القمار: كيف تمكنت زوجة حارس المرمى بيتر شيلتون من مساعدته على التخلص من إدمانه؟
[ad_1]
بصفته اللاعب الذي لعب أكبر عدد من المباريات الدولية مع المنتخب الإنجليزي، كان حارس المرمى بيتر شيلتون من أكثر اللاعبين نجاحا وشهرة في العالم، لكن خارج الملعب، كان شيلتون فريسة لإدمان القمار طوال حياته – حتى تمكنت زوجته من مساعدته على التخلص من هذا الإدمان. تصف ستيف شيلتون، بعباراتها وكلماتها الخاصة، الحياة مع مدمن القمار، وكيف أنها مصممة على مساعدة الآخرين ممن يعيشون مع أحبة وأقارب يعانون من نفس المشكلة.
بعد وقت قصير من تعارفنا في عام 2012، لاحظت سلوكه المريب. كان يخرج من الغرفة لاستخدام هاتفه، وكان متحفظا ومتكتما بصورة مريبة.
اعتقدت أن هناك امرأة أخرى، فإذا كنت تعيش مع مدمن مقامرة، ستشعر حتما أن هناك طرفا ثالثا في علاقتك.
على هاتفه رأيت نفس الرقم مرارا وتكرارا، لقد كان رقم هاتف شركة مراهنة.
“شعرت بوجود مشكلة خطيرة”
اعتقدت في البداية عندما كان يخرج من الغرفة لاستخدام هاتفه للمقامرة، أنه رجل نبيل ولا يرغب في المقامرة أمامي، وأن الأمر مجرد هواية بسيطة.
وذات ليلة استيقظت ولم يكن في السرير. كان جالسا أمام جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به وكان ظاهرا على الشاشة نموذج مراهنة. كان الليل قد انتصف ويبدو أنه كان يفكر في المراهنة على سباق خيول في أستراليا، وبطبيعة الحال يمكنه المقامرة في أي سباق، في جميع أنحاء العالم، وفي أي وقت يشاء.
عندها اتضح لي أنها ليست مجرد هواية، وأن هناك مشكلة خطيرة للغاية، أدركت بما لا مجال للشك فيه أنه يعاني من إدمان القمار.
حاولت التحدث معه. لقد عملت لفترة طويلة في قطاع الرعاية الصحية، ورأيت خلال فترة عملي تلك الكثير من المدمنين الذين يحاولون التخلص من إدمانهم، كنت أعلم أنه لا ينبغي أن أضغط عليه.
عند الحديث عن إدمانه كان يميل لأن يصبح متحفزا للغاية، كان في حالة إنكار تام، قال إنه مجرد شيء فعله كنوع من التسلية. كان إدمانه بشكل أساسي على الرهان على سباق الخيل، كان ملما بالكثير عن سباق الخيل وكان يعرف المديرين واللاعبين الذين يمتلكون الخيول، وكان الأمر يبدو أسلوب حياة.
هناك اعتقاد سائد بأن مدمني القمار عادة ما يكونون فاشلين ومتعثرين؛ في الواقع هم غالبا على درجة عالية من الذكاء وناجحين مهنيا، لدرجة يصعب معها أن يتصور المرء أنه أمام شخص مقامر. كما أن المقامر يخفي إدمانه لحد كبير. كنت أجد صعوبة في التعايش مع الأمر لأني أحب بيتر.
لقد كان مقامرا طوال حياته البالغة، منذ أن كان عمره 15 عاما، أي لمدة 45 عاما.
عرض علي الزواج واقترح علي اصطحابي إلى بربادوس لقضاء شهر العسل، لكني قلت له: أنت مقامر، لا أستطيع الزواج بك، ويقلقني كثيرا أن يكون هذا الإدمان متملكا لك بصورة يصعب معها الإقلاع عنه.
لكنني لم أعطه إنذارا نهائيا أو مهلة نهائية على الإطلاق.
اتخذت بعض التدابير، وأولها أني أبقيت أموالي منفصلة عن أمواله، هذه نصيحة أقولها لكل من يعيشون من أحباء مقامرين: حافظوا على استقلالكم المادي، ولا تقرضوهم المال أبدا.
لاحظت أنه كلما حصل على كشف حساب بنكي كان يمزقه ويحرقه.
‘لقد فطر قلبي’
ثم وصل كشف حسابه المصرفي بالبريد بينما كان خارج المنزل يعمل في مكان بعيد نسبيا، أردت أن أرى حجم المال الذي يصرفه في المقامرة، ووجدت صفحات وصفحات تظهر أن الكثير من أمواله تذهب إلى شركة المقامرة “بيتفير” BetFair، لقد قامر بما قيمته نحو 18 ألف جنيه إسترليني في شهر واحد.
وقفت مذهولة وشعرت بصدمة رهيبة هزت أعماقي، وقلت في قرارة نفسي “يا إلهي، إنه مريض للغاية”، لقد فطر قلبي.
عندما علم بأني أصبحت على بينة تامة من الأمر غضب مني بشدة، لكني قلت له: أن تعاني من مرض، إنه إدمان وتحتاج إلى المساعدة للتخلص منه، وأنا هنا لمساعدتك.
ثم تعرضت للإجهاض، وبعد تلك الحادثة كان لطيفا ورائعا معي لم يقامر مطلقا، بل سهر على رعايتي والعناية بي وفكرت حينها بأنه”ربما سيقلع عن المقامرة من أجلي”.
لقد عاد بيتر للمقامرة مجددا، لكنني أعتقد أنه تغير هذه المرة، فقد فقدنا طفلا كنا نتوق لإنجابه وأعتقد أن الخسارة جعلته يشعر بالقلق من أنه سيفقدني أنا أيضا.
شعرت بأنه بدأ يدرك أن لديه مشكلة خطيرة، وأنه لن يكون هنالك زفاف أو شهر عسل في باربادوس.
بدلاً من الصراخ والهذيان وفقدان التوازن، بدأت أتعامل مع المشكلة بصورة تدريجية.
كنت خائفة جدا على صحته النفسية، كان واضحا أنه يتدهور فقد كان منغمسا في الإدمان على المقامرة لأبعد الحدود.
لطالما كانت علاقتنا لطيفة ومرحة، لكنه دخل في حالة من الاكتئاب والانطواء.
في يوم أحد من ذات الأيام اختفى في الطابق العلوي. كان بإمكاني سماعه على الهاتف، وهو يحاول الحصول على بعض المال مقابل عمل قام به. قلت له”سأنتقل إلى غرفة النوم الاحتياطية، فأنا بحاجة ماسة إلى تصفية ذهني”.
في الصباح بدا مروعا، لم يكن قد خلد للنوم مطلقا.
“شعور قاتل بالوحدة”
قال لي “أعلم أن لدي مشكلة، سأقلع عن المقامرة، لكني سأحتاج منك أن تكوني إلى جانبي وتساعديني”.
تعانقنا حينها وكانت تلك واحدة من أفضل لحظات حياتي.
لقد تخليت عن وظيفتي لمساعدته، ومر بمرحلة صعبة جدا.
ما زال بيتر غير قادر على تذكر الأسبوع الأول من إقلاعه عن المقامرة، وحينها لم يستطع النوم، إذ كان عليه أن يبدأ حياة جديدة.
كنت أخوض معركة يومية لمحاولة صرف تفكيره عن المقامرة، ولإبقائه هادئا. كان يتوق إلى الرهان والمقامرة، وفي غضون ثلاثة أشهر بدأ يهدأ. بدأ يستمتع بلعبة الغولف، وكنا نمشي معا على الشاطئ في نزهات لطيفة.
لقد تخطينا تلك المحنة معا دون مساعدة من أحد، وكنت قد اتصلت بشركة “بيتفير” للمقامرة وطلبت منهم المساعدة، لكنهم لم يفعلوا أي شيء على الإطلاق، ولم يضعوا قيودا على حسابه.
طوال الوقت كنت أحاول التعامل مع مشاعري، وقد انتابني شعور بالوحدة القاتلة.
عندما مات والده، كنت أخشى أن يدفعه ذلك إلى التدهور مرة أخرى، كان علي أن أتعامل مع مخاوفي وهواجسي وقضايا الثقة.
بعد خمس سنوات من إقلاعه عن إدمانه، بدأنا نسمع عن أطفال ينهون حياتهم بسبب القمار.
أخبرت بيتر أن عليه أن يفعل شيئا. سيكون صوته مسموعا وذو تأثير كبير، لقد كان متعاطفا للغاية وقال، “هذا ما ينبغي علي فعله، يجب أن أحاول إنقاذ الأرواح”.
لقد تطلب الأمر الكثير من الشجاعة، أجرينا مقابلة في يناير/ كانون الثاني 2020، للتوعية بمخاطر القمار وفي صباح اليوم التالي تلقينا رسائل من مدمنين ومن أشخاص في حياتهم شخص مدمن.
كانت رسائل حزينة ومثيرة للمشاعر والبكاء، كان هناك مدمنون قرروا الحصول على المساعدة، بسبب بيتر، ومن الواضح أن ما يفعله يسهم بشكل كبير في زيادة الوعي.
لكنني أدركت أن أهل وأحباء المدمن لا يحصلون على أي مساعدة، وهذا أمر محزن فالأحباء والأهل هم ضحايا مثلهم مثل المدمنين ولا ينبغي تجاهلهم، فأنا قد كنت ترياق بيتر والسبب بشفائه.
وحصلت على دبلوم لأصبح معالجة وتحدثت إلى وكالة التعافي من الإدمان ARA، التي كان لديها بعض الوظائف.
بدأت العمل مع الوكالة منذ أبريل/ نيسان الماضي، كسفيرة ومستشارة، أعمل على مشروعهم الذي يحمل اسم “من ستة إلى عشرة”. يضع هذا المشروع العائلة والأصدقاء في مقدمة من يحتاجون المساعدة؛ ويستمد اسمه “من ستة إلى عشرة” من عدد الأشخاص المتأثرين بمقامرة شخص واحد.
إنه بالضبط ما هو مطلوب – ليس فقط الجانب المالي ولكن أيضا الجانب العاطفي. هناك أشخاص غاضبون، آباء يريدون إخبار أطفالهم بأنهم مدمنون وعليك أن تشرح لهم، هذا ليس خطأهم، هذا مرض وإدمان لا يختلف عن إدمان المخدرات.
هناك حاجة إلى مزيد من الدعم للمدمنين خلال فترة التعافي لمنحهم أفضل فرصة للاستمرار وعدم العودة للمقامرة.
إلى أي شخص يشعر بالقلق على أحبائه، سأقول: إذا كان حدسك يخبرك أن هناك خطبا ما، فاتبع حدسك، إذا كانت لديك الشكوك ينبغي أن تتبين صحتها.
يجب أن تكون قوياً لتتخطى كل ذلك، وكن واثقا أن هناك دعم.
عندما ننظر إلى الوراء أنا وبيتر نقول لأنفسنا “نحن مذهلون، هل مررنا حقا بكل ذلك؟” إنه إنجاز لكلينا.
قال بيتر إنه لم يكن سعيدا يوما كما هو الآن، وعندما تعافى شعرت براحة البال التي بات ينعم بها وبالاستقرار والهدوء اللذين غمراه، لقد بدا أصغر بعشر سنوات وكان يستمتع بالحياة.
كان ذلك قبل سبع سنوات ونصف.
من المفارقات أنه كان أحد أعظم حراس المرمى في العالم وأنا، الفتاة الصغيرة من بلدة إسكس، تمكنت من إنقاذه.
قالت شركة المقامرة بيتفير Betfair إنها غيرت سياساتها منذ تعافي شيلتون، وفي ظروف مماثلة باتت تعلق حساب الشخص وتفرض أمرا بالاستبعاد إذا كانت هناك مخاوف من أن العميل فاقد للقدرة على التحكم بنفسه.
القصة كما نقلتها لورا ديفلين
[ad_2]