أخبار عاجلة

(مكتبة الساقي) في لندن ليست مجرد نافذة لبيع الكتب بل دار ثقافة للجميع

إيسايكو: (مكتبة الساقي) في لندن ليست مجرد نافذة لبيع الكتب بل دار ثقافة للجميع

مكتبة الساقي

من خالد الديحاني (تقرير)

لندن (كونا): شكل إعلان (مكتبة الساقي) في لندن إغلاق أبوابها نهاية العام الحالي بعد مسيرة استمرت 44 عاما صدمة لكثير من العرب المغتربين المقيمين في العاصمة البريطانية وللزائرين بشكل مستمر لعاصمة الضباب.
ولم تكن (مكتبة الساقي) في لندن التي فتحت أبوابها عام 1978 مجرد نافذة لبيع الكتب بل دار ثقافة تحوي إصدارات جميع الكتاب بمختلف اتجاهاتهم ومشاربهم حيث التنوع الثقافي بجميع أشكاله من روايات وكتب قد تمنع في بعض الدول ولكن ستجدها بالتأكيد في هذه المكتبة العريقة.
وقالت مديرة المكتبة سلوى غاسبار في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الجمعة إن إغلاق المكتبة في لندن جاء لأسباب اقتصادية بحتة في مقدمتها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مما أدى إلى ارتفاع تكلفة الشحن والضرائب على الكتب التي يتم طلبها من العرب المقيمين في أوروبا.
وأضافت غاسبار أن ارتفاع قيمة الكتب والشحن العالية أيضا من المصدر أدى إلى ارتفاع أسعار الكتب وعزوف غالبية الناس عن الشراء.
وأوضحت أن دار الساقي باللغة العربية في بيروت مستمرة في القيام بدورها بطباعة الكتب وبيعها وأيضا الدار الانجليزية في لندن مستمرة في طباعة الكتب باللغة الإنجليزية مشيرة إلى أن “التوقف فقط جاء من فرع المكتبة في لندن لأسباب اقتصادية لعدم قدرتنا على تحمل تكاليف التشغيل”.
ولفتت غاسبار إلى أن قرار إغلاق المكتبة كان حاضرا لديها منذ ستة أشهر وكان “قرارا صعبا” ولكن كان واجبا عليها اتخاذه معربة عن حزنها لوداع دار قضت فيها “أجمل أيام عمرها”.
واستذكرت في ختام تصريحها أحد زبائن المكتبة والذي عاصر الدار لفترة طويلة وكان كويتيا حيث كان دائم الحضور للبحث عن الكتب الجديدة وهو سفير دولة الكويت السابق لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان.
وأشادت بمتابعة الدويسان الدائمة لإصدارات المكتبة عندما كان سفيرا للكويت طوال 30 عاما حيث كان حريصا على زيارة المكتبة بشكل دوري لمتابعة إصدارات الدار التي تنشر عن المنطقة العربية والخليج بشكل خاص سواء باللغة العربية أو الإنجليزية.
من جهته أعرب أحد العرب المقيمين في لندن والذي دأب على زيارة مكتبة الساقي في منطقة (كوينز وي) عن أسفه لقرار المالكين إغلاقها بشكل دائم لأسباب اقتصادية مشيرا إلى أنه سيفتقد “أحد معالم لندن الشهيرة”.
وقال خالد محمد الذي يقيم في العاصمة البريطانية منذ ما يقارب 40 عاما إنه ومنذ وطئت قدماه بريطانيا يتردد على المكتبة بشكل دائم للبحث عن أحدث الإصدارات.
وأضاف أن الخاسر الأكبر من إغلاق الدار هم “المغتربون العرب الذين اعتادوا على القراءة والبحث عن الجديد دائما” حيث كانت المكتبة “متنفسهم الثقافي والأدبي في الغربة”.
من جهته قال عبدالمحسن بدر وهو سائح كان موجودا في المكتبة لشراء بعض الكتب إن زيارة (مكتبة الساقي) أحد الأمور الأساسية التي يقوم بها عندما يكون موجودا في لندن بهدف شراء بعض الكتب له أو لأحد أصدقائه.
ووصف إغلاقها بأنه “خسارة” لمحبي القراءة والثقافة حيث أشار إلى أن “بعض الكتب لا يجدها في بلده ويجدها في دار الساقي في لندن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى