أخبار عاجلةمقالات

قبول الذات … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

إيسايكو: قبول الذات … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

يقول المحاور لايفن جوزيف:

“لن يؤمن بقدراتك أحد ما لم تؤمن انت بقدراتك”.

فلا يؤمن انسان بقدرته الا من خلال ثقته في نفسه العالية، فالثقة بالنفس تأتي من تقدير الذات ومعرفة حقيقتها وقيمتها واهميتها، لذا اظهرت الحقيقة الثابتة المصاغة في كتاب الدكتور روبرت انتوني عن “الثقة بالنفس”، في العبارة التالية:

(أنك لا تستطيع ابداً أن تكون أفضل من القدر الذي تحمله من التقدير لذاتك)

وهذا يفصل حقيقة شعورك تجاه نفسك في ظل علاقاتك بالآخرين، مبني هذا الشعور على الإحساس بالقبول للذات وتقبل حقيقتها، وهو شعور ناتج من اللاوعي للفرد مرتكز على خبرات سنوات الطفولة الاولى.

فتقدير الذات السليم، هو قبول شخصي لـ “ذاتك “مبنيذاك القبول على تقدير ايجابي تدرك فيه تفردك وتميزك وقيمتك، حيث يساهم ذاك التقدير السليم والقبول للذات في بنائك لنفسك ولحياتك منطلقا من اساس متين.

نعم، على قدر تقديرك لذاتك تكون نمط حياتك ونمط سلوكياتك، ومكانتك التي صنعتها لنفسك كما صنعت وبنيت ذاتك، فهؤلاء المتميزون بالتقدير العالي لديهم الادراك لمعالجة الانخفاض لديهم الناتج عن مواقف ومثيرات في حياتهم، حيث يعمل الادراك والوعي لديهم على ترميم اي صدع وتمييز ما يحدث بداخلهم، بدون ان يعيقهم.

اما من يحظون بتقدير ذات منخفض، حتى لو تفردت اعمالهم وتميزت، سيكون دواخل ذواتهم هشاشة تسقطهم في سلوكيات سلبية كالادمان وغيره، والسبب الذي جعلهم بهذا الحال هو الشعور الناتج من اللاوعي لديهم، المتكون من سنواتهم الخمس الاولى بالتقدير لذواتهم الضعيف من التشوه المعرفي المتكون من عوامل بيئية واسرية بثلاث صور رئيسية هي:

الافكار والمعتقدات والقيم المحبطة المتلقاه من البيئة الاولية، متمثلة في الوالدين والاسرة

الاحباطات والاهانات التي غرست افكار ومفاهيم مشوهه خلال السنوات الدراسية من البيئة التعليمية وكوادرها

مشاعر الذنب وعدم القيمة والاهمية الناشئة من الافكار المشوهة من العقيدة الدينية المتشددة، متمثلة في رجالات الدين وغيره

فتلك الافكار المشوهة تعمل بشكل سلبي على الفرد في اللاوعي، مسببه له إعاقة في الادراك لقيمته الحقيقية لذاته، فتصبح حياته بؤس وشقاء يظهر في سلوكه واتجاه في الحياة.

تحرير الاخصائية الاجتماعية

مريم معيض العتيبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى