كيف استطاعت الهند تحقيق طفرة في مجال استزراع اللؤلؤ ومنافسة الأسواق الصينية؟
[ad_1]
- بريتي غوبتا
- بي بي سي
عانى ناريندرا غاروا من ضائقة مالية شديدة في عام 2016، بعد أن بدأت مكتبته الصغيرة في قرية رينوال، بولاية راجستان، تحقق خسائر.
ومن أجل إعالة أسرته في ظل تمتعه بتعليم متواضع، بحث على الإنترنت سعيا لإيجاد أفكار أخرى لكسب المال، واستطاع تحقيق بعض النجاح في زراعة الخضار داخل زجاجات بلاستيكية، لكنه توصل بعد ذلك إلى فكرة تدر عليه أرباحا طائلة، وهي استزراع اللؤلؤ.
ويقول: “راجستان منطقة جافة تعاني من مشكلات مائية، كان من الصعب التفكير في استزراع اللؤلؤ في مياه محدودة، لكنني قررت المحاولة”.
تتكون حبات اللؤلؤ عندما تتفاعل كائنات رخوية مع مادة محفزة في غشائها الداخلي، فتبدأ الرخويات عملية ترسيب طبقات من الأراجونيت، والتي تشكل معا الصدف، المعروف أيضا باسم عرق اللؤلؤ.
ويندر تكوين اللؤلؤ في البرية، لذا فإن معظم اللآليء التي تُباع هذه الأيام مستخرجة من رخويات مستزرعة، عادة من المحار أو بلح البحر في المياه العذبة.
ومن أجل تحفيز الرخويات على تكوين حبة اللؤلؤ، يتم دفع مادة محفزة بشكل مصطنع في الكائن، وعلى الرغم من ذلك، فهي عملية دقيقة ويجب التعامل مع بلح البحر أو المحار بعناية شديدة، كما يقول غاروا.
ويعترف قائلا: “محاولتي الأولى كانت كارثة”، بعد أن اشترى 500 من بلح البحر، ولم ينجح منها في استكمال هذه العملية سوى 35 فقط.
سافر غاروا إلى ولاية كيرالا لشراء بلح البحر، وهي رحلة مسافتها 1700 ميل تتضمن رحلة بالقطار تستغرق 36 ساعة، واستخدم في عملية شراء تلك الرخويات مدخراته واقترض أموالا لجمع 16 ألف روبية (200 دولار أمريكي).
وعلاوة على ذلك، حفر غاروا حوضا في حديقة منزله الخلفية مساحته 10 أقدام في 10 أقدام لوضع الرخويات بداخله.
وعلى الرغم من تلك الكارثة، لم يستسلم، بل انضم لدورة تدريبية مدتها خمسة أيام لمعرفة طريقة استزراع اللؤلؤ.
ويقول: “العناية بالمحار أشبه بتربية طفل”.
ويضيف: “تعد مراقبة المياه طوال فترة النمو أمرا بالغ الأهمية لتحقيق الجودة العالية ووفرة الإنتاج”.
ويمتلك غاروا حاليا بركة مساحتها 40 قدما في 50 قدما، يعالجها بالفيتامينات المتعددة والشبة التي تحافظ على المستويات الكيميائية الصحيحة اللازمة لإتمام عملية النمو.
وأسهمت درايته الجيدة في ارتفاع معدل الحفاظ على بلح البحر من 30 في المئة إلى ما يزيد على 70 في المئة، ويتوقع غاروا إنتاج نحو 3000 حبة لؤلؤ هذا العام.
وتشجع الحكومة الهندية صيد اللؤلؤ كجزء من ثروتها الزرقاء، وهي خطة لتحديث صناعة صيد الأسماك في البلاد.
وبموجب الخطة تدعم الحكومة نصف تكلفة إنشاء بركة لصيد اللؤلؤ، وحتى الآن قدمت إدارة مصايد الأسماك الدعم المالي لـ 232 حوضا لاستزراع اللؤلؤ.
ويقول جوجافارابو بالاجي، أمين مساعد المصايد البحرية: “يعد استزراع اللؤلؤ من أكثر أعمال الاستزراع المائي ربحا، وتشجع الحكومة المزارعين على ممارسة هذه الزراعة”.
ولم يخل نشاط استزراع اللؤلؤ من معارضين، من بينهم غونجان شاه، وهو من الجيل الخامس لعائلته التي تعمل في تجارة اللؤلؤ.
ويقول شاه، مالك شركة بالبا، ومقرها مومباي: “نمت ثقافة استزراع اللؤلؤ في الهند، لكنني أعتقد أن اللؤلؤ الذي يستزرع في كل زاوية وركن ليس بالجودة العالية”.
ويضيف أن الهند تنتج الكثير من الأنواع غير المناسبة من اللآليء.
ويقول: “ما تحتاجه الهند في الوقت الحاضر هو أشخاص يستطيعون استزراع لآليء مياه البحر إذا أردنا منافسة الصين. المحار الهندي صغير لكن الصين لديها محار هجين ينتج لآليء كبيرة”.
ويضيف: “لآليء بحر الجنوب المستزرعة هي أكثر أنواع اللؤلؤ المستزرع قيمة في السوق اليوم، تأتي هذه اللآليء في مجموعة متنوعة رائعة من الأحجام والأشكال والألوان. ويمكن أن تصل تكلفة حبل من لآليء بحر الجنوب إلى 10 آلاف دولار، أو أكثر ونادرا ما يُنتج في الهند”.
ويقول إن الحكومة يتعين عليها الاهتمام بتطوير هذا القطاع.
وتقول الحكومة، في سياق دفاعها عن هذا الانتقاد، إن بناء قطاع استزراع لؤلؤ بطريقة تنافسية سوف يستغرق بعض الوقت.
ويقول بالاجي، من إدارة مصايد الأسماك: “استزراع اللؤلؤ عملية متخصصة، لذا سيستغرق هذا القطاع وقتا ليحقق النمو، وثمة خطة تهدف إلى تسجيل نمو خلال السنوات الثلاث المقبلة”.
ويضيف: “بمجرد أن نتمكن من استزراع ما يكفي من اللؤلؤ لأغراض الاستهلاك المحلي، سيكون بمقدورنا التركيز على الصادرات”.
وينظم غاروا، بالإضافة إلى استزراع اللؤلؤ، دورات تدريبية لأولئك الذين يرغبون في تعلم النشاط.
وتقول متدربة عنده تدعى رينا شوداري، 28 عاما، بعد أن فشلت محاولاتها العام الماضي: “خسرت كل المحار، لم يكن أي منها يستطيع الإنتاج”.
بيد أنها تتوقع إنتاج نحو 1000 حبة لؤلؤ هذا العام.
ويمثل العمل التجاري المستقل بالنسبة لها قفزة كبيرة، لا سيما وأن النساء في منطقتها غالبا يُتوقع منهن رعاية المنزل بدلا من العمل.
وتقول: “بالنسبة لأشخاص مثلنا، تنبعث منهم رائحة الحرية، تعلمنا كيف يمكننا أن نكون مستقلين، ونساعد في المساهمة في الأسرة ويكون لنا رأي في شؤون الأسرة”.
[ad_2]
Source link