روسيا وأوكرانيا: إلى أين تتجه سفن الشحن الأوكرانية بعد اتفاقية نقل الحبوب؟
[ad_1]
- بول آدامز
- مراسل الشؤون الدبلوماسية – بي بي سي
وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية بأنها “اتفاقية العالم”.
وكان غوتيريش قد صرح في كلمة ألقاها في مدينة اسطنبول التركية، يوم 22 يوليو/تموز الماضي، أن مبادرة شحن الحبوب عبر البحر الأسود ستوفر إغاثة لـ “أكثر الناس تضررا ممن هم على حافة المجاعة”.
وسمحت الاتفاقية، التي أبرمت مع روسيا وأوكرانيا الشهر الماضي، للسفن التي تحمل منتجات غذائية أوكرانية مطلوبة بشدة، بمغادرة موانيء البلاد على البحر الأسود لأول مرة منذ بدء الحرب.
واستطاعت أكثر من 50 سفينة حتى الآن، بعد مرور شهر، الصمود أمام المخاطر ومغادرة أوكرانيا، الأمر الذي ساعد في توريد ما يربو على 1.2 مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى.
ولم يكن للحرب الدائرة على مقربة منها أدنى تأثير حتى الآن، مما شجع على انضمام مزيد من السفن.
ولكن إلى أين يذهب الغذاء؟
لم يكن للاتفاقية، التي دأبت الأمم المتحدة على التأكيد بشدة على أنها ضرورية لحماية ملايين الأشخاص من الجوع، سوى بعض المزايا المتواضعة.
ووصلت أول سفينة تحمل مساعدات غذائية برعاية برنامج الأغذية العالمي إلى وجهتها مؤخرا.
وكانت السفينة “بريف كوماندر”، التي غادرت ميناء بيفديني الأوكراني في 16 أغسطس/آب ورست مؤخرا في جيبوتي تحمل 23 ألف طن من القمح مخصصة لمناطق متضررة في جنوبي إثيوبيا.
ويرعى برنامج الأغذية العالمي سفينة شحن ثانية، “إم في كارتيريا”، وهي جاهزة لنقل 37500 طن من القمح إلى اليمن، في ظل حاجة ماسة إليه.
ويقول مسؤولون في المنظمة إنهم يأملون في تتابع شحنات أخرى.
بيد أن هذه الكميات تعد صغيرة جدا، مقارنة بعام 2021، الذي شهد توزيع برنامج الأغذية العالمي 4.4 مليون طن من المساعدات الغذائية في شتى أرجاء العالم، ثُلث هذه الكمية كانت من أوكرانيا.
ويعترف مسؤولو الأمم المتحدة أن هذه بداية متواضعة، ويقول غريغ بارو، كبير المتحدثين باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة: “لابد من الفصل بين ما نفعله والوضع في ظل فتح الموانئ بالكامل وإغراق السوق بهذه الكمية الهائلة من الحبوب”.
من دون شك فإن ظهور الحبوب الأوكرانية في السوق الدولية بعث الطمأنينة في شتى أرجاء العالم.
ويقول جون بيرجين، المدير التجاري لدى مؤسسة “إتش آند آر هول” للتصدير والاستيراد، المستورد الأيرلندي الرئيسي لعلف الحيوانات: “إنها أخبار سارة للزراعة الأيرلندية”.
وكانت سفينة “نافي ستار”، قد استُقبلت بحفاوة بعد أن وصلت مؤخرا إلى مدينة فوين على الساحل الغربي لأيرلندا، وتحمل 33 ألف طن من الذرة.
وجرى تحميل شحنة السفينة في 24 فبراير/شباط، وهو نفس اليوم الذي بدأ فيه الغزو الروسي.
ويتذكر بيرجين: “كان على متن هذه السفينة في صباح اليوم الذي بدأت فيه الحرب 28 ألف طن. لم تستطع الشركة الموردة إخراج السفينة على الإطلاق، بعدها أصبح الميناء ملغما وتوقف كل شيء”.
وأدت الحرب إلى توقف الصادرات الأوكرانية، الخاصة بالفترة من ديسمبر/كانون الأول إلى أبريل/نيسان، الأمر الذي دفع إلى زيادة أسعار الحبوب، المتأثرة بالفعل بجائحة فيروس كورونا والجفاف في أماكن أخرى، لكنها انخفضت مرة أخرى مؤخرا.
وقال ألكسندر كارافايتسيف، كبير الاقتصاديين في مجلس الحبوب الدولي: “كان متوسط أسعار التصدير أعلى بنحو 30-40 في المئة قبل اندلاع الصراع”.
وأضاف: “الآن أعلى بنسبة 8 في المئة، لذلك سجلت الأسعار تراجعا بشكل ملحوظ”.
وفي ظل إفراغ صوامع الحبوب وإطلاق السفن التي كانت محاصرة في وقت سابق، تأمل قطاعات أعمال في تحسن الأحوال مستقبلا.
وقال متحدث باسم شركة “فيتيرا”، وهي شركة تعمل في مجال تصدير الحبوب وبذور استخراج الزيوت ولها مكانة بارزة في أوكرانيا: “ثمة تفاؤل بمواصلة تداول المنتجات الزراعية”.
وأضاف: “نرصد رغبة متزايدة من أصحاب السفن لدخول الموانئ الأوكرانية، والتي سوف تزداد بالفعل إذا توفر ممر آمن”.
وعلى الرغم من إبرام الاتفاقية في اسطنبول في يوليو/تموز، لا تزال تكاليف الشحن ضعف ما كانت عليه قبل الحرب، مما يعكس التوتر المستمر بشأن المخاطر المحتملة ذات الصلة بدفع السفن إلى منطقة حرب.
ومن المرجح أن يمنع هذا التوتر أوكرانيا من تحقيق أهداف تحتاجها للحصول على الإيرادات اللازمة بشدة من أجل اقتصادها المتعثر.
وتقول بريدجيت دياكون، مراسلة بيانات لويدز ليست: “يرغبون في تحقيق هدف يتمثل في خمسة ملايين طن شهريا. إنه طموح”.
ويبدو في الوقت الراهن أن شركات الشحن الصغيرة، والعديد منها شركات تركية، مستعدة لتحمل المخاطر، في ظل تراجع شركات كبرى مؤثرة في القطاع حاليا.
وتقول نداء بخش ، كبيرة مراسلي الأسواق في لويدز ليست: “يضعون رغبتهم في الحفاظ على سلامة السفينة وسلامة الطاقم أولوية قصوى، إذ لا يستطيعون ضمان سلامتهم”.
الوقت يمر، والاتفاقية التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا مدتها 120 يوما فقط، ويمكن تمديدها في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، بشرط موافقة روسيا وأوكرانيا.
وتعتبر الأمم المتحدة، التي وضعت آمالا كبيرة في نجاح الاتفاقية، توقف العمل بالاتفاقية بعد أربعة أشهر فقط كارثيا، ويقول غريغ بارو من برنامج الأغذية العالمي: “سوف يعاني العالم إذا توقفت السوق مرة أخرى”.
تُبرم اتفاقيات الحبوب عادة لمدة تتراوح بين 18 شهرا إلى عامين، وفي ظل عدم التنبؤ بحالة الاقتصاد الأوكراني خلال عامي 2023 و2024، سوف يستغرق الأمر بعض الوقت قبل عودة الثقة.
والآن ماذا حدث للسفينة “رازوني”، أول سفينة تغادر أوكرانيا، وسط ضجة كبيرة، في بداية شهر أغسطس/آب؟
لا تزال قائمة الأمم المتحدة تحتوي على عبارة “سوف يتحدد” في خانة وجهة السفينة، وهو اعتراف محرج بأن 26 ألف طن من الذرة على متن السفينة لم تصل أبدا إلى الميناء المقصود، طرابلس في لبنان.
فعندما رفض المشتري الأصلي الشحنة، بحجة مخاوف تتعلق بالجودة على ما يبدو، بدأت السفينة “رازوني” رحلة غير مباشرة شرقي البحر الأبيض المتوسط، مع إغلاق جهاز الإرسال والاستقبال بها، تفاديا لتعقبها.
ثم أفرغت في النهاية معظم حمولتها في ميناء طرطوس السوري.
ولا يوجد شيء غير قانوني في توصيل الغذاء إلى سوريا، أو شيء غير معتاد في أن تغير السفن وجهتها، بيد أن رحلة “رازوني” السرية تظهر أنه في عالم تجارة الحبوب المعقد، لا يمكنك دائما التأكد من المكان الذي تنتهي فيه شحنات معينة.
[ad_2]
Source link