قصة الأم المراهقة وعاملة المنجم الفقيرة التي وصلت إلى منصب نائب الرئيس
[ad_1]
كانت نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2022 في كولومبيا استثنائية لأسباب متعددة. فقد أصبح المقاتل السابق في حرب العصابات جوستافو بيترو أول رئيس يساري على الإطلاق في البلاد، كما أن المرأة التي خاضت معه الانتخابات لتتولى منصب نائب هي ايضاً شخصية غير اعتيادية.
في 7 أغسطس/ آب ستصبح فرانسيا ماركيز التي اصبحت أماً في سن مراهقة وعملت خادمة وعاملة مناجم في منجم للذهب أول نائب أسود لرئيس كولومبيا.
تتمتع ماركيز البالغة من العمر 40 عامًا بسيرة شخصية مميزة للغاية مقارنة بجميع أسلافها. فهي لا تنتمي إلى المؤسسة السياسية والاجتماعية الكولومبية المتنفذة. ورغم أن كولومبيا بلد متنوع للغاية إلا أن مؤسساتها كانت تقليديًا في أيدي رجال ينتمون إلى النخبة الحضرية والأثرياء البيض.
لكن نائبة الرئيس الجديدة لا تعنيها كثيراً القيمة الرمزية لوصول امرأة سوداء إلى قمة هرم السلطة لأول مرة.
الفقر والإقصاء
وقالت لبي بي سي في مقابلة معها في 23 يونيو / حزيران: “لست هنا لأظهر كوجه أسود، أو لأظهر نفسي كامرأة ، أو لمجرد إظهار أننا حكومة شاملة لا تقصي احداً”.
ولدت ماركيز في قرية يولومبورية التي تبعد عن العاصمة بوغوتا أكثر مما توحي به الرحلة التي تبلغ مسافتها 437 كم. وتقع القرية في ولاية كاوكا التي تعتبر واحدة من أفقر المناطق الريفية في البلاد.
كما تأثرت ولاية كاوكا بشدة بالنزاع المسلح في كولومبيا بين الحكومة والجماعات شبه العسكرية والمسلحين المتمردين الذي استمر لما يقرب من 65 عامًا.
قالت “مجتمعي على سبيل المثال هو اوضح مثال عن التهميش التاريخي، لا توجد مياه صالحة للشرب ، ولا توجد مرافق صرف صحي أساسية ولا كهرباء”.
الأمومة والتعدين والنشاط
كانت ماركيز واحدة من 12 طفلاً لأبويها ، وكانت تكسب لقمة العيش في سنواتها الأولى من خلال العمل مع والديها في استخراج الذهب على ضفاف نهر أوفيجاس.
في سن السادسة عشرة ، أصبحت أماً عزباء وبدأت العمل كخادمة منازل من أجل إعالة ابنها الأكبر كارلوس ودفع تكاليف دراستها الجامعية في الهندسة الزراعية. كما حصلت على إجازة في القانون منذ عامين.
وجدت ماركيز أيضاً الوقت الكافي للانخراط في الدفاع عن البيئة بدءاً بالاحتجاجات ضد خطط إقامة سد على نهر أوفيجاس لتوليد الكهرباء في تسعينيات القرن الماضي.
كانت واحدة من الذين قادوا حملة شعبية أدت في النهاية إلى وقف المشروع من قبل المحكمة العليا في كولومبيا.
وأخذت في وقت لاحق زمام المبادرة في المقاومة ضد مبادرات الحكومة الفيدرالية لمنح حقوق التعدين للشركات متعددة الجنسيات وطرد المزارعين الكولومبيين المنحدرين من أصل أفريقي من الأراضي التي كانت ستمنح لهذه الشركات.
ذاعت شهرة ماركيز على مستوى البلاد في عام 2014 من خلال قيادة عشرات النساء في مسيرة طولها 350 كيلومتراً إلى العاصمة بوغوتا لمناشدة الرئيس خوان مانويل سانتوس باتخاذ إجراءات ضد الآثار الاجتماعية والبيئية للتعدين غير القانوني في كاوكا.
شاركت ماركيز أيضاً في مفاوضات السلام بين الحكومة الفيدرالية ومجموعة فارك اليسارية المسلحة الرئيسية في كولومبيا. وقالت خلال المحادثات إن الكولومبيين المنحدرين من أصل أفريقي قد تأثروا بشكل غير متناسب بعقود من الصراع المسلح.
وقالت في مقابلة في 23 يونيو / حزيران: “البيانات الواردة من دائرة الإحصاءات الوطنية تقول إن النساء السوداوات يعشن في المتوسط أقل بخمس سنوات من بقية النساء في كولومبيا. أعتقد أن هذا دليل على انتشار العنصرية في بنية المجتمع وآثارها”.
تهديدات بالقتل
في عام 2018 حصلت ماركيز على جائزة غولدمان البيئية المعروفة بشكل غير رسمي باسم “جائزة نوبل الخضراء”.
لكن الاطلاع بدور بارز على الصعيد السياسي الوطني يعني أيضا أن نائبة الرئيس المقبلة ستتلقى قريباً تهديدات بالقتل في بلد يشتهر بقتل نشطاء حقوق الإنسان.
في عام 2021 وحده قُتل 138 منهم في كولومبيا وفقاً لمنظمة فرونت لاين ديفندرز غير الحكومية وهذا العدد يمثل ثلث جميع عمليات القتل المسجلة في جميع أنحاء العالم في ذلك العام.
كانت ماركيز قد نجت بأعجوبة في عام 2019 عندما اقتحم مسلحون اجتماعا كانت تشارك فيه في مدينة سانتاندير دي كويليتشاو في كاوكا.
وبدلاً من أن تنكفأ وتتوقف عن العمل بسبب ذلك الحادث أصبحت أكثر عزماً على النضال من أجل العدالة. أعلنت ترشحها للرئاسة في أبريل/ نيسان 2021 واكتسبت حملتها زخماً كافياً لتحل في المركز الثاني في الانتخابات التمهيدية لتحالف “ميثاق التاريخ” الذي يضم الأحزاب اليسارية.
كان الفائز الاول هو المقاتل السابق في صفوف فارك جوستافو بيترو الذي دعا ماركيز فوراً للترشج إلى جانبه لمنصب نائب الرئيس.
وقالت ماركيز “الرسالة التي أحملها أنا وجوستافو بترو هي الدعوة إلى توافق وطني كبير يضع أسساً متينة لأولوية السير قدماً في السلام والمصالحة والعدالة الاجتماعية”.
التحدي الذي ينتظر كليهما الآن هو الوفاء بالوعود المقطوعة للكولومبيين المحرومين والمهمشين الذين وصفتهم ماركيز في خطابات حملتها بالاشخاص الذين لا وجود لهم في الحياة الاجتماعية في البلاد.
بالنسبة للعديد من المراقبين فإن تحقيق هذه التعهدات يمثل مهمة صعبة اشبه برحلة وصول ماركيز إلى منصب نائبة الرئيس.
وقالت: “أعتقد أنني كنت شديدة الوضوح مع هذا البلد ومع الشعب وابناء شعبي … لن نغير خمس مائة عام من التجاهل في غضون أربع سنوات”.
“علينا أن نستعد كدولة للسير قدماً في هذا السبيل بقدر ما نستطيع” وقلة من الناس يشكون في افتقار ماركيز للطاقة المطلوبة لخوض هذا الكفاح.
[ad_2]
Source link