الشيخ عبد الله بن زايد: وزير خارجية الإمارات يزور إسرائيل ويثير جدلا حول التطبيع و”اتفاق السلام الإبراهيمي”
[ad_1]
أثارت زيارة الشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، إلى إسرائيل جدلا عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ تجدد النقاش حول الاتفاق الإبراهيمي ومساراته السياسية والاقتصادية على مدار العامين الماضيين.
كما اندلع نقاش حول جدوى تلك الزيارة، فبينما يرى نشطاء أن “الإمارات لم تستفد شيئا منذ توقيع هذا الاتفاق”، يقول مؤيدون للاتفاق إن “الإمارات تعتبر إسرائيل شريكا استراتيجيا لأمنها وسلامتها وهو حق مشروع لها”.
زيارة عبد الله بن زايد إلى إسرائيل
قالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية “وام” إن “وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وصل إلى تل أبيب في زيارة رسمية لإسرائيل، ويرافقه وفد رسمي واقتصادي رفيع المستوى”.
وأضاف بيان الوكالة أن الزيارة ستستمر عدة أيام، “تزامنا مع الاحتفال بمرور عامين على إبرام الاتفاق الإبراهيمي للسلام بين الإمارات إسرائيل”، ويبحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان خلالها عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وقد رحب موقع إسرائيل بالعربية بوزير الخارجية الإماراتي، ونشر في تغريدة استقبال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ للشيخ عبد الله بن زايد في مراسم رسمية.
معارضون للزيارة
وفور نشر خبر وصول وزير الخارجية الإماراتي إلى إسرائيل، تصاعد الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن جدوى الزيارة، وعن مسار التطبيع الإماراتي مع إسرائيل.
فيما استنكر آخرون “قوة العلاقات الإسرائيلية الإماراتية”، وأشاروا إلى أن “الإمارات تقدم خدمة مجانية لإيران”.
مؤيدون للزيارة
في المقابل أيد مغردون زيارة وزير خارجية الإمارات، وأكدوا أن “إسرائيل مثل أي دولة أخرى تتعامل معها الإمارات، وأن الزيارة طبيعية وعادية ولا تستحق كل هذا الاهتمام”.
رشا الجندي: “إسرائيل شريك استراتيجي للإمارات”
سألت مدونة بي بي سي ترند د. رشا الجندي، كبير الباحثين بمركز دبي للأبحاث، عن أسباب زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد إلى إسرائيل،.
– ما أسباب زيارة الشيخ عبد الله بن زايد لإسرائيل؟
“تأتي زيارة الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي إلى إسرائيل بمناسبة مرور عامين على توقيع الاتفاق الإبراهيمي برعاية الولايات المتحدة”.
“وبالتالي يبدو أنها تأتي للتأكيد على استمرار الاتفاق الإبراهيمي والمبادئ التي تم التوافق عليها والنظر لها بصورة مشتركة بين الإمارات والدول الأخرى الموقعة على الاتفاق مع إسرائيل”.
“وبوجود وفد اقتصادي مع الشيخ عبد الله بن زايد فستكون هناك المزيد من الشراكات الاقتصادية والاتفاقات التجارية ومد للاتفاقات التي وقعت خلال العامين الماضيين”.
– ما أهم الملفات المطروحة للنقاش؟
“الملف الإيراني من الملفات المهمة على طاولة المباحثات، فزيارة الشيخ عبد الله بن زايد تأتي وسط ظروف إقليمية جديدة”.
“فمن جهة تدرس الولايات المتحدة إمكانيات توقيع اتفاق نووي مع إيران، ما يجعل إسرائيل متخوفة للغاية من بنود هذا الاتفاق، وهي تعتقد أنه لن يثني إيران عن تطوير سلاح نووي، كما أنه لن يفضي عن دعم من وصفتها إسرائيل بالمنظمات الإرهابية”.
“وبالتالي دول الخليج، وعلى رأسها الإمارات، تمتلك رؤي متقاطعة مع إسرائيل فيما يتعلق بالملف الإيراني. ولكن الفارق هو أن دول الخليج لا تريد أي تصادم أو تصعيد عسكري مع إيران في المنطقة، بينما تبدو إسرائيل مستعدة لتقبل مثل هذا الثمن لضمان منع إيران من الوصول لأهدافها”.
“الإمارات قد تلعب دورا في دفع إسرائيل لتبني مسارات أكثر دبلوماسية للتعامل مع التهديدات الإيرانية. في الوقت نفسه تواجه إسرائيل انتخابات قريبة للكنيست في نوفمبر القادم وفي الداخل الإسرائيلي هناك توترات في ظل التصعيد في الضفة الغربية”.
“جميعها ملفات هامة أعتقد أن الشيخ عبد الله بن زايد سيكون مهتما بالنظر فيها مع الجانب الإسرائيلي”.
– إذا كانت لديهما رؤيتان مختلفتان للملف الإيراني، كيف تعتبر الإمارات تل أبيب شريكاً لها؟
“رغم الاختلاف في وجهات النظر بين الجانبين إلا أن وجهة النظر حول إيران واحدة، ولكن كيفية التعامل مع هذا الخطر هو المختلف عليه. فالإمارات ترى في إسرائيل شريكا لاحتواء الخطر الإيراني”.
“بعض السياسات التي تتعامل بها إسرائيل مع إيران، مثل منع المسلحين من التغلغل في المناطق الحدودية في سوريا على سبيل المثال، والاستمرار في الحوار بشأن الحدود البحرية مع لبنان رغم معارضات حزب الله، تعد خطوات مهمة”.
–هناك من يصف التطبيع الإماراتي مع إسرائيل بأنه مبالغ فيه، فلماذا في رأيك يتم وصفه هكذا؟
“لا أعتقد أن هناك مبالغة فيما يتعلق بالدول الموقعة على الاتفاق الإبراهيمي. دولة الإمارات تسعى لإيجاد شريك تجاري واستراتيجي إقليمي لاحتواء الخطر الإيراني”.
“وقد وجدت في إسرائيل هذا الشريك ضمن التوافقات التي جرى التوصل لها في الاتفاق الإبراهيمي، وبالتالي لا يمكن لأية جهة تحديد حدود العلاقة مع أية دولة، وهي التي تقرر حدود هذه العلاقة البينية”.
“وطالما كان هناك أفق للتعاون، خاصة في الجانب الاقتصادي والتكنولوجي، بين الإمارات وإسرائيل فلا توجد أسباب لعدم تطوير هذه العلاقة والاستفادة من إسرائيل كدولة شرق أوسطية وتكنولوجية أيضا”.
–هناك من ينتقد العلاقات الإماراتية الإسرائيلية ويرى أنها لا تصب في صالح القضية الفلسطينية فما رأيك؟
“لا أحد يعلم تحديدا ما هي الطريقة المثلى للتعامل مع القضية الفلسطينية. فقبل الاتفاق الإبراهيمي وانقطاع العلاقات مع إسرائيل لم يكن هذا مفيدا أيضا للقضية الفلسطينية، وبالتالي لا يمكن القول إن عودة العلاقات ليست مفيدة”.
“الإمارات تأمل أن يكون هناك وزن وأهمية لهذه العلاقات لدى الإسرائيليين، بحيث تمنعهم أو تردعهم قبل أي تصعيد تجاه الفلسطينيين أو العرب، ونحن الآن نرى أن هناك تصعيدا كبيرا في الضفة الغربية، وهناك وضع سيء للفلسطينيين تحت السلطة الفلسطينية، وهناك بحث لتدخل إسرائيلي لمنع العمليات الفلسطينية في الضفة”.
“هذه مؤشرات قوية على وجود توترات قوية يجب التعامل معها بحكمة، وأعتقد أن الإمارات تريد لإسرائيل التعامل بشكل أكثر اتزانا مع الفلسطينيين، لأن هناك سياسات تتسبب بالفعل في إضعاف السلطة الفلسطينية”.
“وهذا يعني أن هناك مشكلة زعامة، وهي أزمة كبيرة ليس فقط لفلسطين ولا الدول العربية بل حتى لإسرائيل نفسها. وبالتالي تتوسط الإمارات لحل هذه الأزمة وتحسين العلاقات وهنا تظهر قوة الاتفاق الإبراهيمي”.
–مر عامان على الاتفاق الإبراهيمي، فماذا تحقق حتى الأن؟
“أهم ما تم تحقيقه الاتفاقية الاقتصادية، وهي أول اتفاقية اقتصادية يتم التوصل لها مع دول في المنطقة”.
“كما أن الاتفاق كان فرصة كبيرة لتعزيز العلاقات التجارية في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي وتدور حرب في أوكرانيا، إذ وصل التبادل التجاري من 1.2 مليار دولار إلى 1.4 مليار دولار”.
“وهناك تطوير في التعاون الأمني بين الجانبين، ومن جهة أخرى هناك حوالي نصف مليون سائح إسرائيلي زار الإمارات”.
أحمد الشيبة: “حكومة الإمارات تقدم هدايا مجانية لإسرائيل”
في المقابل، قال المعارض الإماراتي أحمد الشيبة إن “الحكومة الإماراتية بتوجهها الآن تقدم هدايا لإسرائيل، وهي بمثابة ترسيخ لدولة إسرائيل وتصفية للقضية الفلسطينية، فإسرائيل تنتهك القانون الدولي في كل ما تفعله في فلسطين وإسرائيل تحتاج مثل هذه الهدايا التي ترسخ من شرعيتها في المنطقة، فقد يصعب عليها الاستمرار نظرا للوضع السيء داخليا وخارجياً”.
–ولماذا تعتبرها هدية؟ ألم تستفد الإمارات أيضا من توقيع الاتفاق الإبراهيمي مع إسرائيل؟
“الاستفادة الأكبر كانت لإسرائيل، لأنها تستقبل استثمارات بملايين الدولارات، إضافة إلى تحسين العلاقات مع دولة عربية لها وزنها بطبيعة الحال”.
“وفي المقابل، لم تستفد الإمارات من هذه العلاقة اقتصاديا ولا أمنيا ولا عسكريا، بل أصبحت نفسها الآن على محك تهديدات أمنية كبيرة بسبب وجود إسرائيل في المعادلة”.
“فوفقا لتصريحات، هناك ممثل للشرطة الإسرائيلية بشكل رسمي داخل الإمارات. وإذا جئنا على مستوى آخر فالقضية الفلسطينية تسوء يوما بعد يوم مع زيادة الاقتحامات الإسرائيلية”.
–أليس للإمارات حق في اختيار إسرائيل شريكا استراتيجيا لحمايتها من أية تهديدات محتملة؟
“الإمارات قادرة على تأمين نفسها دون الحاجة إلى إسرائيل، بل إنها لما احتاجت إلى إسرائيل لم تساعدها”.
“فعندما تعرضت الإمارات لهجمات من الحوثيين في اليمن، طلبت من إسرائيل مساعدتها بالقبة الحديدية، فرفضت إسرائيل تسليمها للإمارات أو إعطاءها أية تقنية مشابهة، كما وقفت إسرائيل ضد تسليح الإمارات بطائرات إف35”.
“هذه كلها حقائق حدثت، فأين الحماية التي يتحدثون عنها، إذ لم تتوفر أي منها منذ توقيع المعاهدة؟ وهل تعجز الإمارات عن شراء هذه الأسلحة من روسيا أو أية دولة أخرى، حتى تصبح إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ستحمي الإمارات؟”.
–لماذا وقعت الإمارات هذا الاتفاق مع إسرائيل من وجهة نظرك؟
“الحقيقة هناك علامة استفهام كبرى. لماذا تقوم حكومة الإمارات بمساندة إسرائيل؟ فلا استفادة اقتصادية تذكر ولا استفادة أمنية”.
“لماذا إذا تدعم الإمارات إسرائيل؟ هل ترى الحكومة الإماراتية أن إسرائيل هي الملجأ الوحيد من التهديدات الإيرانية؟ ونحن لا نقلل من التهديدات الإيرانية”.
“ولكن هناك تهديدات إسرائيلية للعرب أيضا وهي ليست بسيطة. هناك أمر غير مفهوم عن سبب هذا التوجه للحكومة الإماراتية”.
– كيف تقرأ المشهد الآن بعد عامين من توقيع الاتفاق الإبراهيمي؟
“حينما أعلنت الإمارات عن توقيع هذا الاتفاق منذ عامين قالت إنها ستوقع الاتفاق من أجل الفلسطينيين وإيقاف الضم، وهو لم يتوقف أبدا، وهناك انتهاكات إسرائيلية يومية في حق أهل القدس ولم يفعلوا شيئا تجاهها”.
“فلماذا يحتفلون بالذكرى الثانية لتوقيع الاتفاق؟ وكان يجب على الحكومة الإماراتية أن تستجيب لاستغاثات الفلسطينيين وتنسحب من هذه المعاهدة فورا لتتحمل إسرائيل نتيجة أفعالها”.
–هناك من ينتقد العلاقات الإماراتية الإسرائيلية ويصفها بالمبالغ فيها منذ بدء التطبيع بين الجانبين؟
“أنا كإماراتي ليس لدي تفسير. لماذا يتم تمكين دولة مثل إسرائيل، تنتهك القانون الدولي بشكل يومي، اقتصاديا وسياسيا وسياحيا؟”.
“فحتى على مستوى منح تأشيرات دخول الإمارات، المواطن العربي من الدول المجاورة يحتاج إلى تأشيرة ولكن الإسرائيلي يدخل إلى الإمارات دون تأشيرة”.
“وهي تصرفات مستغربة من الحكومة الإماراتية، ولا أحد يسأل هذه الحكومة عن أسباب هذا التطبيع وبالتالي تفعل ما تشاء”.
ما هو الاتفاق الإبراهيمي؟
- في 15 سبتمبر عام 2020، وقعت الإمارات اتفاقا لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في البيت الأبيض برعاية وحضور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تزامنا مع توقيع البحرين اتفاقا مماثلا.
- ومنذ هذا الوقت جرت إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين أبوظبي وتل أبيب، جنبا إلى جنب مع توقيع اتفاقيات ثنائية في مجالات متعددة، على رأسها التكنولوجيا والاتصالات والطيران المدني والرعاية الصحية والسياحة حتى وصل إجمالي التبادل التجاري بينهما 1.4 مليار دولار.
[ad_2]
Source link