أنس جابر تتحدث عن رحلتها إلى نهائي ويمبلدون بعد تهديدات بالقتل
[ad_1]
- بيرز إدواردز
- بي بي سي سبورت أفريقيا
بعد أن تذوقت بهجة محبة الجمهور التونسي الكبيرة بفضل نجاحها التاريخي في الوصول إلى نهائي بطولة ويمبلدون للتنس، قد تكون أنس جابر ابتسمت لنفسها ابتسامة شجن، وتذكرت أن شعبيتها تلك كانت على المحك في وطنها الأم.
فقبل عامين فقط، وصف بعض التونسيين جابر، التي أصبحت أول امرأة أفريقية وعربية تصل إلى نهائي إحدى بطولات التنس الكبرى (الغراند سلام) الشهر الماضي، بأنها “خائنة”، حتى أنها تلقت تهديدات بالقتل.
وقالت لاعبة التنس ذات الـ27 عاما لبي بي سي: “كانت فترة صعبة للغاية بالنسبة لي”.
وأضافت: “هددوني الناس بالقتل لأنني لعبت [مباراة تنس]”.
والأسبوع المقبل تكرر المصنفة الخامسة عالميا محاولتها للفوز بأول لقب في البطولات الأربع الكبرى في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، بعد هزيمتها أمام منافستها الكازاخستانية، إيلينا ريباكينا، في نهائي ويمبلدون.
وإثر مسيرتها للنهائي في ويمبلدون، حظيت جابر بمقابلة الرئيس التونسي، قيس سعيد، الذي وصفها بأنها “بطلة كرمت تونس” ومنحها وسام الاستحقاق تقديرا لإنجازاتها.
ومثل ذلك تحولا ملحوظا عن فبراير/شباط 2020، عندما أعلنت وزارة الخارجية التونسية أن جابر تصرفت بما يخالف “الموقف الرسمي للدولة التونسية”.
لكن ما الذنب الذي اقترفته جابر؟
ذنب جابر هو أنها مثلت بلدها أمام لاعبة اختارها الاتحاد الدولي للتنس في ما يعرف الآن باسم كأس بيلي جين كينغ.
لم يكن الأمر مجرد مباراة تنس
كانت المشكلة أن منافستها من إسرائيل، التي لا تعترف بها تونس، تضامناً مع الفلسطينيين.
وقالت وزارة الخارجية في بيان “نرفض أي شكل من أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني حتى عندما يتعلق الأمر بالمباريات الرياضية”.
وأضافت أن “مشاركة المنتخب الوطني للتنس النسائي في مباراة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي يعتبر انتهاكاً لالتزامات تونس تجاه القضية الفلسطينية العادلة”.
وعُرف عن اتحاد التنس التونسي أنه يصدر تعليمات صارمة لبعض اللاعبين الذين واجهوا أمرا مشابها، على سبيل المثال عندما أعطيت تعليمات لمالك الجزيري بالانسحاب من مباراة ضد خصم إسرائيلي عام 2013.
وأدى هذا القرار إلى قيام الاتحاد الدولي للتنس بتعليق مشاركة تونس من بطولة كأس ديفيز لمدة عام واحد.
وقبل شهر من الخلاف بشأن جابر، كانت الأجواء محتدمة بالفعل عندما دعا سياسي إلى تحقيق وطني بعد أن لعب آرون كوهين ثلاث مباريات في تونس ممثلاً إسرائيل، بعد أن دخل البلاد بجواز سفر فرنسي.
وعلى الرغم من ذلك شعرت جابر أنها ملزمة باللعب كل من الفردي والزوجي أمام لاعبات من إسرائيل في العاصمة الفنلندية هلسنكي.
وتتذكر قائلة “لست متأكدة من أن أي شخص في الخارج يمكن أن يفهم هذا، لكن يمكنني القول إنها كانت مشكلة خطيرة للغاية. لم تكن مجرد مباراة تنس”. “لقد مررنا بوقت عصيب للغاية”.
وأضافت “لقد هددنا بالقتل. كان الأمر خطيرا. الرسائل كانت على وسائل التواصل الاجتماعي”.
فلماذا، بالنظر إلى السياق والتاريخ، لعبت وتحدت الأعراف التونسية؟
تفسر جابر الأمر قائلة “من الواضح أنه كان قرارًا صعبًا للغاية”.
وقالت “الجميع يعرف أننا ندعم فلسطين، وآمل أن تتحرر فلسطين في القريب العاجل. من الصعب رؤية الأطفال يموتون كل يوم، لكن القرار لم يكن عائدًا لي”.
وأضافت “لم يكن لدي خيار. أعلم أنه إذا لم ألعب، فسوف يتم معاقبتي. وربما يتم منعني [من اللعب] لمدة عامين أو ثلاثة أعوام.”
لذا فقد لعبت، وفازت في المباراتين وتمكنت من تعزيز مكانة تونس في عالم التنس النسائي الدولي، حتى إذا استتبع ذلك مخاوف على حياتها .
وقالت: “لم يكن الأمر سهلاً ولكن كان علينا المضي قدمًا”.
وفي مايو/أيار، خلال مباراة أصبحت فيه أول امرأة عربية تفوز بلقب إحدى بطولات الاتحاد الدولي للاعبات التنس المحترفات “دبليو تي آي 1000″، في بطولة مدريد المفتوحة.
وتحدثت جابر بوضوح ضد الخلط بين السياسة والرياضة ردًا على سؤال حول الحظر المفروض على لاعبين من روسيا وبيلاروسيا في ويمبلدون.
ثم أشارت بعد ذلك إلى تجربتها في هلسنكي، قائلة – في ذلك الوقت – إنه “قيل لها دائمًا … ألا تخلط أبدًا” بين الاثنين.
وأضافت جابر، التي يطلق عليها معجبوها لقب “وزيرة السعادة”: “لهذا السبب قلت لا تخلطوا بين الرياضة والسياسة، لأنه كان وقتًا صعبًا للغاية”.
لقد جعلتها تجربتها في 2020 أكثر تصميماً من أي وقت مضى على آرائها، حيث قالت إنها كانت “مرتبكة” عندما تم منع لاعبين من روسيا وبيلاروسيا من ويمبلدون.
وأضافت “أنا أعرف موقفي جيدًا. الرياضة تهدف إلى أن تكون سلمية وليس لدعم الحرب أو أي شيء آخر، بالتأكيد.”
“شهرة واسعة” في تونس
اليوم أصبحت جابر ذات تأثير كبير حيث وصلت إلى المرتبة الثانية في العالم.
وهذا أعلى ترتيب على الإطلاق يحققه أفريقي وعربي، من النساء أو الرجال.
وخلال بطولة ويمبلدون نفسها، أصيبت تونس بجنون التنس، كما يقول المراسل المحلي سهيل خميرة.
وقالت خميرة لبي بي سي “تجمع الناس حول شاشة التلفزيون لمشاهدة أنس. ذاعت أخبارها في جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وهيمنت على نشرات الأخبار وكانت أبرز أحداث تلك الأسابيع”.
وأضاف “الناس الآن مهتمون بالتنس بصورة أكبر، وهو ما لم يكن الحال عليه أبدًا. الحديث عن فواصل التعادل وضربات الإرسال لغة لم يعتد التونسيون عليها لكنهم يتعلمونها. كان جابر ذات شهرة ضخمة خلال بطولة ويمبلدون.”
وعززت جابر بشكل كبير شعبية التنس في بلادها، ليس فقط من حيث عدد المشاركين، ولكن أيضًا من حيث جنسهم، حيث أصبحت أعداد أكبر من الفتيات والنساء يلعبن التنس أكثر من أي وقت مضى.
وقالت سلمى مويلحي، رئيسة اتحاد التنس في تونس، لبي بي سي: “لا يمكننا أن نشكرها بما فيه الكفاية”.
وأضافت “لقد جلبت الفرح والسعادة لكل بيت تونسي. لوحت بالعلم التونسي ورفعته عاليا”.
وأضافت: “كنت في لندن ورأيت حب كل مشجعي أنس. عندما ترى الجميع من كل أنحاء العالم يصفقون لها، هذه أفضل صورة لتونس”.
وأضافت” الأمة كلها فخورة. نحن ممتنون للغاية كاتحاد”.
مع تمنى الرئيس سعيد لها النجاح في المستقبل، وهو النجاح الذي سيستأنف الأسبوع المقبل في نيويورك مع سعيها للحصول على لقبها الأول في إحدى البطولات الأربع الكبرى، يبدو أن جابر تتجه صوب تعزيز التأثير الملحوظ الذي تحدثه على التنس العربي والأفريقي.
[ad_2]
Source link