أخبار متنوعةمقالات

هل أنت مغترب نفسياً؟ … بقلم الأستاذة منال القحطاني 

إيسايكو: هل أنت مغترب نفسياً؟ … بقلم الأستاذة منال القحطاني

إن الحيــاة الاجتماعيــة للإنســان فــي تغيــر مســتمر مــن حيــث الوقــائع والأحــداث

والوسائل وسبل العيش، وفي تغيرها تُجبر الفرد على التعامل مع التغير بشكل يتوافق معه، وأثناء سعي الفرد لتوافق مع التغير نجد أنه يواجه مشاعر اليأس وفقدان الأهداف وشعوره بعدم الانتماء، جميع هذه المؤشرات تتمحور فيما يسمى بالاغتراب النفسي.

الاغتراب النفسي ظاهرة إنسانية عامة تحمل في طياتها الجانب الإيجابي والجانب السلبي وهي متلازمة في جميع العصور، وتختلف من فرد إلى آخر وفقاً للظروف التي يعيشها داخل بيئته المجتمعية. 

نقصد بالاغتراب النفسي أنه شعور الفرد بعدم الانتماء وفقدان الثقة ورفض القيم والمعايير الاجتماعية والمعاناة من الضغوط النفسية وتعرض الشخصية للضعف والانهيار ويتمثل ذلك في تنازل الإنسان عن استقلاله الذاتي وتتحول أعماله ونشاطاته الاجتماعية وقدراته وإمكانياته إلى أشياء مستقلة عنه، كما ينتابه الشعور بأنه غريب عن نفسه وعن الآخرين ويفقد الإحساس بالثقة والأمان.

عند رغبتنا في معرفة الإجابة عن السؤال “هل أنت مغترب نفسياً؟” فلابد من ملاحظة عدة علامات تشير إلى وجود الاغتراب النفسي ألا وهي: شعور الفرد بالعجز عن فهم الهوية الشخصية وفقدان الإيمان بالأهداف والمعتقدات التي تتوافق مع ذات الفرد ومجتمعه، فقدان القيم ومعنى الوجود وجهله بعدم معرفه ماذا يريد أن يحققه، فقدان التواصل الاجتماعي واللامبالاة والانعزال عن الآخرين، وشعوره الدائم بالسخط والضجر.

ولكي نستطيع مواجهته يجب الوقوف أولاً على أسبابه، وترجع إلى أسباب نفسية وأسباب اجتماعية من أهمها: طبيعة نمو ذات الفرد والعوامل المعرفية والشخصية و تعرض الفرد لمواقف الصراع والحرمان والإحباط، كما تؤثر ضغوط البيئية الاجتماعية والفشل في مواجهتها واضطرابات التنشئة و سوء التوافق بين الفرد ومتغيرات الحياة.

للتغلب على هذا الشعور يجب السعي في تحقيق واستعادة الشعور بالانتماء ويتم ذلك من خلال الكشف المبكر عن هذه المشاعر السلبية ومحاوله تصديهاوالتغلب عليها والرجوع إلى الذات والتواصل مع الواقع، وتنمية الإيجابية ومواكبة التغيرات الاجتماعية والاعتزاز بالشخصية، والاهتمام بالجانب الروحيللإنسان من خلال التعلم الصحيح لمبادئ التربية الدينية.

إن ظاهرة الاغتراب النفسي حالة عامة من الاضطراب واليأس والاحساس بالعجز والانفصال عن الذات وعن الاخرين، لذا يجب أن تتظافر الجهود في مختلف المجالات التنموية والاجتماعية والتأهيلية بالعمل على مواجهة العوامل المسببة للاغتراب، وعلينا أن ندرك أن الحياة ليست مثالية وليست على وتيرة واحدة، لذا يُستحسن أن نغير نظرتنا إليها وأن نواجه تحدياتها وتغيراتها على أنها سلسلة من التجارب والمواقف التي تضيف للحياة الكثير من التقدم والنضج والنمو والاندماج في المجتمع.

منال القحطاني 

أخصائية اجتماعية ومستشارة أسرية 

 @SW_Manal2019 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. موضوع جميل جداً لتعريف الناس بماهية الاغتراب النفسي والتعامل مع هذه الظاهرة .. كما انه مصطلح يجذب الكثير ويطرح التساؤلات.. اختيار موفق
    شكراً للاخصائية الاجتماعية منال القحطاني على الكتابة والفائدة الرائعة .. وشكراً لكم جريدة الارشاد النفسي الالكترونية على الاختيار الموفق للكاتبة.
    تحياتي:
    الاخصائية الاجتماعية : رنا القرني.

اترك رداً على رنا القرني إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى