بي بي سي: مقدمة أخبار سابقة في المؤسسة تثير اسئلة عن دور الحكومة في توجهاتها
[ad_1]
حذرت إميلي ميتليس، مقدمة برنامج “نيوز نايت”السابقة على تلفزيون بي بي سي، وهو برنامج مسائي يقدم تغطية شاملة لأهم الأخبار المحلية والدولية، من أن الضغط السياسي المتزايد، دفع وسائل الإعلام إلى فرض رقابة ذاتية مشددة على نفسها، متسائلة عن حقيقة “الحيادية” و”التوازن” اللذين تلتزم بهما مؤسسة بي بي سي الإعلامية البريطانية.
وأوضحت ميتليس، الوجه الإعلامي المعروف في بريطانيا ومقدمة البرامج الإخبارية أن “التوبيخ” الذي تلقته من رؤساء المؤسسة بشأن عدم التزامها بالحياد فيما قالته على الهواء حول دومينيك كامينغز، كبير المستشارين السابق لرئيس الوزراء البريطاني، كان “يفتقر إلى المنطق”.
وكانت بي بي سي قد قالت عام 2020، إن ميتليس خالفت قواعد النزاهة وعدم التحيز، التي تلتزم بها المؤسسة الإعلامية، حين قالت على الهواء مباشرة “إن البلد بأكمله يمكن له أن يرى” أن مستشار رئيس الوزراء آنذاك قد خرق قواعد الإغلاق المفروضة لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
وقالت ميتليس، التي تركت العمل في بي بي سي، إن قرار المؤسسة الذي اتخذ “بدون اتباع أي نوع من الإجراءات القانونية الواجبة”، ربما كان يحمل “رسالة تطمين” للحكومة.
وردا على ذلك، قال متحدث باسم بي بي سي إن المؤسسة الإعلامية “تولي أهمية قصوى للنزاهة والدقة الواجبة، ونحن نطبق هذه المبادئ على تقاريرنا بشأن جميع القضايا”.
وأضاف “كما أوضحنا سابقا، فيما يتعلق ببرنامج نيوز نايت، فإننا لم نتخذ الإجراء نتيجة أي ضغوط من الرقم 10 (مقر رئيس الوزراء في داونينغ ستريت) أو الحكومة، وأي إشارة إلى خلاف ذلك هي خاطئة. لقد وجدت بي بي سي أن البرنامج انتهك معايير سياستها التحريرية، وهذا القرار لا يزال معتمدا”.
“لماذا لم تتبع بي بي سي الإجراءات الواجبة؟”
وفي كلمة ألقتها ميتليس مؤخرا في مهرجان التلفزيون في إدنبره، قالت “لماذا سعت بي بي سي على الفور، وبشكل علني إلى تأكيد رأي المتحدث باسم الحكومة، ومن دون المرور بأي نوع من الإجراءات القانونية الواجبة؟”.
وفي إشارتها إلى قرار بي بي سي، قالت “إنه غير منطقي بالنسبة لمؤسسة تشتهر بصرامتها المثيرة للإعجاب بما يتعلق باتباع الإجراءات، إلا إذا كانت ترسل ربما رسالة تطمين مباشرة إلى الحكومة نفسها؟”.
وأضافت “مع الأخذ بالحسبان أن في مجلس إدارة بي بي سي، يوجد الآن عضو نشط آخر من حزب المحافظين وهو المستشار الإعلامي لداونينغ ستريت والمستشار السابق لـ جي بي نيوز ، منافسة بي بي سي، يجلس هناك بصفته حكما في حيادية بي بي سي”.
ويعتقد أن ميتليس كانت تشير إلى السير روبي غيب، الذي سبق أن عمل مديرا للاتصالات لدى رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي.
كما قالت ميليتس إن كامينغز اتصل بها شخصيا لتقديم دعمه، وسط كل تلك الضجة التي أثيرت آنذاك.
وقد قال كل من كامينغز، ورئيس الوزراء بوريس جونسون، في ذلك الحين، إن المستشار (كامينغز) لم يخالف القواعد.
وفي حديثها خلال المحاضرة الرئيسية في المهرجان التلفزيوني في إدنبرة ، قالت ميتليس إن وسائل الإعلام فشلت في التعامل مع “تعديات” الساسة الشعبويين، مخاطرة بفقدان ثقة الجماهير نتيجة لذلك.
وتعود القصة إلى مايو/ أيار عام 2020، حين تحدثت ميتليس في إحدى حلقات برنامج “نيوز نايت” عن الرحلة التي قام بها كبير مستشاري رئيس الوزراء إلى قلعة بارنارد في أوج انتشار فيروس كورونا وأثناء فرض الإغلاق في المملكة المتحدة، وقالت “لقد انتهك دومينيك كامينغز القواعد، يمكن لكل البلد رؤية ذلك، والصادم أن الحكومة لا تستطيع (رؤيته)”.
وقالت ميتليس إن “إدارة بي بي سي نيوز تلقت مكالمة شكوى هاتفية من داونينغ ستريت” في صباح اليوم التالي، وسرعان ما قررت مؤسسة بي بي سي، أن ما قالته مقدمة البرنامج، قد انتهك قواعد “الحيادية الواجبة”.
وفي إشارة إلى هذا القرار، أبدت ميتليس استغرابها من موقف مؤسسة مثل بي بي سي، تشتهر بصرامتها باتباع الإجراءات، متسائلة عما إذا كان الغرض من ذلك هو إرسال “رسالة تطمين للحكومة”.
كما تلقت المؤسسة أكثر من 20000 شكوى بخصوص ما قالته ميتليس على الهواء خلال برنامجها.
لكن مقدمة البرامج المعروفة قالت إن الصحافة تعرضت لهجوم أوسع نطاقا من جانبي المحيط الأطلسي خلال السنوات الأخيرة، وإن المؤسسات الإعلامية “كانت مستعدة للتراجع، بل والاعتذار، وهذا يشي بمستوى العدالة الصحفية التي وصلنا إليها”.
رقابة ذاتية مشددة
وقالت ميتليس إن العديد من الصحفيين الآن يمارسون الرقابة الذاتية لكي يظهروا متوازنين ويتجنبوا ردود الفعل المضادة العنيفة، مضيفة أن “الطريقة التي يستخدم بها الخطاب الشعبوي لتشويه سمعة الصحفيين تتحول إلى شكل معقد من’الرقابة الناعمة'”.
وأشارت إلى أن تجنب بي بي سي وسائل إعلامية أخرى الحديث عن كامل تأثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، هو في رأيها “كأنه مؤامرة على الشعب البريطاني”.
وأثناء حديثها، عادت ميتليس بالذاكرة إلى الوقت الذي كانت فيه تقدم التغطية الإخبارية في برنامج نيوز نايت، وقالت “كان المعدون يحتاجون إلى نحو خمس دقائق لكي يجدوا 60 خبيرا اقتصاديا لديهم مخاوف من تأثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وخمس ساعات للعثور على صوت وحيد يتبنى البريكسيت”.
وأضافت “ولكن حين نصبح على الهواء، يكون لدينا في البرنامج بكل بساطة خبير ضد (البريكسيت) مقابل خبير مع (البريكسيت). وكنا نقدم ذلك الجهد غير المتكافئ لجمهورنا على أنه توازن. لكن الأمر لم يكن كذلك”.
ووصفت ذلك بـأنه “أسلوب صحافة قصيرة النظر” و”حيادية مزيفة”، وشيء “نقيد أنفسنا لأجله”، وهو في نهاية المطاف يؤدي إلى خلق “توازن سطحي مع حجب حقيقة أعمق”.
وأشارت إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وقالت”كما أصبحنا نفهم الآن، فعندما نسمع عبارة ‘أخبار مزيفة’ يجب أن نفهمها من خلال تعريف ترامب نفسه – أي محاولة واعية لتشويه السمعة والتحقير – ودعونا لا نتعب أنفسنا بالتساؤل في ما إذا كان هذا صحيحا”.
“كما كنا نعرف هذه الاستعارات بعمق ونتعامل معها كأنها أصدقاء قدامى محزنين نوعا وخبثاء قليلا، كلما أصبحنا مجهزين بشكل أفضل لانتقادها”، كما قالت.
وأضافت أن الصحفيين اليوم، ومن ضمنهم هي نفسها، ساعدوا في “تطبيع العبث”، ولكن في المستقبل “بينما لا يتعين علينا أن نكون نشطاء في حملات، فيجب أيضا أن لا نكون مجاملين، ولا متواطئين، أو متفرجين”.
وكانت ميتليس وزميلها جون سوبيل، أعلنا في فبراير/شباط أنهما يغادران بي بي سي، لإطلاق بودكاست جديد، وتقديم برنامج إذاعي على LBC.
[ad_2]
Source link