ليز تراس: سبعة تحديات كبرى تنتظر رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة
[ad_1]
يتهيّأ المبنى رقم عشرة في داوننغ ستريت لاستقبال رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس، وفي انتظارها طاولة مليئة بالمشكلات.
على رأس هذه المشكلات تقف أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة، وتحذيرات من تردّي الأوضاع في خدمة الصحة الوطنية، فضلا عن الحرب المشتعلة في أوكرانيا وتبعاتها.
ورصد سبعة من مراسلي بي بي سي عددا من التحديات الكبرى التي يتعين على رئيسة الوزراء الجديدة إنجازها.
ماذا يُجدي مع ارتفاع تكاليف المعيشة؟
فيصل إسلام، محرر اقتصادي
لن يكون في وسع رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة أن تحلّ أكبر مشكلة أمامها بشكل كامل، والمتمثلة في أزمة تكاليف المعيشة. وقد تفاقمت الأزمة بشكل ملحوظ في أثناء الحملة الانتخابية.
وأساس الأزمة نابع من أنّ الطاقة، وخصوصا الغاز، لا يتدفق بشكل طبيعي. والسبب الرئيسي وراء ذلك هو الصراع في أوكرانيا والخطوات المتعمّدة التي يتخذها الكرملين.
وشهدت الأسعار مزيدا من الارتفاع في الآونة الأخيرة، وسط تخزين الأمم الأوروبية للغاز استعدادا للشتاء. والنتيجة النهائية هي أن أسعار الطاقة لن تكون في متناول معظم الناس. وسيمثّل مدى المساعدات الحكومية (المقدرّة بعشرات المليارات)، وتوقيت تقديمها، والفئات التي تستهدفها تحديات رئيسية ستواجهها رئيسة الوزراء الجديدة.
وثمة أسعار أخرى -خاصة أسعار الغذاء- تسجل ارتفاعا، على نحو قد يقود معدّل التضخم إلى ما وراء 15 في المئة. وكلّ ذلك قبل ظهور آثار المزيد من التراجع في قيمة الجنيه الإسترليني. وفي غضون ذلك، تسجل معدلات الفائدة ارتفاعا، ليس فقط على كاهل العائلات، لكن أيضا على الشركات بل والحكومة ذاتها.
إننا بصدد “كوكتيل اقتصادي مسمّم” وهذا يتطلب تدخّلا يتّسم بالحكمة والمصداقية وحُسن اختيار التوقيت.
كيف تجتاز خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا هذا الشتاء؟
نِك ترايغل، مراسل شؤون الصحة
شهد أداء العاملين في خدمة الصحة الوطنية البريطانية تراجعا في السنوات العشر الأخيرة، لكن الأوضاع تفاقمت بتفشّي وباء كورونا. وتسجل أعداد المرضى على قوائم الانتظار أرقاما قياسية في الوقت الراهن. وثمة واحد من بين كل ثمانية أشخاص ينتظر دوره في العلاج على قائمة انتظار.
في غضون ذلك، تطلق خدمات الطوارئ تحذيرات من أن المرضى يتعرضون للأضرار بسبب تأخُّر الاستجابة لاتصالات الطوارئ والانتظار طويلا للحصول على خدمات في حالات الحوادث. وثمة تهديدات بتنظيم إضرابات، في ظل عدم رضاء العاملين بما يتقاضونه من رواتب.
وكلّ ذلك يحدث قُبيل قدوم الشتاء الذي من المتوقع أن يصطحب معه موجات تفشٍّ للإنفلونزا وكوفيد بمستويات مرتفعة للمرة الأولى.
ويتمثل جزء من المشكلة التي تواجهها المستشفيات في عدم القدرة على التصريح للمرضى بالمغادرة عندما يكونون مستعدين لذلك من الناحية الطبية، والسبب وراء عدم القدرة هو نقص الأماكن التي تقدم رعاية اجتماعية.
هل يستمر دعم أوكرانيا بنفس القوة؟
جيمس لانديل، مراسل دبلوماسي
كان رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون بين طليعة الزعماء الذين عرضوا دعما سياسيا وعسكريا لأوكرانيا. ومن المتوقع أن تواصل رئيسة الوزراء الجديدة هذا النهج، وأن تكون على استعداد لمساعدة أوكرانيا بالمزيد من العتاد مع استمرار الصراع محتدما.
لكن مع مضي الوقت، قد تواجه رئيسة الوزراء الجديدة تحديا متناميا يتمثل في إقناع المشككين في الداخل والخارج بجدوى دعْم أوكرانيا.
ومع تفاقم أزمة ارتفاع أسعار الطاقة، تتفاقم أزمة تكلفة المعيشة، وفي ظل ذلك ستجد رئيسة الوزراء الجديدة نفسها مضطرة إلى إقناع الناخبين بوجاهة معاناتهم المالية في سبيل الدفاع عن أوكرانيا.
وستكون هنالك أيضا مهمة دبلوماسية كبرى من أجل حماية التحالف الموالي لأوكرانيا في أنحاء أوروبا. وربما راحت دول تبحث عن طريق إلى روسيا من أجل تأمين احتياجاتها من إمدادات الطاقة.
هل يمكن لحزب المحافظين المنقسم على ذاته أن يتّحد من جديد؟
آيوني ولز، مراسلة سياسية
بعد أشهر من الاقتتال الداخلي، تمثل عملية توحيد صفّ حزب المحافظين تحديا سياسيا رئيسيا أمام زعيمة الحزب الجديدة. وستواجه مهمة توحيد صفّ المحافظين اختبارا مبكرا يتمثل في محاسبة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون.
وإذا ما أوصت لجنة الامتيازات التي تحقق في فضيحة جونسون بمعاقبته، عندئذ سيكون على أعضاء البرلمان التصويت على ذلك. وحينها، سيتحتّم على رئيسة الوزراء الجديدة تقرير ما إذا كانت ستترك للنواب المحافظين حرية التصويت أم أنها ستوجههم.
وإذا اختارت ليز تراس توجيه هؤلاء الأعضاء بالتصويت لمصلحة معاقبة جونسون، فستثير بذلك حفيظة أنصاره. وإذا اختارت الاتجاه الآخر، فستواجه اتهامات بالتغطية على أخطاء ارتكبها سلفها.
ولكن ما خطورة الاقتتال الداخلي في حزب المحافظين، في ظل وجود مخاوف ضاغطة كتلك التي تتعلق بتكاليف المعيشة؟
أولًا، الحكومات ذات الأحزاب المنقسمة على نفسها تجد معاناة في تمرير سياسات تتعلق بحياة المواطنين في الصميم. وثانيًا، يكون من الصعب على رئيس الحكومة، في ظل انقسام الحزب الحاكم على نفسه، أن يوصل رسالته بوضوح إلى المواطنين إذا كان الوزراء يقضون في الدفاع عن سلوكياتهم وقتًا أطول من الذي يقضونه في دراسة السياسات.
هل لمأزق أيرلندا الشمالية من نهاية؟
جين ماكورماك، مراسل سياسي
سرعان ما ستواجه رئيسة الوزراء الجديدة معضلة تتعلق ببروتوكول أيرلندا الشمالية. وتوقفت المحادثات مع الاتحاد الأوروبي غداة تقديم الحكومة البريطانية مشروع قانون يخوّل وزراء المملكة المتحدة صلاحية تجاوُز أجزاء في ترتيبات التجارة فيما بعد بريكست.
وأعلن الحزب الديمقراطي الاتحادي أنه لن يشكل حكومة تتقاسم السلطة في ستورمونت قبل تغيير البروتوكول، بدعوى أنه يضرّ بوضع أيرلندا الشمالية مع المملكة المتحدة. ويعدّ الـ 28 من أكتوبر/تشرين الثاني موعدا رئيسيا ونهائيا لاستعادة مهام الحكم في ستورمونت.
وبعد هذا التاريخ، يتعيّن على الحكومة إمّا الدعوة إلى انتخاب جمعية جديدة، وتحديد موعد نهائي جديد، أو اتخاذ المزيد من القرارات من أجل أيرلندا الشمالية من وستمنستر.
وسيتعين على رئيسة الوزراء الجديدة أن تضع في اعتبارها أن معظم ساسة أيرلندا الشمالية يرغبون في بقاء العمل بالبروتوكول، وأنهم لن يخجلوا من إلقاء اللوم على دواننغ ستريت.
هل في الإمكان مواصلة رفض إجراء استفتاء ثان على استقلال اسكتلندا؟
غلين كامبل، محرر سياسي
قامت تريزا ماي بزيارة لاسكتلندا في أول يوم عملٍ لها في المنصب. واستغرق الأمر من بوريس جونسا أسبوعا في المنصب ذاته لترتيب اجتماع.
وليس من الواضح كم من الوقت سيستغرق الأمر من رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس لكي تلتقي نيكولا ستورجيون، خصوصا إذا كانت الأخيرة تضغط من أجل الوصول لاتفاق لإجراء استفتاء ثان على استقلال اسكتلندا في 2023.
وفي أكتوبر/تشرين الثاني المقبل، سيطلَب إلى المحكمة العليا في المملكة المتحدة النظر في تخويل هوليرود في إدنبرة سُلطة إجراء استفتاء ثان دون الرجوع إلى وستمنستر.
وترجّح التوقعات كفّة أن ترفض المحكمة العليا تخويل هوليرود هذه السلطة. لكن إنْ جاءت النتيجة مغايرة لتلك التوقعات، فستواجه رئيسة الوزراء الجديدة تحديا كبيرا يتمثل في الاختيار بين: السماح بإجراء التصويت أو الوقوف في طريقه.
وفي مقاومة استقلال اسكتلندا، يتعين على أي رئيس وزراء بريطاني أن يحْذر انتهاج طريق من شأنه المجازفة بتقويض دعم عملية الاتحاد البريطانية.
هل لا يزال ممكنا الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول 2050؟
جونا فيشر، مراسل البيئة
في ظل أزمة أسعار الغاز، تجد رئيسة الوزراء الجديدة نفسها مضطرة إلى اتخاذ قرارات عاجلة على صعيد الطاقة.
ومن شأن هذه القرارات أن تضع بريطانيا على الطريق، أو تجعلها تخرق، التزامات حكومتها فيما يتعلق بالوصول إلى صفرية الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050.
هل تجعل هذه القرارات الأولوية للبحث عن مزيد من مصادر الطاقة المتجددة على حساب الوقود الأحفوري الذي يزيد حرارة كوكبنا؟ وهل تعطي هذه القرارات الضوء الأخضر لمشروعات النفط والغاز الجديدة في بحر الشمال؟ هل تشجع القيادة الجديدة صناعة التكسير الهيدروليكي في بريطانيا؟
وفي إطار استراتيجية صفرية الانبعاثات الكربونية، تعهدت حكومة بريطانيا بإزالة الكربون من عملية توليد الكهرباء بحلول عام 2035. ولكي يتحقق ذلك، ثمة حاجة إلى توسّع كبير في استخدام الطاقة المتجددة.
[ad_2]