العراق: هل هناك مخرج سياسي للأزمة بعد كلمة الصدر؟
[ad_1]
في تحرك لنزع فتيل العنف الذي تصاعد في العر اق، دعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في مؤتمر صحفي اليوم أنصاره إلى الانسحاب من أمام البرلمان وإلغاء اعتصامهم خلال 60 دقيقة، مشددا على رفضه للعنف ” الذي شاب ثورة التيار الصدري”، وموجها الشكر إلى قوات الأمن العراقي. وقد استجاب أنصار التيار الصدري، وانسحبوا من أمام البرلمان.
وأشاد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بما وصفه بـ”المسؤولية الأخلاقية” للصدر، أما رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، فقال إن تلك الدعوة تمثل “مبادرة شجاعة تستحق الثناء”. كما رحبت بعثة الأمم المتحدة في العراق بـ”الإعلان المعتدل” للصدر.
وكان مقربون من الصدر قد ذكروا في وقت سابق إعلانه الإضراب عن الطعام حتى تنتهي أعمال العنف التي يشهدها العراق.
وعقب كلمة الصدر، رفعت السلطات العراقية حظر التجول الذي فرضته أمس في بغداد وجميع محافظات البلاد مع اندلاع العنف. كما أعلن تجمع معارض للصدر إنهاء اعتصام أنصاره قرب الجسر المعلق وسط بغداد بعد ساعات من انسحاب أنصار الصدر من المنطقة الخضراء.
وكانت الأحداث قد توالت في العراق عقب إعلان الصدر اعتزال العمل السياسي حيث اندلعت اشتباكات بين مؤيديه وخصومه السياسيين المدعومين من إيران، ووصلت تلك الاشتباكات إلى المنطقة الخضراء التي سقطت فيها 4 صواريخ، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 23 شخصا وإصابة المئات.
ومن جانبها، أرجأت المحكمة الاتحادية العليا نظر الدعوى التي يطالب فيها الصدريون بحل البرلمان. وكان التيار الصدري قد رفع هذه الدعوى رغم تأكيد مجلس القضاء الأعلى عدم امتلاكه صلاحية حل مجلس النواب، ردا على طلب الصدر، من أجل التوجه لانتخابات مبكرة.
وارتفعت منذ الأمس الدعوات المطالبة بالتهدئة من مختلف الأطراف، فقد أعلن خميس الخنجر رئيس “تحالف السيادة”، الذي يمثل العرب السنة في العراق، عن مساع لـ”مبادرة عاجلة لوأد الفتنة”.
كما طالبت قيادات في “الإطار التنسيقي” أيضا بالتهدئة مثل زعيم تحالف الفتح هادي العامري، في وقت أكد فيه زعيم “الحشد الشعبي” فالح الفياض ضرورة اللجوء إلى الحوار.
ويشهد العراق أزمة سياسية، زادت حدتها منذ 30 يوليو/ تموز الماضي، عندما بدأ أنصار التيار الصدري اعتصاما داخل المنطقة الخضراء في بغداد، رفضا لترشيح تحالف “الإطار التنسيقي” محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، ومطالبة بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.
وشهد أغسطس/آب الجاري تصعيدا بين المكونين الشيعيين، وهما التيار الصدري بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر، والإطار التنسيقي الشيعي، الذي يضم مجموعة من القوى الحليفة لإيران، وفصائل الحشد الشعبي، حيث انتقل الصراع بينهما إلى الشارع، عبر اعتصامات للجانبين.
ماذا يريد مقتدى الصدر؟
كان مقتدى الصدر قد أعلن الإثنين اعتزاله العمل السياسي وعدم التدخل في الشؤون السياسية بشكل نهائي وإغلاق مؤسسات تابعة له.
وقال الصدر، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: “كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية، والآن أعلن الاعتزال النهائي، وغلق كافة المؤسسات، إلا المرقد الشريف (مزار ديني شيعي) والمتحف الشريف، وهيئة تراث آل الصدر”.
وأضاف قائلا: “الكل في حل مني، وإن مت أو قتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء”. ومضى يقول: “إنني لم أدع يوما العصمة أو الاجتهاد ولا حتى القيادة وإنما آمر بالمعروف وناه عن المنكر”.
وحول مسيرته السياسية السابقة، قال الصدر: “ما أردت إلا أن أقوم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية، باعتبارها الأغلبية، وما أردت إلا أن أقربهم إلى شعبهم، وأن يشعروا بمعاناته”.
وكان زعيم التيار الصدري قد اقترح السبت في مبادرة جديدة، تنحي جميع الأحزاب السياسية لوضع حد للأزمة في العراق.
وقال في بيان نقله عنه صالح محمد العراقي المعروف بـ”وزير الصدر”، إن “هناك ما هو أهم من حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة”.
وأضاف قائلا: “الأهم هو عدم اشتراك جميع الأحزاب والشخصيات التي اشتركت بالعملية السياسية منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003 وإلى يومنا هذا بما فيهم التيار الصدري”.
تحدي إيران
أشارت تقارير إلى تصاعد الخلافات مؤخرا بين الصدر من جانب وإيران وأنصارها في العراق من جانب آخر.
وكشف تقرير لوكالة رويترز للأنباء تفاصيل اللقاء الذي جرى في 8 فبراير/ شباط الماضي عندما زار القائد العسكري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الصدر في منزله.
وقالت رويترز إن اللقاء لم يسر على ما يرام. فبحسب 4 مسؤولين عراقيين وإيرانيين مطلعين على تفاصيل المقابلة التي استغرقت نصف الساعة بمدينة النجف، استقبل الصدر القائد الإيراني بجفاء واضح حيث كان يضع على كتفيه كوفية الجنوب العراقي بلونيها الأبيض والأسود ويضع عباءة بنية، في هيئة محلية متعمدة تتناقض مع الثياب السوداء بالكامل والعمامة الشيعية التي يعتمرها عادة في المناسبات العامة.
وكان ملبس الصدر، حسبما قال المسؤولون، ينقل رسالة سياسية قومية خلاصتها: العراق، كدولة عربية ذات سيادة، سيشق طريقه بنفسه، دون تدخلات من جارته الفارسية، على الرغم من الروابط الطائفية بين البلدين.
وتحدى الصدر القائد الإيراني بحسب أحد المسؤولين وقال: “ما علاقة السياسة العراقية بكم؟ لا نريدكم أن تتدخلوا”.
ولم ترد الحكومة الإيرانية على طلبات أُرسلت إلى وزارة خارجيتها ووفدها في الأمم المتحدة للحصول على تعليق. كما لم يرد مكتب الصدر على أسئلة من رويترز.
وكان الصدر، حسبما ذكر المسؤولون، يغمره شعور بالثقة بعد سلسلة من المكاسب السياسية حققها تحالفه العراقي الناشئ (إنقاذ وطن) أمام إيران وأنصارها الذين يرون طهران أفضل حليف للحفاظ على السلطة وكبح أي نفوذ متجاوز سواء من الغرب أو من دول عربية سنية.
وفي عام 2019، انضم أنصاره إلى احتجاجات مناهضة للفساد أطاحت بحكومة قادتها أحزاب متحالفة مع إيران. وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تفوق مؤيدوه على تلك الأحزاب في الانتخابات البرلمانية، مما فتح الباب أمام تشكيل حكومة يمكن أن تُخرج العراق بالكامل من فلك إيران.
ومن هنا جاءت زيارة قاآني.
وكان القائد الإيراني متوجسا حسبما ذكر المطلعون على تفاصيل الزيارة.
فقد ظل يسعى إلى الاجتماع لأشهر، ودأب على زيارة العراق، وفي مرة صلى علانية عند قبر والد الصدر. ونقل المسؤولون الإيرانيون عن قاآني قوله إنه إذا ضم الصدر حلفاء طهران إلى أي ائتلاف، فستعتبر إيران الصدر الشخصية السياسية الشيعية الرئيسية بالعراق، وهي إيماءة ليست بالهينة بين القيادة الشيعية المنقسمة.
وظل الصدر ثابتا، وشدد في تغريدة عقب الاجتماع على التزامه بحكومة خالية من التدخل الأجنبي. وقال في الرسالة الخطية التي نُقلت بالمسح الضوئي على تويتر “لا شرقية ولا غربية.. حكومة أغلبية وطنية”.
كان هذا الصد أكبر بكثير من كون الأمر مجرد اجتماع فاشل.
وفي الأشهر التي تلت ذلك، لم يشكل الصدر وحلفاؤه ولا الأحزاب المتحالفة مع إيران ائتلافا لخلافة الإدارة المؤقتة بقيادة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وهو مرشح توافقي يدير الحكومة إلى أن يقر البرلمان إدارة جديدة تحل محله حكومته.
وأدى التوتر المتأجج بين الفصائل المتحالفة مع إيران والفصيل المسلح التابع للصدر إلى عمليات قتل مستهدفة لخمسة على الأقل بين هذين المعسكرين على مدى أسبوعين في فبراير/ شباط الماضي.
وما كان من جهود الصدر للتصدي لمناورات إيران ودحرها إلا أن دفعتها ووكلاءها إلى شن هجوم مضاد سياسيا وعسكريا، بما في ذلك توجيه ضربات صاروخية إلى حلفاء محتملين له سواء الأكراد في شمال العراق أوالمسؤولين في دولة الإمارات.
وبلغت خيبة الأمل من الصدر مبلغها بسبب جمود الوضع والضغط الإيراني حتى أنه أمر في يونيو/ حزيران الماضي نواب تياره في البرلمان البالغ عددهم 73 نائبا، أي ما يقرب من ربع أعضاء البرلمان، بالانسحاب من المجلس.
وفي يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، قاد الصدر الآلاف من أنصاره في اعتصام طويل بالمجلس لم ينته إلا اليوم.
ورغم التهدئة الأخيرة من قبل الصدر فإن الأزمة السياسية مازالت مستمرة، ويتحدث كثيرون، عن احتمالات تدخل المرجعية الدينية العليا في النجف، متمثلة في السيد على السيستاني لتهدئة الموقف، إلا أن مراقبين يرون أن المرجعية تحرص على لعب دور غير معلن، وعبر أطراف أخرى، وأنها لن تنتقل لمرحة التدخل الصريح، إلا في حال تطورت الأمور، إلى مايهدد السلم والأمن المجتمعيين.
هل مازال هناك مجال لحل سياسي للأزمة بعد كلمة الصدر؟
من برأيكم يقدر على لجم التناحر السياسي في العراق، والحيلولة دون اندلاع العنف؟
لماذا تعثر المسار السياسي منذ الانتخابات الأخيرة؟
برأيكم، ماذا يريد مقتدى الصدر؟
كيف ترون دور الأطراف الإقليمية والدولية فيما يجري من صراع سياسي في العراق؟
هل تتدخل المرجعية الدينية العليا ممثلة في السيستاني لحل الأزمة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 31 أغسطس/آب
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link