أخبار عاجلةمقالات

إدارة السموم النفسية … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

إيسايكو: إدارة السموم النفسية … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

يقصد بالسموم النفسية، ترسبات متجذرة في العقل اللاوعي تتكون من أفكار ومشاعر من ذات النوع، متراكمة من السنوات الماضية للفرد، مشكله بركان قابل للانفجار عند وقوعه تحت مثيرات خارجية أو داخلية من ذات نفس الانسان، حيث تولد انفجار مدمر على شكل رد فعل سلوكي موجه نحو ذاته أو الآخر.

لذا عكف العلماء النفسانيون في دراستها، ومحاولة تفكيكها وتحييد خطرها، متوصلين إلى انها مكونة من:

– طاقة سلبية
– أفكار ومشاعر سلبية
– عقل لا واعي
– محفز خارجي او داخلي
– رد فعل سلوكي تدميري

فكان الممسك الأول لمعرفة ذلك هو قياس الغضب لدى الشخص، ثم قياس درجة الخوف، بعد ذلك قياس تقدير الذات لديه لمعرفة مشاعره وافكاره المتكونة من المثير، والحاملة سمات مثل التجاهل او الايذاء او الرفض، فكلما حددت بدقه كلما عرف كيف يدير تلك المشاعر السلبية، ومعالجة كل نوع منها في ادارتها المصغرة وصولا للإدارة العليا لكافة تلك المشاعر.

وتبدأ فن إدارة المشاعر السلبية العليا بثلاث خطوات كالتالي:

إدارة مشاعر الغضب بطريقة إيجابية بعد معرفة معناها وبدايتها واثارها السلبية، فمعالجتها تكون في الغضب التفكير قبل التحدث او التصرف المباشر، الصمت لثواني، أيضا صرف الانتباه عن الاستفزاز للمثير، النظر مباشرة في عين المستفز، كذلك استخدام الأسلوب الكلامي الواضح المحدد
إدارة تحرير النفس من التعلق بالأشخاص او الأشياء، فعالجتها تكون برفع الوعي وترك مسافة بيننا وبين نتائج عملنا وعلاقتنا
إدارة التواصل الإيجابي مع المشاعر السلبية بتوازن وحياد، فالتواصل الإيجابي المحايد يصل لنقطة الاتزان في المشاعر، فيكون التواصل مع مشاعر سلبية مثل (الغضب، الخوف، الغيرة، الحزن، الألم)، والتواصل مع المشاعر الإيجابية مثل (الفرح، السعادة، الامتنان)، والتواصل مع المشاعر الحيادية مثل (الراحة، السكينة، الأمان)، إذا الفرد تواصل مع تلك المشاعر بحياد إيجابي متوازن يصل به الى الاتقان المتوازن للمشاعر ويفكك ترسباتها

لذا في إدارة التواصل الإيجابي مع المشاعر السلبية بالتوازن والحياد يحتاج المرء الى تعلم التعبير للتفريغ عن تلك المشاعر من خلال طرق تسمح له بتفتيت تراكماتها، وللتعبير عن المشاعر السلبية طرق كثيرة منها:

1. كتابة تلك المشاعر والأفكار السلبية ثم التخلص منها
2. التأمل في الطبيعة وترك المشاعر السلبية تخرج، حتى يصل للاسترخاء بعد تفريغها
3. الجلوس في مكان هادئ وممارسة عملية التركيز في موقف ما سابق، بطريقة كأنك تشاهد فيلم سينائي، مما يسمح لك بتحديد مشاعرك السلبية حيال ذلك الموقف والتغيير الذي طرأ عليك بعده
4. التطوع لمساعدة الغير في أي مجال سوا صحي او اجتماعي او نفسي، حيث يولد التعاطف مع الغير والمشاركة في المعاناة الواحدة للجميع التواصل مع تلك الاحاسيس
5. ممارسة هوايات مثل الرسم، الرقص، او الكتابة، او الغناء او الرياضة وغيرها، حيث تساعد ممارسة الهوايات على التواصل الإيجابي مع المشاعر السلبية، وتمد الفرد بالرضا عن ذاته، مقلله من الحساسية تجاه تلك المواقف السلبية
6. التواصل مع الأشخاص الايجابين واستخدام الضحك، والمرح واللعب للتنفيس عن المشاعر السلبية، ورفع درجة المتعة والنشاط، كذلك يرفع هرمون السعادة لديه بتلك الطريقة في التعبير

وبهذه الطرق في التعبير عن المشاعر السلبية يستطيع الفرد تفتيت ترسباتها ومنع تراكماتها في داخله، متوصل للتوازن النفسي الشامل مع مشاعره، وعند وقوعه مستقبلا في ظرف او موقف مستفز او مثير يكون لديه القدرة على التعامل الواعي، متحكم في ردة فعله بحكمة ورزانه، متجاوز ذاك الحدث المستفز بدون ان يترك ترسبات في داخله.

تحرير الاخصائية الاجتماعية

مريم معيض العتيبي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى