الدورة الشهرية: لماذا تبادر ناشطات هنديات للكشف عن مواعيد حيضهن؟
[ad_1]
“بدأت منذ فترة بوضع جدول زمني على باب غرفتي، لإعلام أسرتي بمواعيد دورتي الشهرية. وعندما رآه والدي وأخي للمرة الأولى شعرا في البداية ببعض الاستغراب والإحراج. لكنهما اعتادا عليه الآن”.
هذا ما تقوله الشابة الهندية ألفيشان، وهي ليست الوحيدة في مدينتها التي تقوم بذلك، فهناك العشرات من النساء اللواتي يشاركنها القيام بالأمر نفسه بعد انضمامهن إلى حملة خاصة بالتوعية بحاجة النساء إلى الدعم خلال الدورة الشهرية، وكشف نوعية المشاكل والتغيرات التي يواجهنها خلال تلك الفترة.
تعيش ألفيشان في مدينة ميروت شمالي الهند، على بعد 100 كيلومتر إلى الغرب من نيودلهي.
وتبدو مبادرة إطلاق هذه الحملة لافتة، إذ أن مجرد الإشارة إلى الدورة الشهرية يعتبر في أجزاء كثيرة من جنوب آسيا، أمراً محظورا. وفي بعض المجتمعات الريفية والقبلية، لا تزال المرأة الحائض مجبرة على عزل نفسها في أماكن خاصة، واستخدام أواني طعام منفصلة.
جداول مواعيد الدورة الشهرية
أصبحت تلك الممارسات الخاصة بعزل المرأة الحائض أقل شيوعا اليوم، والآن، يقود نشطاء حملات لتشجيع النساء على الانفتاح بشأن فترات الدورة الشهرية من خلال تعليق جداول تبين مواعيد حيضهن.
تقول ألفيشان إن هذه المبادرة قد نجحت بالفعل بشكل رائع بالنسبة لها.
وتوضح قائلة “تعاني النساء من مشاكل عديدة أثناء فترات الدورة الشهرية، يكن نزقات ومفرطات الحساسية والضعف، والعديد من المشاكل الأخرى. ولكن منذ أن بدأت بوضع هذا الجدول الزمني في المنزل، أصبح الجميع يعرفون موعد دورتي الشهرية”.
وهي تأمل في أن يؤدي انفتاحها بهذا الخصوص إلى جعل الآخرين – وخاصة الرجال – أكثر تفهما لوضعها وتعاطفا مع احتياجاتها خلال فترات الحيض.
الدعم العاطفي
عليمة، معلمة مدرسة ومشاركة أخرى في هذا المشروع أو المبادرة، وهي تقول إنها بعد أن قررت كشف مواعيد دورتها الشهرية لجميع أفراد أسرتها الذين يبلغ عددهم سبعة أشخاص، أصبحت تتلقى دعما ومساعدة عاطفية أكثر من السابق.
وتضيف عليمة لبي بي سي “أدرك جيدا المشاكل التي تعانيها المرأة العاملة أثناء فترة الحيض. ومن خلال الانفتاح بهذا الخصوص، فإننا نتلقى المزيد من الدعم في المنزل. إنها تجربة جيدة للغاية”.
وعليمة أيضا من مدينة ميروت، التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة، وقد انضمت نحو 70 امرأة متزوجة، أو عازبة من سكان المدينة إلى هذه المبادرة.
حملة “سيلفي مع ابنتي”
والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف بدأ الانفتاح بخصوص الدورة الشهرية في مجتمع متحفظ ومغلق عادة؟
الشخص الذي يقف خلف تعزيز ودفع مبادرة كشف النساء عن مواعيد الدورة الشهرية، هو سونيل جاغلان، وهو مدير منظمة غير حكومية تحمل اسم “سيلفي مع ابنتي”، تعنى بتمكين وتحرير المرأة الريفية.
أسس جاغلان هذه المنظمة عام 2012، وهو يقول أن الفكرة جاءته ردا على موقف الممرضة التي ساعدت زوجته عند ولادة ابنتهما. فقد أراد تقديم مبلغ مالي إكرامية للممرضة، لكنها رفضت قائلة إن الإكرامية تقبل فقط عند ولادة طفل ذكر.
بدأت حملة التوعية بالدورة الشهرية في ميروت في ديسمبر/ كانون الأول عام 2021 من خلال توزيع ملصقات في المدينة.
ويقول جاغلان “كنت دائما أفكر بالمشاكل التي تواجهها النساء خلال الحيض. كنت أرى العديد من النساء في عائلتنا يعانين من مشاكل لهذا السبب”.
ويضيف “لطالما كنت أفكر أنني يجب أن أفعل شيئا حيال ذلك. وبعد أن تحدثت إلى أطباء، أطلقت هذه الحملة”.
ظهرت الجداول الزمنية لأول مرة في بعض القرى في منطقتي نوح وجيند في ولاية هاريانا.
ومنذ ذلك الحين، امتدت الحملة إلى سبع ولايات هندية، ووصل عدد المشاركات فيها إلى نحو 1000 امرأة.
“تعليقات غير لائقة”
استخدم المتطوعون في الحملة وسائل عدة من الهواتف إلى وسائل التواصل الاجتماعي والزيارات الميدانية إلى المنازل، لتشجيع مزيد من النساء على الانفتاح بشأن فترات حيضهن.
وكان النجاح حليفهم أحيانا، في حين واجهوا مقاومة قوية في أحيان أخرى.
ويقول جاغلان “كان هناك بعض الأشخاص الذين أدلوا بتعليقات غير لائقة بحق النساء – حتى بحق بناتهم. وفي كثير من الأماكن، تم تمزيق هذه الرسوم البيانية، أو أصلا لم يُسمح للفتيات بتعليقها”.
وتعتبر ميروت على غرار أماكن أخرى عديدة في شمالي الهند، مدينة محافظة اجتماعيا، ويصعب على النساء فيها إثبات حضورهن وقيمتهن في المنزل.
وهذا ما جعل القائمين على الحملة يسعون إلى التواصل مع زعماء دينيين والحصول على دعمهم لتخفيف حدة المعارضة.
ضغوط العائلة الكبيرة الممتدة
من الأسباب التي أدت إلى عرقلة تقدم الحملة وإبطاء انتشارها، هو التركيبة الاجتماعية في تلك المناطق من الهند حيث تعيش العائلات الكبيرة سويا في منزل واحد.
عالية، ربة منزل تعيش وسط أسرة كبيرة ممتدة، ما يضعها في مواجهة تحديات إضافية.
تقول عالية “بالإضافة إلى زوجي طبعا، ووالده وأخيه، هناك العديد من الأقارب الذكور الآخرين الذين يزورون المنزل باستمرار، لذلك، عندما علمت في البداية بحملة جداول الدورة الشهرية، فكرت على الفور أن تطبيقها لن يكون ممكنا في منزلنا”.
لكن زوجها أيد فكرة الحملة، وسعى أيضا إلى إشراك والدته فيها. والآن تتلقى عالية المزيد من الدعم من قبل أفراد الأسرة الآخرين خلال فترات حيضها.
الفقر وفترة الحيض
تشعر مانيشا، وهي مشاركة أخرى في مشروع الجداول الزمنية، أن الحملة جعلتها تتمكن من التحدث عن الدورة الشهرية مع أفراد الأسرة الذكور من دون أي حرج أو تردد.
وهي تقول “هذا الأمر مرتبط بصحتنا. يجب أن يكون لدى كل فرد في الأسرة علم بمشاكلنا أثناء الحيض”.
وتضيف “غالبا ما تصبح النساء سريعات الانفعال، وكثيرات الجدل أثناء الحيض. ومن خلال معرفة هذه المشاكل الصحية الخفية، يكون الناس أكثر تفهما وتعاطفا”.
وأظهر مسح حكومي هندي نُشر عام 2019 أن معظم الفتيات والنساء الهنديات ما زلن يستخدمن وسائل غير صحية للحماية خلال فترة الدورة الشهرية، مثل قطع الملابس القديمة. والكثير منهن أفقر من أن يتمكن من شراء الفوط الصحية.
وفي السنوات الأخيرة، وفرت الفوط الصحية الرخيصة المصنوعة محليا بعض الراحة للواتي يعانين من شح في الموارد أو فقر.
لكن التابو المرتبط بالدورة الشهرية، وحظر الحديث عنها لا يزال يمنع النساء أيضا من الذهاب إلى المتاجر، وشراء منتجات النظافة الصحية الخاصة بالحيض.
“لا عار في الأمر”
درجت والدة ألفيشان طوال سنوات على أن تشتري لها الفوط الصحية، وتخبئها عن الأعين في كيس بلاستيكي أسود.
وتقول الشابة “كنت أخجل من شراء فوط صحية من صاحب المتجر، لكن الآن أصبح بإمكاني أن أذهب وأشتريها بنفسي. لا عار في هذا الأمر على الإطلاق”.
لا يزال عدد المشاركات في الحملة أقل من يحدث أي تغير اجتماعي ملموس. ولكن ما يمنح جاغلان الأمل هو الرجال الذين اقتنعوا بالحملة، وأصبحوا من مناصريها الجدد مثل الزبير أحمد.
فقد أصبح هذا الحلاق يشجع زوجته على وضع الجدول الزمني. وقد قال لها إن بإمكانها تعليقه على أي باب تختاره في منزلهما.
واليوم، فإن الزبير لديه رسالة دعم موجهة للرجال والنساء على حد سواء.
وهو يقول “يجب أن لا تتعرض النساء للتوتر أثناء فترة الحيض. وعلى المرأة ألا تهتم بما قد يفكر فيه أي شخص آخر بينما هي تعاني في صمت”.
[ad_2]
Source link