الإنجاب: هل يمكنني ذلك في عمر الـ 40 ؟
[ad_1]
- نغم قاسم
- بي بي سي نيوز عربي
عمتي أنجبت في عمر الـ 45، صديقتي أنجبت في عمر الـ 47، جارتي أنجبت في عمر الـ43، هذه عبارات متداولة بين النساء في المنطقة العربية.
رغم ذلك، لا تنفصل هذه العبارات عن تحذير النساء من التأخر في الحمل “لأنهن لن يستطعن الإنجاب بعد سن معين أما الرجال فيمكنهم الإنجاب في أي عمر”.
فما مدى الدقة العلمية لهذا التحذير؟ وهل عمر الأربعين علامة فارقة في حياة المرأة وحدها؟
تقول الطبيبة هند عبد السلام لبي بي سي إن كثيرا من النساء يتوقعن أنهن إذا وصلن لهذا العمر لا يمكنهن الإنجاب، وأحيانا يتم تخويفهم من جانب المحيطين بهم بأن فرصهن في الحمل أصبحت معدومة، وهذا غير حقيقي على الإطلاق فالأمر يختلف من سيدة لأخرى، وهناك نساء يمكنهن الحمل في الثامنة والأربعين وبعدها.
وبحسب الأطباء فإن المرأة التي تسعى للإنجاب بعد عمر الـ 35 ، تحتاج لرعاية طبية خاصة لأنها تكون عرضة لمخاطر مختلفة عن مثيلاتها من الحوامل في عمر أقل من 35 عاما. فالمشكلة في هذا السن هي أنه إذا كان هناك عامل وراثي، كأن يكون الزوج والزوجة أقرباء، أوتكون هناك مشكلة جينية، ستكون فرص ظهورها على الأجنة أكبر.
سن الخصوبة
هناك اختلافات في القدرات الإنجابية للنساء والرجال، أهمها يتعلق بسن الخصوبة. فبالنسبة للمرأة يحدث تدهور تدريجي في خصوبتها بدءا من سن الـ 35 . و السبب في ذلك يرجع إلى أن المرأة تولد بجميع البويضات التي قد تنتجها طوال حياتها ثم يتضاءل هذا العدد مع تقدم العمر. فتولد المرأة بنحو مليوني بويضة ، وتقل إلى 400 ألف عند البلوغ، ثم إلى 25 ألفا عندما تبلغ عمر الـ 37 عاما إذ تفقد معظم النساء 90% من بويضاتهن في هذا العمر، إلى أن يصل مخزون المرأة من البويضات إلى 1000 بويضة فقط عندما تبلغ سن الـ 51 عاما.
وهكذا تقل فرص حدوث الحمل كل شهر تدريجيا، لتصل إلى 5% فقط بين النساء من عمر الـ 40 وما بعده، أي ان فرص حدوث حمل تظل موجودة ولكن بنسبة أقل. وهذا يختلف أيضا بين امرأة وأخرى.
على الجانب الآخر، معدلات الخصوبة لدى الرجال تنخفض كما يحدث للنساء بعكس ما هو شائع، لكنها تنخفض في وقت متأخر وببطء أكثر من النساء. فمعدل الخصوبة عند الرجال يبدأ في الانخفاض ما بين عمر الـ 40 إلى 45 عاما.
وبعكس البويضات لدى النساء، ينتج الرجال حيوانات منوية طيلة العمر، لكن جودة هذه الحيوانات تقل مع تقدم العمر والإنجاب يرتبط بجودة كل من البويضة والحيوان المنوي وليس فقط القدرة على إنتاج الحيوانات المنوية.
فكلما زاد عمر الرجل زادت احتمالات وجود طفرات في المادة الوراثية لهذه الحيوانات المنوية وبالتالي زادت احتمالات الولادة قبل الآوان، ونقص وزن الطفل عند الولادة.
ووفقا للأبحاث العلمية تزيد معدلات ولادة أطفال مصابين بالتوحد وفرط الحركة ونقص الانتباه، وكذلك فرص حدوث إجهاض بين الأطفال الذين تجاوز أباؤهم عمر الأربعين.
ومع ذلك يركز الأطباء في غالبية الأحيان على عمر المرأة وحدها باعتبارها المحدد لميلاد طفل سليم من عدمه.
الحمل فوق الأربعين
دعاء الصفتي، تقول لبي بي سي “بعد أن أتممت الأربعين بنحو 6 أشهر، اكتشفت أنني حامل وكانت مفاجأة غير متوقعة على الإطلاق”.
أخفت دعاء عن الجميع خبر حملها لأنها كانت تخشى من التعليقات التى يمكن أن تكون “مسيئة في بعض الأحيان، كأن يقول أحد هل لا زالت لديك طاقة للإنجاب، أو عليك التفكير في تزويج أولادك بدلا من أن تفكري في الإنجاب”. ولهذا كانت ترتدي دعاء طوال فترة الحمل ملابس فضفاضة وتتجنب الحديث عن حملها.
المشكلة بحسب دعاء لم تكن في العائلة، فأسرتها كانت تدعمها و تقدم لها النصيحة و تخبرها عن نساء أخريات أنجبن فوق عمر الـ 40 وهن بصحة جيدة و أبنائهن أيضا بصحة جيدة، لكن بعض الأصدقاء والأطباء أسهموا في “تخويف” دعاء.
حكت لي دعاء على رحلة طويلة ومجهدة في البحث عن طبيب داعم وتحكي “أول طبيبة ذهبت إليها قالت لي أنت كبيرة في السن ولابد من توليدك قبل الدخول في الشهر التاسع خوفا من أي مضاعفات، وأخرى كانت مصرة على توليدي بشكل قيصري رغم عدم حاجتي لذلك، وطبيب آخر وصف لي الكثير من الأدوية لتثبيت الحمل بدعوى أنى معرضة للإجهاض لأن سني كبير وأدوية لسيولة الدم لأن سني كبير، ولم أكن في حاجة إلي كل هذه الأدوية كما عرفت من الأطباء الذين زرتهم من بعد وكل هذا بدعوى أني كبيرة في السن”.
وتضيف دعاء “كنت خائفة للغاية، أعرف أنه بعد عمر الأربعين تنخفض جودة البويضات بشكل كبير، وهو ما يمكن أن يؤثر على الجنين كأن يولد مشخصا بمتلازمة داون أو مشوها أو لديه مشكلات خلقية”.
لم يكن الخوف على الجنين وحده هو المسيطر على تجربة حمل دعاء وإنما الخوف على نفسها أيضا خصوصا في ظل إصرار الأطباء على “تخويفها من التجربة، كنت قلقة ومهووسة على نفسي وكنت أقيس الضغط والسكر أكثر من 4 مرات في اليوم خصوصا أنه لدي عائلتي تاريخ من الإصابة بأمراض الضغط و السكر فوق عمر الـ 40”.
” العمر الأمثل”
أنجبت دعاء طفلها الخامس عمار مطلع هذا العام وهو بصحة جيدة، كما أن دعاء بصحة جيدة وتقول “ليس هناك عمر محدد للإنجاب ولكن هناك استعدادا جيدا للإنجاب، أنجبت أربع مرات قبل عمار لكن هذه المرة مختلفة تماما، أشعر أني أكثر نضجا وخبرة من ذي قبل، هذه المرة رغم كل المخاوف استمتعت بالتجربة كثيرا”.
أحيانا تشعر دعاء أن عمار محظوظ بها وبخبرتها السابقة لكنها أحيانا تكون مشفقة عليه “عندما أذهب لإعطائه التطعيمات المقررة أجد نفسي أكبر من كل الأمهات الموجودات حولي، أخشي أن اتركه مبكرا لكن في نفس الوقت أشعر أني أجيد التعامل معه أكثر من الأخريات”.
سألنا رجالا ونساء في عدة دول عربية عن العمر الأمثل للإنجاب فركزوا جميعا على عمر المرأة دون الرجل. ورجحت غالبيتهم أنه العشرينيات، وأجمع الكل على أن النساء لا يمكنهن الإنجاب بعد عمر الخامسة والثلاثين، وهو الأمر غير الصحيح عمليا.
تقول الطبيبة هند عبد السلام، لا يوجد ما يخيف في هذا العمر، الأمر كله يتعلق بالحاجة لرعاية طبية كبيرة،”لو هناك أي عادات كالتدخين أوتناول المشروبات الكحولية من المفترض أن تتوقف الأم عنها، كذلك لابد من المحافظة على مستوى السكر في الدم وعلى الوزن لكي يكون طبيعيا”.
وتنصح الدكتورة هند الحوامل في عمر الـ 40، بالمواظبة على التمارين الرياضية والتغذية الصحية السليمة وتناول الفيتامينات اللازمة خلال الحمل، وضرورة المواظبة على تناول حمض الفوليك لتجنب أي مشكلات صحية أوتشوهات للجنين.
و يشدد الأطباء على أن فرص النساء فوق سن الـ 40 في الإجهاض بعد عمليات التلقيح الاصطناعي أكبر مقارنة بأقرانهن من النساء في الثلاثينيات أو أواخر العشرينيات . لكن هذا التحذير لا يعنى أنهن لن يستطعن الإنجاب سواء عبر التلقيح الاصطناعي أو حتى الغنجاب بصورة طبيعية.
كذلك الحال بالنسبة للقدرة على الإرضاع الطبيعي و التى تظل تتمتع بها النساء حتى بعد فترة انقطاع الطمث. وكما تختلف فترة الخصوبة بين امرأة وأخرى تتفاوت القدرة على الإنجاب بين امرأة و أخرى و لا يستطيع أحد التنبؤ بها.
[ad_2]
Source link