لماذا تتفاقم كارثة السيول في السودان؟
[ad_1]
من جديد، يعيش السودان كارثة السيول والفيضانات التي أسفرت منذ يونيو/حزيران الماضي عن مقتل وإصابة العشرات، وكشفت إحصاءات رسمية عن انهيار عشرات الآلاف من المنازل جزئيا أو كليا، فضلا عن تدمير عدد كبير من المتاجر والمرافق.
وقال المجلس القومي للدفاع المدني في السودان الإثنين إن عدد ضحايا السيول والفيضانات ارتفع إلى 83 قتيلا و36 مصابا منذ يونيو/حزيران الماضي.
وأشار المجلس في بيان بهذا الشأن إلى أن السيول أسفرت عن “انهيار 18 ألفا و235 منزلا بشكل كلي، و25 ألفا و658 بشكل جزئي، وتضرر 57 من المرافق، و69 من المتاجر والمخازن”.
حالة الطوارئ
وكان مجلس الوزراء السوداني قد أعلن الأحد حالة الطوارئ في 6 ولايات بسبب السيول وهطول الأمطار الغزيرة، وارتفاع منسوب الأنهار في البلاد إلى أعلى مستوى سُجل منذ أكثر من 70 عاما.
وشملت حالة الطوارئ ولايات نهر النيل (ِشمال)، الجزيرة (وسط)، النيل الأبيض وغرب كردفان ( جنوب)، جنوب دارفور (غرب)، وكسلا (شرق).
وقال وزير شؤون مجلس الوزراء عثمان حسين عثمان: “نعلن استنفار الجهد الشعبي والرسمي لمساعدة المتضررين وتقوية أنظمة الإنذار المبكر ونظام المتابعة تفادياً لأضرار محتملة”.
وأضاف المسؤول السوداني قائلا: “إن الأمطار تسببت في أضرار بالغة للمواطنين وكذلك في مجال الصحة والتعليم وانهيار المدارس والمؤسسات مما يتطلب التدخل العاجل”.
كما عقد دفع الله الحاج وكيل وزارة الخارجية السودانية الأحد لقائين منفصلين مع سفراء المجموعة العربية والمجموعة الأوروبية الأمريكية في البلاد.
وقدم مسؤول الخارجية السودانية شرحا مفصلا عن موقف الأضرار والخسائر جراء الأمطار والسيول في عدد من ولايات السودانية”.
وأشار إلى أن “السيول والأمطار تسببت في فقدان العديد من الأنفس، وحدوث خسائر كلية وجزئية في المساكن والمرافق العامة، كما تسببت بتدهور الأوضاع الصحية في كثير من المناطق التي تأثرت بها”.
وقالت وزارة الري والموارد المائية السودانية إن مستوى منسوب المياه في النيل الأزرق والأبيض من المتوقع أن يرتفع مرة أخرى خلال اليومين المقبلين، ونصحت السودانيين القاطنين بالقرب من النهرين، خاصة في العاصمة الخرطوم، بأخذ الاحتياطات اللازمة.
ومازال آخرون مهددون بنفس المصير مع تواصل ارتفاع مناسيب المياه في نهر النيل وروافده وتواصل هطول الأمطار الغزيرة في بعض المناطقالأكثر تضررا.
وأوصى المجلس القومي للدفاع المدني في السودان بتوزيع الدعم الموجود من مواد الإيواء بعدالة وبشكل عاجل للولايات الأكثر تأثرا بالسيول وهي ولايات نهر النيل، والجزيرة، وكسلا وسنار.
وقد اجتاحت السيول في ولاية الجزيرة أكثر من 50 قرية مخلفة دمارا كبيرا في المنازل والممتلكات حيث باتت الأسر بلا مأوى، وتفرقت بين المدارس وملاعب كرة القدم، وسط تزايد المخاوف من تفاقم الوضع الصحي والبيئي.
وغمرت السيول قرى بأكملها وأغلقت الطرق المؤدية إلى المستشفيات والمراكز الصحية وأوقفت الإمدادات الغذائية التي تأتي من المدن الكبيرة.
وكان والي الجزيرة المكلف إسماعيل عوض الله قد أعلن الخميس الماضي منطقة المناقل الواقعة بوسط البلاد منطقة كوارث تستدعي استنفار كل المنظمات داخليا وخارجيا لإغاثة مواطنيها.
وقد دفع الجيش السوداني بمروحيات وقوارب إنقاذ لمساعدة السلطات المحلية في ولاية الجزيرة في عمليات البحث والإنقاذ للمتأثرين بالسيول والأمطار.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مناطق شاسعة في ولاية الجزيرة قد غمرتها مياه الفيضانات، والتي أدت إلى مقتل العشرات وتدمير آلاف المنازل السكنية في مناطق متفرقة من البلاد.
وغالبا ما يواجه السودان فيضانات شديدة في مثل هذا الوقت من العام. بينما يبدأ موسم الأمطار في السودان عادة في حزيران/يونيو ويستمر حتى أيلول/سبتمبر، مع مراقبة ذروة هطول الأمطار والفيضانات بين آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر.
وكانت فيضانات أعوام 2020 و1946 و1988 من أسوأ الفيضانات التي عرفتها البلاد في تاريخها.
ورغم التصريحات الرسمية، التي تعتبر الفيضانات نتيجة متوقعة لهطول كميات كبيرة من الأمطار في المناطق التي يجري عبرها النيل، ربط البعض، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الفيضان بسد النهضة المتنازع عليه بين أثيوبيا ومصر.
وأكد حسن أبو البشر نائب رئيس الجهاز الفني لوزارة الري والموارد المائية أنه “لا يوجد رابط ما بين بناء سد النهضة والسيول والفيضانات في السودان”.
وأضاف في مؤتمر صحفي الإثنين أنه “لا يوجد رابط بين فتوح بوابات سد الروصيرص (على الحدود مع إثيوبيا) بطريقة خاطئة، والسيول التي وصلت إلى وسط البلاد.
ومن جانبها، أعلنت الأمم المتحدة تضرر أكثر من 25 ألف شخص، ونزوح 2500 شخص جراء السيول والأمطار في محلية المناقل بوسط السودان.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في 14 أغسطس/آب الجاري تضرر نحو 136 ألف سوداني بمختلف أنحاء البلا جراء الأمطار الغزيرة والسيول منذ يونيو/حزيران 2022.
اتهامات بالتقصير
كما يحدث في موسم الفيضانات في السودان كل عام، ومع وقوع ضحايا وأضرار تتجدد الانتقادات من قبل المواطنين والمعارضة للحكومة بفعل تقاعسها عن اتخاذ الإجراءات المناسبة، للحد من الضحايا والخسائر، ويرى هؤلاء أن الأمر كان متوقعا كما هو كل عام، لكن الحكومة وكالعادة تبدو كل مرة وقد فاجأها الفيضان.
ويرى مراقبون أن كارثة السيول تعكس فساد النظام خلال الأعوام الثلاثين الماضية والتي شهدت تدميرا وفسادا وإهمالا ممنهجا طال كافة البني التحتية في البلاد.
وأشار هؤلاء لعدم وجود خطة لمجابهة الخريف، وانتقدوا عدم وجود ميزانية جاهزة للتصدي لمخاطر الفيضانات، كما لفتوا انتباه الحكومة لخطورة المرحلة المقبلة بعد انتشار البعوض والذباب، محذرين من تفشي أمراض الملاريا والكوليرا في المناطق المنكوبة.
وسأل البعض عن سبب غياب سدود من شأنها حماية البلاد من الغرق، خاصة وأن في السودان أنهار كثيرة تعتبر روافد للنيل، الذي يصب في مجراه النيل الأزرق والنيل الأبيض وأنهار أخرى.
كما تحدث كثير من السودانيين عن عدم صمود البنية التحتية للبلاد وعن ما يصفونه بـ”تجاهل النظام الحالي وقبله نظام البشير” لأولوية تطوير البنية التحتية، التي تشكل الفيضانات تهديدا دائما لها.
وأشاروا إلى أن أهم الأسباب التي فاقمت من حدة الكارثة هي تحطيم مصدات الحماية في القنوات الرئيسية ومصارف التنفيس.
وقد أنحى البعض باللائمة في ضعف البنية التحتية للسودان على العقوبات التي كانت مفروضة على البلاد.
وبصرف النظر عن السبب في تردي البنية التحتية فإن هناك اتفاقا على هشاشتها، وهو الأمر الذي يثير قلقا جديدا حول تداعيات ركود مياه الفيضانات وما قد يسببه من أوبئة في البلد الذي يعاني ضعف الموارد والقدرة على مجابهة وباء كورونا، ويعيش الآن حالة طوارئ اقتصادية بالإضافة إلى حالة الطوارئ المعلنة بسبب الفيضان.
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية قد حذرت الأحد، من وقوع كارثة صحية في المناطق المنكوبة بالفيضانات والسيول، مشيرة إلى “ظهور مؤشرات” لعدة أمراض مثل حالات الحمى وإسهالات حادة ونزلات معوية.
وقالت لجنة أطباء السودان في بيان نشر على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الأحد إن “المناطق المتأثرة بالسيول والفيضانات تعاني من ضعف استجابة وزارات الصحة، وانعدام المرافق الصحية”.
وقد طالبت قوى الحرية والتغيير الأحد، بفتح تحقيق شفاف بمشاركة شعبية لمعرفة أسباب وأوجه القصور ومحاسبة الجهات التي تسببت في تفاقم هذه الكوارث.
ودعت الحرية والتغيير في بيان لها نشرته عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إلى إعلان البلاد منطقة كوارث.
وقالت قوى الحرية والتغيير في بيانها: “إن الأمر مرشح لمزيد من السوء وحدوث أضرارٍ صحية و بيئية مع توقعات ازدياد مناسيب نهر النيل خلال الأسبوع الأخير من هذا الشهر وإرتفاع معدلات هطول الأمطار”.
لماذا تتفاقم كارثة السيول في السودان؟
وما هي أسباب هذه الأزمة من الأساس؟
ولماذا تعجز الحكومة السودانية عن مواجهة آثار الفيضانات؟
إذا كنتم في السودان وتضررتم من الفيضانات الأخيرة، فما هي تجاربكم؟
لماذا تظهر البنية التحتية لعدة مدن سودانية على رأسها العاصمة ضعيفة مع تعرضها للأمطار؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 24 أغسطس/آب
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
وما هو السبيل من وجهة نظركم من أجل خطة محكمة لمواجهة الفيضانات سنويا؟
[ad_2]
Source link