التضخم: ما هي قطاعات الأعمال المستفيدة من ارتفاع الأسعار واضطراب الأسواق؟
[ad_1]
- دهارشيني ديفيد
- بي بي سي
تعاني العديد من الأسر والشركات من ارتفاع الأسعار، لكن الوضع ليس معاناة بالنسبة للجميع.
فإن كان تسجيل أسرع ارتفاع في تكلفة المعيشة منذ أربعة عقود يعني اضطرار الناس عادة إلى إنفاق 110 جنيهات إسترلينية للحصول على ما اشتروه العام الماضي بنحو 100 جنيه إسترليني، فالوضع يختلف بالنسبة لشركات في قطاعات معنية.
فبعض قطاعات الأعمال تستفيد من ارتفاع التضخم وتحقق أرباحا هائلة، فإن كنت تعمل في مجال التنقيب عن النفط أو تجارة القمح أو الشحن أو بيع النبيذ الفاخر، فثمة مكاسب هائلة يمكنك تحقيقها.
والسؤال هو: من الرابح من زيادة الإنفاق؟
عمالقة الطاقة
تصدرت الشركات العاملة في قطاع استخراج الوقود الأحفوري وتكريره عناوين الأخبار خلال الأشهر الماضية بفضل ما حققته من أرباح قياسية، بعد أن ارتفعت أسعار بيع الغاز بالجملة في الأسواق الدولية وسجلت أسعار النفط نحو 100 دولار للبرميل بسبب زيادة الطلب، ومخاوف من تراجع العرض بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وحققت شركة “أرامكو” السعودية أرباحا قياسية خلال الفترة بين أبريل / نيسان ويونيو / حزيران، بينما حققت شركة “بريتيش بتروليوم” أرباحا قدرها 6.9 مليار جنيه إسترليني في هذه الفترة، وتصدرت شركة “شل” القائمة بأرباح بلغت 9 مليارات جنيه إسترليني في شتى أرجاء العالم.
وسجلت شركة “سنتريكا”، الشركة الأم لـ “بريتش غاز”، ارتفاعا في أرباحها بمقدار خمسة أضعاف بسبب أصولها في قطاعات النفط والعاز والطاقة النووية.
كما استفادت العديد من الشركات العاملة في المملكة المتحدة والتي لا تحظى بشهرة كبيرة، من بينها شركة “هاربور” للطاقة من بين أكبر منتجي بحر الشمال، والتي شهدت نموا من خلال الاستحواذ على عمليات النفط والغاز وحققت ربحا من جديد هذا العام.
في غضون ذلك، شهدت أسهم شركة “نيبتون” للطاقة، التي تنتج نحو 12 في المائة من الغاز في المملكة المتحدة، تحقيق أرباح مضاعفة العام الماضي، مما أتاح لها فرصة إعادة توزيعات أرباح بقيمة مليار دولار على أصحاب الأسهم، كما حققت شركة “إيثاكا” المملوكة لإسرائيل، وشركة “إيكوينور” النرويجية أرباحا.
وسوف تخضع كل هذه الشركات لضريبة حكومية على تحقيق أرباح غير متوقعة بنسبة 25 في المائة وتسجيل مكاسب من استخراج النفط والغاز في المملكة المتحدة، وعلى الرغم من ذلك، يعد الاستخراج المحلي بالنسبة لمعظم عمالقة الطاقة، حصة صغيرة من عمليات تلك الشركات.
فعلى سبيل المثال، تمثل المملكة المتحدة بالنسبة لشركة “بريتش بتروليوم” عُشر إنتاج النفط والغاز الإجمالي.
بيد أن ثمة بعض الشركات التي لم تستفد حتى الآن من ارتفاع أسعار النفط والغاز بسبب الطريقة التي تشتري بها الطاقة بالجملة، نظرا لأن هذه الشركات تحدد الأسعار مسبقا لتأمين وضعها أمام التقلبات الكبيرة في أسعار السوق، وهي عملية تعرف باسم التحوط.
شركات التعدين
في الوقت الذي تبحث فيه دول عن بدائل للغاز الروسي، عاد اللجوء إلى استخدام الفحم بشكل غير متوقع.
وهذا يؤتي ثماره لشركات التعدين التي تخصصت في أسوأ أنواع الوقود الأحفوري.
كما استفادت شركة “غلينكور” من الأسعار القياسية لأعمال الفحم الحراري، الأمر الذي ساعد في مضاعفة أرباحها لتصل إلى ما يزيد على 15 مليار جنيه إسترليني في النصف الأول من عام 2022.
وعلى الرغم من تراجع العديد من منافسيها عن الفحم، قالت “غلينكور” إنه سيكون وقودا مهما خلال مرحلة الانتقال إلى أشكال أكثر حفاظا على البيئة لإنتاج الطاقة في بعض الدول، وأنها ستلجأ إلى خفض الإنتاج خلال العقود القادمة .
وفي ظل مخاوف تعليق إمدادات الغاز هذا الشتاء من روسيا إلى أوروبا، طلبت الحكومة من شركات الطاقة تأجيل إغلاق محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في المملكة المتحدة.
وقالت شركة “يونيبر” الألمانية يوم الاثنين إنها ستبدأ في إنتاج الكهرباء للسوق عن طريق محطة الطاقة الاحتياطية “هايدين 4” التي تعمل بالفحم بسبب تعليق روسيا الإمدادات عبر خطوط الأنابيب.
شركات السلع الغذائية
تعد شركات مثل “آرتشر دانيلز ميدلاند”، و”بونج”، و”كارغل”، و”لويس دريفوس”، أسماء غير مألوفة، بيد أن منتجاتها تظهر بشكل كبير على موائد العشاء في أنحاء العالم.
وينهض وسطاء سلاسل التوريد، في أوقات الاضطراب العالمي، بدور رئيسي في المساعدة في الحفاظ على استمرار توريد المواد الغذائية، ومساعدة الدول في العثور على مصادر بديلة للقمح لمواجهة تعليق الإمدادات من أوكرانيا وروسيا، على سبيل المثال.
بيد أن هذا الاضطراب يعني أن أسعار القمح تسجل ارتفاعا حاليا بنسبة 25 في المئة، مقارنة بأسعارها قبل عام، كما أصبحت العديد من السلع الأساسية الأخرى أكثر تكلفة.
وأعلنت شركة “آرتشر دانيلز ميدلاند” عن ارتفاع أرباحها الفصلية الأخيرة بنسبة 60 في المئة، وجاء أداء شركة “بونجي” أقل من المتوقع، لكنها متفائلة بالفترة المتبقية من العام.
كما ارتفعت أرباح شركة “كارغل” بنسبة 23 في المئة لتصل إلى مستويات قياسية بلغت 165 مليار دولار في آخر سنة مالية، وتقول الشركة إنها سجلت 163 مليون دولار في أعمال الإغاثة الإنسانية وغيرها، وهو ما يعادل 0.1 في المئة من المبيعات.
شركات الشحن
إن كانت تدابير الإغلاق للحماية من تفشي الوباء عطلت اقتصادات وسلاسل توريد، إلا أنها عززت أرباح شركات الشحن.
وسجلت معدلات الشحن ارتفاعا وظلت مرتفعة منذ زيادة الطلب على السلع الاستهلاكية خلال تدابير الإغلاق بسبب كوفيد، وكانت القيود تعني ازدحام الموانئ وتوقف مشاريع بناء السفن الجديدة.
وحقق قطاع شحن الحاويات أرباحا قدرها نصف تريليون دولار خلال العامين الماضيين بحلول نهاية عام 2022، بحسب بيانات شركة “دروري” الاستشارية.
كما رفعت شركة “إيه بي مولر مايرسك”، ثاني أكبر مجموعة شحن حاويات في العالم، توقعات أرباحها السنوية للمرة الثالثة هذا العام بسبب الاضطراب المستمر منذ فترة طويلة في الموانئ، وقالت إن “العودة إلى طبيعة” الأسعار قد لا يحدث الآن حتى نهاية العام.
شركات النبيذ الفاخر
يعني مزيج التضخم المرتفع ومعدلات الفائدة المنخفضة نسبيا والنمو الاقتصادي الضعيف بالنسبة لأصحاب الثروات صعوبة تحقيق أرباح جيدة من الاستثمارات التقليدية.
لذا يركز هؤلاء على قطاعات أخرى، ويقول وسطاء في شركة “نايت فرانك” إن قيمة الاستثمارات في النبيذ الفاخر والساعات الفاخرة سجلت زيادة بنسبة 16 في المئة العام الماضي.
وراهن المستثمرون على المقتنيات، وأن قيمتها ستتجاوز التضخم، واستمرار ذلك حتى العام الجاري، كما تحدث مؤشر بوردو، أكبر بورصة نبيذ في العالم، عن زيادة بنسبة 37 في المئة في المبيعات خلال العام حتى يونيو/حزيران.
بيد أن التضخم بالنسبة لنا يجعل الحياة أكثر تعقيدا مقارنة بقطاعات أعمال تستفيد من الوضع.
[ad_2]
Source link