المحامية التي قررت مساعدة النساء في تجاوز آلام الانفصال
[ad_1]
- ميغا موهان
- مراسلة مختصة بشؤون الجندر والهوية
كون كلمة “breakup” أو “الانفصال” مشارا إليها أكثر من 21 مليون مرة على موقع التواصل الاجتماعي تيك توك يدلل على أن عددا كبيرا من الأشخاص يريدون الحديث عنه أو تلقي النصح حول الألم الذي يعانون منه عند حدوثه. لا عجب إذن من أن هناك أشخاصا مثل أرونكي أومامي وظيفتهم هي تقديم النصح والمشورة لهؤلاء الأشخاص لمساعدتهم على تجاوز تلك التجربة.
في عام 1993، كانت أرونكي أومامي محامية متخصصة في قضايا التجارة تبلغ من العمر 35 عاما. شهدت أرونكي شيئا غير حياتها.
كانت في إحدى المحاكم في العاصمة النيجيرية لاغوس، ولكنها لم تكن تترافع في قضية، بل ذهبت لدعم صديقتها ماري (ليس اسمها الحقيقي) التي كان أبواها طرفين في قضية طلاق.
ظلت والدة ماري تمد عنقها لتنظر إلى زوجها الجالس في الجانب الآخر من القاعة، محاولة لفت انتباهه.
وعندما أعلن القاضي عن استراحة قصيرة، تجمدت أرونكي في مكانها وهي تشاهد ماري ووالدتها تذهبان إلى الأب. اعترى الصمت قاعة المحكمة، وتوجهت الأنظار صوب الأسرة.
ثم شهق الحضور عند رؤيتهم ما حدث بعد ذلك.
ركعت ماري ووالدتها بين قدمي الأب. نكستا رأسيهما وهما تستعطفانه لكي لا يشتت شمل الأسرة.
لكن والد ماري رفع رأسه بسخرية وبدأ في توجيه السباب لهما أمام الجميع.
عندما كانت أرونكي في التاسعة من عمرها، وقع الطلاق بين والديها. مكثت هي وأخوتها مع والدتهم في بيت الأسرة، بينما انتقل الأب للعيش في مكان آخر. ظل الأبوان على علاقة طيبة، ولم ينتقد أي منهما الآخر أمام الأطفال. لم تتفكك الأسرة، ولكن فقط نقص عدد أفرادها شخصا واحدا.
تقول أرونكي: “تعلمت أن العلاقات أحيانا لا تدوم إلى الأبد، رغم النوايا الحسنة للجميع. من السهل انتقاد كل طرف للآخر، لكن إنهاء العلاقة بود واحترام سيكون أفضل لك مستقبلا”.
لم تعرف مطلقا سبب انتهاء زواج أبويها، ولكن ذلك ليس مهما.
تؤكد أرونكي أن بقية طفولتها كانت سعيدة. لكن الدرس التالي الذي تلقته في الحب كان مؤلما.
نصائح أرونكي للتغلب على انكسار القلب عند الانفصال (هناك المزيد في ثنايا المقال):
- ابكِ، فالبكاء له فوائد كثيرة، إذ يساعد على التخلص من الألم
- لا تهاتف الشخص الذي انفصلت عنه على الأقل لمدة أسبوعين
- تذكر أنك تتألم، ولكن الشخص الذي انفصلت عنه يتألم هو الآخر – الحزن هو فترة للتكيف
عندما كانت أرونكي طالبة في كلية الحقوق تبلغ من العمر 18 عاما، وقعت في الحب للمرة الأولى، وكان الشخص الذي أحبته زميل دراسة وصديقا مقربا.
لكن كانت هناك مشكلة. فقد كان حبيبها يريد أن يمارس الجنس معها، ولكنها لم تكن مستعدة لذلك.
تقول: “لم أكن مقتنعة بممارسة الجنس قبل الزواج”.
قررت في ذات يوم الذهاب إلى بيته لتفاجئه، فرأته يقبل امرأة أخرى.
تقول: “شعرت بأن قلبي قد انكسر. سارعت بمغادرة بيته، وظننت أنه سيتبعني”.
- اعط للشخص الذي انفصلت عنه اسما جديدا عندما تتحدث عنه، فإن ذلك قد يجعلك أقل غضبا.
- توقف عن متابعته على وسائل التواصل الاجتماعي – فالوقت ليس مناسبا لكي تحاول معرفة ما إذا كان أكثر سعادة بدونك!
بعد أيام من الصمت، استلمت خطابا منه.
“قال لي إنه وجد ‘جوهرته’، وإنني لم يعد لي أي دور في حياته”.
صدوده كان له بالغ الأثر في نفسها.
“شعرت بالخزي. شعرت بأن عالمي كله قد انهار من حولي”.
تمتنع أرونكي عن الذهاب إلى كليتها لمدة أسبوعين. تبكي بكاء حارا. تخشى أن تقابله بالصدفة، فتظل قابعة في مسكنها.
تزورها صديقاتها ويخبرنها بأن هناك خيارات أفضل بانتظارها خارج المنزل.
وفي ذات يوم، يتحسن مزاجها فجأة، وتشعر بأنها تستطيع الخروج من البيت. فعليها مواصلة الدراسة للحصول على درجة المحاماة، ولديها أصدقاء تستطيع أن تقضي معهم أوقاتا ممتعة. تخرج من الباب لتعود إلى الحياة مرة أخرى.
عزلتها التي استمرت أسبوعين كانت لها فائدة كبيرة. بل إنها شعرت بأنه من الممكن أن يصبحا صديقين مرة أخرى مع مرور الوقت.
تقول: “سعيدة لأنني تركت نفسي أبكي. لقد كان درسا مفيدا، وساعدني البكاء في التخلص من الألم”.
بعد 17 عاما، تشاهد أرونكي بفزع والد ماري وهو يسب زوجته وابنته اللتين ركعتا بين قدميه.
تقول أرونكي: “كان يتلفظ بكلمات لا أستطيع حتى أن أتذكرها. لقد محوتها من ذاكرتي، لكنها كانت مثيرة للاشمئزاز”.
قبل ذلك بفترة قصيرة، كانت قد مرت هي نفسها بتجربة طلاق، ولكنها لم تتحول إلى تلك الإهانة العلنية التي شهدتها لتوها.
تساءلت كيف يمكن لسيدة في العقد السادس من عمرها أن تركع تحت قدمي رجل من الواضح أنه يسيء معاملتها، وتستجديه لكي لا يتركها؟
ثم بدت الصورة واضحة أمام عينيها.
“الثقافة السائدة تدعم قهر الزوج لزوجته. إذا لم أكن قد شاهدت ذلك من قبل، مؤكد أنني شاهدته في تلك اللحظة”.
تتذكرت أرونكي الأشخاص الذين قالوا لها إن تركيزها على وظيفتها هو الذي أدى إلى فشل زواجها. كانت تحاول في ذلك الوقت تجاهل الشائعات، ولكنها كانت مؤلمة.
عندما انفصل أبواها، اتجهت جميع الأنظار نحو أمها، وكانت هناك تساؤلات حول ما الذي كان يمكن أن تفعله للحيلولة دون نفور زوجها منها. كان المجتمع يطالب المرأة بأن تبقى في علاقة زوجية تعيسة، أو حتى مسيئة، ولا يمنحها أي إرشادات حول كيفية الخروج من تلك العلاقة والبدء في عيش حياة مزدهرة ومتزنة.
لذا، في ذلك اليوم، لدى مغادرتها قاعة المحكمة التي شهدت طلاق والدة ماري، اتخذت أرونكي قرارا بأن تساعد الناس في التكيف مع انتهاء علاقاتهم بصورة تحفظ لهم كرامتهم بأكبر قدر ممكن.
وعلى مدى الأعوام التالية، انكبت أرونكي على دراسة قانون الأحوال الشخصية وتدربت في مجال استشارات العلاقات.
وفي الوقت الحاضر، كل يوم يمر على أرونكي يكون مختلفا عن غيره. فالمحامية ومستشارة العلاقات التي تتمتع بخبرة 40 عاما في مجال القانون وأكثر من 10 سنوات كمستشارة معتمدة للعلاقات، تصحو في كل يوم لتجد العديد من الرسائل التي وصلتها عبر فيسبوك أو بريدها الإلكتروني – وغالبيتها من نساء – تطلب منها المساعدة في التكيف مع انتهاء العلاقات.
وأرونكي هي واحدة من مجموعة فرعية من مستشاري العلاقات يطلق عليهم لقب “مستشارو الانفصال” – وهم مرشدون مدربون على مساعدة الأشخاص على الخروج من دائرة الحزن والألم التي تعقب انتهاء علاقة ما.
تقول أرونكي: “مهمة مستشار الانفصال هي مساعدة الشخص في أن يتجاوز باعتزاز فترة حتمية ومؤلمة من فترات حياته..وبينما يساعد مستشار العلاقات الشخص على أن يصبح محبوبا من قبل شخص آخر، فإن مستشار الانفصال يساعده على أن يصبح من جديد محبوبا من ذاته”.
هذه العملية تتم تحت غطاء من السرية.
تقول أرونكي: “أتلقى رسائل من أشخاص لا يتابعونني علنا على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يدلل على أنه لا يزال هناك شعور بالخزي والعار مرتبط بانتهاء العلاقات”.
- قد يكون من المغري التهام أطعمة غير صحية والاستسلام للاكتئاب، لكن ذلك لن يجعلك سعيدا – تناول غذاء صحيا وتريض
- عادة ما يتشارك الزوجان في الأموال والموارد، لذا انظر إلى مصروفاتك وقم ببعض التعديلات إذا لزم الأمر
لكن بالتأكيد هناك سوق لاستشارات الانفصال.
تفرض أرونكي 150 ألف نيرة نيجيرية (حوالي 365 دولار أمريكي) مقابل ثلاث جلسات. تقول إنها تبدأ بوضع خطة لعملائها حول كيفية إعادة حياتهم إلى طبيعتها. وتضيف أن الأسبوعين الأولين في غاية الأهمية. تشجع أرونكي عملاءها على البكاء، وعلى الكف عن متابعة شركاء حياتهم السابقين على وسائل التواصل الاجتماعي، والطلب من صديق يثقون به أن يمنعهم إذا ما حاولوا الاتصال به.
تقول: “سيخدعك عقلك بذرائع تبرر حاجتك إلى الاتصال به. لا تستمع إليه، فإنه يكذب عليك. إذا لزم الأمر، اعط هاتفك لصديق”.
الوقت كفيل بمداواة الجراح
“”فقدان علاقة يتسبب في انكسار القلب، وهي تجربة صعبة للغاية، ولا سيما إذا لم تكن قد مررت بها من قبل. لست بحاجة إلى أن تقول أي شيء على الإطلاق – مجرد وجودك مع الأسرة والأصدقاء قد يساعدك. أهم شيئين يجب أن تتذكرهما، هما أنك لا ينبغي أن تمر بذلك وحدك، وأن القلب يشفى مع مرور الوقت. هذه الفترة العصيبة سوف تمر، فعشها دقيقة تلو الأخرى، وساعة تلو الأخرى، وبالتدريج سوف تندمل جراحك”.
– هولي روبرتس، مستشارة لدى مؤسسة Relate الخيرية التي تقدم استشارات حول العلاقات الأسرية
من النصائح غير المعتادة التي تقدمها أرونكي هي تغيير اسم الشخص الذي انفصلت عند الإشارة إليه.
“إذا كان اسمه ستيفين، سمه روبرت عند الحديث عنه. فربما تصبح أقل غضبا وأكثر موضوعية تجاه روبرت”.
ثم تنصح أرونكي عملائها بشأن وضع استراتيجيات للمدى البعيد.
“عادة ما تكون الأموال والممتلكات مشتركة ومختلطة في العلاقات، وتكون هناك حاجة لفصلها. إنه أمر معقد، والأشخاص بحاجة إلى الحصول على المساعدة للتعامل معه”.
تساعد أرونكي النساء في ترتيب شؤونهن المالية وضبط ميزانياتهن للتأقلم مع العيش بمفردهن.
تقول أرونكي إنها تتلقى انتقادات عبر الإنترنت من أشخاص يقولون: “بالطبع هذه السيدة ترغب في تفكيك الأسر لأنها امرأة مطلقة”. تضيف أن هذه التعليقات لا تضايقها، فلديها شريك في الحياة، وحتى لو كانت عزباء لم يكن ذلك ليؤثر عليها.
تقول: “أنا سعيدة في الحالتين. أوليس هذا هو المهم؟ هناك ضوء في نهاية النفق المظلم. أحيانا ما يكون انتهاء علاقة ما بمثابة جرس إنذار يجعلنا نتعلم كيف نقيم علاقات أفضل في المستقبل”.
[ad_2]
Source link