (غراس) منى الصقر لـ (كونا) ان العلماء يقسمون المخدرات حسب تأثيرها إلى مهبطات ومنشطات ومهلوسات ولكل من هذه التقسيمات تأثيره المختلف على الحالة النفسية والعقلية ولكنها تتشابه في الضرر والتدهور الذي يصيب الحالة النفسية والعقلية.

   وبينت الصقر ان معظمها يؤدي إلى حدوث تغيير في تركيبة الدماغ اضافة إلى حدوث خلل في الطريقة التي يعمل بها وظهور العديد من السلوكيات السلبية على متعاطي المخدرات مثل سرعة الاضطراب والشعور الدائم بالقلق أو الاكتئاب وكذلك زيادة عدوانيته ومشاكل في التفكير ونوبات هلع وانعدام التنسيق والانفعال أو التغييرات المزاجية.

   وأشارت ايضا إلى مشكلات في التركيز أو التفكير بوضوح ومشاكل في الذاكرة والشعور بالبهجة والثقة المبالغ فيها والتحدث بسرعة أو بتشوش والعصبية أو القلق أو البارانويا واضطراب الوعي وارتفاع درجة الانتباه والأرق وانخفاض الشعور بالألم.

   وعن اهم الخطط لمواجهة الزيادة المطردة في أعداد المتعاطين والمدمنين قالت الصقر وهي عضوة المجلس الأعلى للأسرة سابقا ان مشروع (غراس) التوعوي قام بتقديم خطة طموحة إلى رئاسة مجلس الوزراء لمواجهة ووقاية الشباب من تعاطي المخدرات من خلال خطة عمل تستند على الأدلة العلمية والمعايير الدولية المتعارف عليها في هذا الشأن.

   وافادت أن ركائز هذه الخطة تتمثل في تنسيق الجهود والشراكة بين جميع المؤسسات الوطنية والأهلية والخاصة التي تعمل على حل هذه المشكلة وتبعاتها على الفرد والمجتمع.

  وحول مراحل العلاج النفسي والصحي للمدمن قالت الصقر انه قبل الحديث عن مراحل العلاج يجب أن نشير الى أمر مهم ألا وهو توافر الرغبة من قبل الشخص المتعاطي أو المدمن على المخدرات حتى تتم عملية العلاج الدوائي والنفسي بسلاسة ويسر.

   ولفتت الى أن جميع أنواع الإدمان قابلة للعلاج لكن علاجه ليس مقياسا ثابتا يناسب الجميع إذ يتم اتباع خطة علاجية بناء على احتياج الفرد ويتم إحداث التغيرات بالخطة العلاجية اعتمادا على “نوع اضطراب الإدمان وطول وشدة استخدام المادة التي يتعاطاها والحالة الصحية والعقلية للفرد”.

   وأوضحت أن رحلة علاج الادمان تشتمل على أربع مراحل وهي العلاج الطبي ويشتمل على علاج أعراض الانسحاب (تطهير الجسم من السموم) وعلاج الأمراض المرتبطة بالإدمان والمرحلة الثانية هي العلاج النفسي وهو علاج نفسي فردي وعلاج نفسي جماعي وعلاج تبصيري وسلوكي معرفي يتم من خلاله تعديل الأفكار وتصحيح صورة الذات وتعليم سلوكيات جيدة.

  وأضافت ان ثالث انواع العلاج هو التأهيل والدمج المجتمعي ويشمل مجموعة من الإجراءات تتم بهدف الوصول بالمريض إلى أفضل مستوى من الحالة الجسمية والنفسية لإعادته إلى المجتمع.

   وأشارت إلى أن النوع الرابع هو الوقاية من الانتكاسة وهي إجراء علاجي يستخدم مع معتادي المخدرات أثناء فترة الانقطاع لإعدادهم لمواجهة الهفوات أو الكبوات التي تؤدي إلى الانتكاسة.

   وشددت على أن مشروع (غراس) يسعى جاهدا لأن يكون الآلية الوطنية الرئيسة لمكافحة مشكلة المخدرات وخفض الطلب اعتمادا على تبني استراتيجية حديثة ومتوازنة في مرحلة التطوير للوقاية الاستباقية والتوعية ضد مشكلة المخدرات.

   وذكرت أن تلك الاستراتجية تتمثل في أدوار جديدة ذات صلة بتأهيل وإعادة دمج مرضى الإدمان المتعافين مجتمعيا وتعزيز تعافيهم وذلك في إطار مشروع الاستراتيجية الوطنية الموحدة لمواجهة المشكلة والتي يحاول (غراس) بجهد حثيث وبالتنسيق مع كل الشركاء الوطنيين رسم ملامحها وإطلاقها في المستقبل القريب.

   وبدورها قالت القائمة بأعمال موجه فني بوزارة التربية والمدربة المعتمدة في (غراس) وضحة الثويني لـ(كونا) ان المتعاطي يمر بمراحل مختلفة حتى يصل الى مرحلة الادمان حيث يبدأ بمرحلة التجربة والمغامرة ثم تتكون لديه العادة في التعاطي بظروف معينة وبعدها يتعاطى لأن المخدره يشعر بشيء من النشوة والمشاعر الإيجابية الكاذبة.

   وأضافت الثويني أنه بعد هذه المرحلة يصبح الجسم بحاجة إلى هذه المادة ومع الوقت والاستمرار تزيد الجرعة في محاولة من المتعاطي للحصول على نفس مشاعر النشوة والسعادة وهنا يكون الادمان مشيرة الى انه مهما حاول المتعاطي زيادة الجرعة لن يصل إلى نفس المشاعر التي أحس بها في بداية الامر لذلك يصبح عبدا وأسيرا للمخدر اذ يحاول اخذ المزيد للحصول على نفس النتيجة الاولية لكن دون جدوى.

   وحذرت من ان الخلافات الاسرية والتفكك الأسري والانفصال الذي ينتج عنه ضياع الاولاد بين الطرفين وعدم وجود متابعة او اهتمام وسلطة ضابطة تجعل من الأبناء فريسة سهلة لأصدقاء السوء والمجرمين ومتصيدي المراهقين لزجهم في مصيدة الادمان والانحرافات السلوكية الأخرى.

   وبينت ان السوشيل ميديا وانتشار الافكار الهدامة والمنحلة أخلاقيا والتي تدعو إلى هدم الدين والمبادئ والقيم المجتمعية قد يكون لها دور في ظل غياب التوعية ودور المؤسسات المجتمعية الإصلاحية في الانخراط بالسلوك المنحرف.

   وحول كيفية تعرف أولياء الأمور على أن ابنهم مدمن واهم الخطوات الأولية في التعامل مع هذه المشكلة نبهت الثويني الى ان ذلك يتضح عند ملاحظة اي تأخر دراسي واهمال في الشكل والنظافة الشخصية مع السهر او النوم المتواصل وسوء الاخلاق وكثرة الانعزال.

   وذكرت أن المتعاطي إذا تمكن منه الإدمان وأصبح في مرحلة متقدمة ويعتمد اعتمادا كليا على المادة المخدرة حينها ينفصل عن العالم الخارجي داعية الى السرعة في اتخاذ القرار بعلاجه قبل تدهور الحالة.

   وعن دور الأهل في الإبلاغ عن ابنائهم المدمنين قالت الثويني إنهم الجهة المسؤولة عن الابلاغ ويكون ذلك من خلال ملاحظتهم لسلوك هذا المتعاطي ولابد من محاولة علاجه بالطريقة المناسبة وعند الجهة المناسبة والمرخص لها في البداية ومن ثم الابلاغ عن المتعاطين اذا رفضوا العلاج وذلك لمصلحتهم ومصلحة الاسرة والمجتمع.

   ولفتت الثويني الى ان هناك مخاوف من ابلاغ الاهل اهمها النظرة الاجتماعية وضغوط المجتمع والخوف من الخزي والعار ورفض الاهل أنفسهم لوصمة العار التي ستلحقهم بقية العمر والخوف من ضياع مستقبل المتعاطي نفسه ورفض الزواج منه او منها او عدم حصوله على فرصة عمل او حتى التشكيك في كفاءة علاج المدمن والخوف من احتسابه مجرما في نظر القانون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى