الصين تثير المخاوف مجددا بسبب حطام صاروخ خارج عن السيطرة يعود إلى الأرض
[ad_1]
- إيلا هامبلي
- محررة شؤون المناخ والعلوم
يُتوقع سقوط حطام صاروخ صينيّ على الأرض، يوم غدا السبت أو بعد غد، أثناء عودته من الفضاء بعد أن خرج عن السيطرة.
وتعدّ احتمالية سقوط حطام الصاروخ الصيني في منطقة مأهولة بالسكان مسألة بعيدة جدا. لكنها مع ذلك تثير تساؤلات حول تحمّل الدول على اختلافها مسؤولية حطام مركباتها الفضائية.
وسبق لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا أنْ وجّهت دعوات إلى نظيرتها الصينية لكي تصمّم الأخيرة صواريخها بحيث تتفكّك أجسامها إلى أجزاء متناهية الصغر لدى عودتها، كما هو متبّع دوليا.
وأطلقت الصين حديثًا عددا من الصواريخ باتجاه محطتها الفضائية التي لم تكتمل بعد، والمعروفة باسم “تيانغونغ”، ولكن يبدو أن بكين أحيانا تفقد التحكم والسيطرة على هذه الصواريخ لدى عودتها من الفضاء.
وشهد الأحد الماضي إطلاق الصاروخ “لونغ مارش5” حاملا وحدة مختبَر إلى محطة تيانغونغ.
وقالت الحكومة الصينية، يوم الأربعاء، إن عودة الصاروخ لا تشكل سوى تهديد ضئيل لأي شخص على وجه الأرض، لأن أغلب الظن أنه سيسقط في البحر. لكن، مع ذلك، ثمة احتمالية سقوط حطام الصاروخ فوق منطقة مأهولة، كما حدث في مايو/ أيار 2020 عندما تسبب حطام الصاروخ في تدمير عقارات في ساحل العاج.
ويوجد جسم الصاروخ الفارغ الآن في مدار بيضاوي حول الأرض حيث يتعرض للسحْب في طريق عودةٍ خارجة عن السيطرة. ويُتوقع عودة الصاروخ إلى الأرض في حوالي الساعة 00:24 بتوقيت غرينيتش يوم الأحد، أو قبل ذلك أو بعده بـ 16 ساعة، بحسب شركة أيروسبيس غير الربحية للاستشارات الفضائية والتي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها.
ومن السابق لأوانه تحديد مكان سقوط حطام الصاروخ البالغ وزنه 25 طنا على الأرض. وبحسب توقعات أيروسبيس، تتسع رقعة المناطق التي يُحتمل سقوط الحطام بها لتشمل كلا من: الولايات المتحدة، وأفريقيا، وأستراليا، والبرازيل، والهند، وجنوب شرق آسيا.
ويقول الخبير شون غولدزبورا، مدير الشركة الشمالية للفضاء والأمن والتي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، إنه “فيما يتعلق بصاروخ لونغ مارش5 الذي تم إطلاقه قبل خمسة أيام، لا خطة عودة معلومة، تماما كما كان في عمليات الإطلاق السابقة”.
وأضاف غولدزبورا لبي بي سي بأن “فقْد الاتصال، مصحوبا بما يمكن اعتباره نتائج غير متوقَّعة لعمليتَي الإطلاق السابقتين، هما مبعث القلق”.
ويُعتبَر تصميم المركبات بحيث تتفكك لدى عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض إحدى أولويات مشغّلي المركبات الفضائية. ويمكن عمل ذلك عبر استخدام مواد تذوب عند درجات حرارة منخفضة كالألومنيوم.
لكن ذلك سيكون مكلفا في حالة الصواريخ. ومن المعهود أن المواد المستخدمة في صناعة خزانات الوقود، كالتيتانيوم، تحتاج إلى دراجات حراراة عالية جدا حتى تحترق.
علاوة على أن حجم هذه المركبات الفضائية عادة ما يمثّل مشكلة، لا سيما في حالة الصاروخ لونغ مارش5 الذي يزن أكثر من 25 طنا.
ورغم ذلك، تصمم وكالات فضاء أخرى صواريخها بحيث تتفكك أجسامها إلى أجزاء متناهية الصغر بمجرد عودتها للأرض، وذلك منذ سقوط أجزاء ضخمة من سفينة فضاء سكاي لاب الأمريكية على أستراليا عام 1979.
وإثر عودة صاروخ صيني بشكل غير متحكَّم به إلى الأرض، قال مدير وكالة ناسا للفضاء بيل نيلسون “من الواضحٌ أن الصين فشلت في الوفاء بالمعايير الخاصة بحطام مركباتها الفضائية”.
وأضاف نيلسون بأنه “يتعين على الأمم التي ترتاد الفضاء أن تقلّل إلى الحد الأدني الأخطار التي تتهدد الناس والعقارات على الأرض لدى عودة مركباتها الفضائية، كما يتعين عليها في المقابل أن تزيد إلى الحد الأقصى درجة الشفافية فيما يتعلق بتلك العمليات”.
وسبق لصاروخ لونغ مارش5، المصنوع من المواد السابقة عينها، أن أُطلق من قبل مرتين، الأولى في مايو/ أيار 2020 والأخرى في مايو/ أيار 2021، حاملا مكونات مختلفة من محطة تيانغونغ.
وفي المرّتين سقط حطام “المرحلة الأساسية” للصاروخ على الأرض في ساحل العاج وفي المحيط الهندي. وقبل ذلك في عام 2018 كان النموذج التجريبي للصاروخ الصيني قد سقط في المحيط الهادئ.
ولم يتسبب أيّ من عمليات السقوط تلك في حدوث إصابات لكنها أثارت انتقادات عدد من وكالات الفضاء.
وكانت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية الصينية، قد اتهمت يوم الثلاثاء، الإعلام الغربي بشنّ حملة تشويه تقودها الولايات المتحدة ضد صاروخ لونغ مارش5.
وقد حمل لونغ مارش5، في عملية الإطلاق الأخيرة هذه، الوحدة الثانية من أصل ثلاث وحدات إلى محطة الفضاء الصينية.
وتعدّ وحدة المختبر العلمي “وينتيان” البالغ طولها 17.9 مترا هي الأولى من أصل وحدتَي مخبتر ستضمّهما المحطة.
وبدأت الصين بناء المحطة الفضائية في أبريل/ نيسان 2021 بالتزامن مع تدشين وحدة مختبر “وينتيان”. وتأمل بكين أن تكتمل محطتها الفضائية تيانغونغ مع نهاية عام 2022.
[ad_2]
Source link