منظمة شنغهاي للتعاون: هل هي أداة روسيا والصين في مواجهة “الهيمنة الغربية”؟
[ad_1]
تعقد القمة السنوية لعام 2022 لرؤساء منظمة شنغهاي للتعاون يومي 15 و 16 سبتمبر/ أيلول في مدينة سمرقند الأوزبكية.
وحسب وكالة تاس الروسية فإن رئيس أوزبكستان، شوكت ميرزوييف حدد أولويات ومهام الرئاسة وتشمل تعزيز إمكانات وسلطة المنظمة، وضمان السلام والاستقرار في المنطقة، والحد من الفقر، وضمان الأمن الغذائي. علاوة على ذلك، حث على وضع خطة لتطوير التجارة البينية، والتي ستتضمن تدابير لإزالة الحواجز التجارية، وتوحيد اللوائح الفنية، ورقمنة الإجراءات الجمركية.
ما هي المنظمة
منظمة شنغهاي للتعاون هي منظمة دولية تأسست في مدينة شنغهاي الصينية في 15 يونيو/حزيران عام 2001. وتضم حالياً ثماني دول أعضاء هي الصين والهند وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان، وأربع دول بصفة مراقب ترغب بأن تصبح كاملة العضوية وهي: أفغانستان وبيلاروسيا وإيران ومنغوليا.
كما تقيم المنظمة علاقات مع ست دول أخرى بصفتها “شركاء الحوار” وهي: أرمينيا وأذربيجان وكمبوديا ونيبال وسريلانكا وتركيا.
في عام 2021 تم اتخاذ القرار لبدء عملية ضم إيران إلى المنظمة كدولة كاملة العضوية ويتوقع أن يصدر قرار الموافقة على ذلك خلال القمة الحالية.
وتقدمت مصر وقطر والمملكة العربية السعودية بطلبات للحصول على صفة “شركاء الحوار”.
الأمن الإقليمي
منذ إنشائها في عام 2001 ركزت المنظمة جهودها بشكل أساسي على قضايا الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب الإقليمي، و الحركات الانفصالية القومية والتطرف الديني. كما أن التنمية الإقليمية باتت ايضاً من بين أولوياتها.
وتتمتع المنظمة بصفة المراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 2005. وفي أبريل 2010 ، وقعت أمانتا الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون إعلانًا مشتركًا حول التعاون.
كما أقامت الأمانة العامة للمنظمة شراكات مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومنظمة السياحة العالمية، والمنظمة الدولية للهجرة، بالإضافة إلى تعاونها المستمر مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وتحافظ إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة، وكذلك مركز الأمم المتحدة للدبلوماسية الوقائية لآسيا الوسطى على اتصالات منتظمة مع مسؤولي منظمة شنغهاي للتعاون.
تركز أنشطة التعاون على التطورات الأمنية في المنطقة والقضايا الرئيسية المتعلقة بمكافحة الإرهاب والوقاية من التطرف المسلح. في عام 2017 أقامت إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام مكتب اتصال لها مع المنظمة في بكين.
اللبنات الأولى
وشكلت الصين وروسيا وأربع دول في آسيا الوسطى كانت ضمن الاتحاد السوفيتي السابق وهي كازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان، منظمة شنغهاي للتعاون في عام 2001 للحد من التطرف الإسلامي في المنطقة وتعزيز أمن الحدود بين هذه الدول.
انضمت الهند وباكستان في عام 2017 في المرحلة الأولى من توسع المنظمة، بينما من المقرر أن تصبح إيران كاملة العضوية خلال القمة الحالية.
ويُنظر إلى المنظمة على نطاق واسع على أنها معسى صيني-روسي مشترك في مواجهة النفوذ والتحالفات الغربية مثل حلف شمال الأطلسي، الناتو.
ويرى بعض المراقبين أن دور المنظمة ظل محدودا حتى الآن، إذ أن تأثيرها كواحدة من أكبر التكتلات الدولية الإقليمية غير ملحوظ في الكثير من الملفات، رغم تمتع أعضائها بإمكانات اقتصادية وبشرية هائلة.
فالدول الأعضاء في المنظمة تمثل ما يقرب من 44 في المئة من سكان العالم، وتمتد من المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الهندي في الشرق إلى المحيط الهادئ وبحر البلطيق في الطرف الآخر وأكثر من 30 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ويعتقد مراقبون إن الكتلة لديها أيضاً إمكانات اقتصادية كبيرة مع انضمام المزيد من الدول كأعضاء إليها أو إقامة شركات معها.
لكن لا يخفى على أحد أن المنظمة تهيمن عليها الصين وروسيا. وتعتبر موسكو آسيا الوسطى مجال نفوذها التقليدي عبر قرون، لكن الدور الاقتصادي لبكين في هذه المنطقة يتوسع بشكل مطرد مما أكسبها نفوذاً سياسياً كبيراً أيضاً على حساب النفوذ الروسي.
وتقعد القمة هذه السنة فيما الحرب الدائرة في أوكرانيا دخلت مرحلة جديدة حيث منيت القوات الروسية بالهزيمة في المعارك الأخيرة حسب التقارير الإعلامية.
ومنذ أن باشرت روسيا في غزوها لأوكرانيا في شهر فبراير/ شباط الماضي، فرضت الدول الغربية عقوبات واسعة وغير مسبوقة على روسيا، مما أجبرها على تعزير علاقاتها مع الصين التي كانت أكثر حذراً في موقفها من الغزو الروسي لأوكرانيا.
كما أن العلاقات بين الصين والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لم تتحسن كثيراً في عهد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، حيث ترى إدارته أن الصين هي مصدر التهديد الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة.
ومن هنا فإن التنسيق والتعاون الواسع بين الصين وروسيا أمر لا مفر منه للبلدين، حيث يحتاج كل منهما للآخر في هذه الظروف الدولية.
ونقلت الأخبار قبل أيام قليلة عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الصينية قوله خلال لقائه بالسفير الروسي لدى الصين، إن بلاده مستعدة للعمل مع روسيا لتوجيه النظام العالمي “في اتجاه أكثر عدلا وعقلانية” مما يؤكد عمق العلاقات بين البلدين.
وأضاف المسؤول الصيني يانغ جيتشي إنه بتوجيه من الرئيس شي جين بينغ والرئيس فلاديمير بوتين “ظلت العلاقة بين البلدين دائماً على المسار الصحيح، ويدعم كلا الجانبين بقوة بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بمصالحهما الأساسية”.
وقال يانغ إن “الجانب الصيني يرغب في العمل مع الجانب الروسي من أجل التنفيذ المستمر للتعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين وحماية المصالح المشتركة، وتعزيز تطوير النظام الدولي في اتجاه أكثر عدلا وعقلانية” حسب بيان الخارجية الصينية.
وساعدت الصادرات الصينية من السيارات وأجهزة التلفزيون والهواتف الذكية روسيا في ملء الفراغ الذي تركته الشركات الغربية في السوق الروسية بعدما أوقفت أعمالها هناك في أعقاب غزو أوكرانيا.
ففي الربع الثاني من هذا العام كانت 81 في المئة من واردات السيارات الروسية الجديدة من الصين، وكانت هواتف شركة إكسيومي الصينية هي الأكثر مبيعاً في روسيا.
[ad_2]
Source link