روسيا وأوكرانيا: هل تسهم الأسلحة الغربية المتطورة في وقف زحف القوات الروسية في إقليم دونباس؟
[ad_1]
- أندرو هاردينغ
- بي بي سي نيوز
قال جنود يخدمون على الجبهة الأمامية في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا إن الأسلحة الغربية المتطورة أوقفت القصف الشرس الذي تشنه روسيا. والسؤال المطروح حاليا هو: هل هذا مجرد هدوء قصير، أم علامة على تحول المد في خضم الصراع؟
شوهد تصاعد خمسة أعمدة من الدخان تخترق سماء زرقاء صافية على منحدر تل يقع شمالي بلدة باخموت الأوكرانية، وهي بلدة زراعية شبه مهجورة تتعرض لقصف روسي مستمر منذ أسابيع.
وقالت مواطنة تدعى آنا إيفانوفا، 86 عاما، تتكيء على عصا تستخدمها في المشي، وتنزع الأعشاب الضارة من حديقتها، بينما تحلق طائرتان تابعتان للجيش الأوكراني على ارتفاع منخفض: “ليست هذه حياة بالنسبة لنا. لا يوجد مكان آمن. أتمنى بصدق أن أموت”.
وبعد عشر دقائق، سُمع دوي انفجار خمس قنابل أو أكثر على نحو متواصل فوق حقول عباد الشمس الصفراء اللامعة في المنطقة الغربية.
يستطيع أي شخص يقود سيارته على مقربة من الجبهة الأمامية المتعرجة لمنطقة دونباس شرقي أوكرانيا، وتحديدا من مدينة سلوفيانسك المدمرة في الشمال إلى القرى الزراعية المهجورة بالقرب من دونيتسك في الجنوب، أن يعتقد كما لو كان القصف الروسي الطاحن والعشوائي لا يزال شرسا على ما يبدو، مقارنة بأي وقت مضى.
بيد أنه في حقل قمح يقع خارج مدينة دونيتسك، قال قائد وحدة مدفعية أوكرانية، طلب عدم الإفصاح عن اسمه بالكامل والاكتفاء باسمه الأول، دميترو، وإلى جانبه مركبة عسكرية خضراء كبيرة: “إنهم لا يطلقون النار كثيرا. تراجع معدل نيران المدفعية (من القوات الروسية) إلى النصف. وربما أكثر، ربما إلى الثلثين”.
كانت تلك المركبة العسكرية، من نوع “سيزار”، فرنسية الصنع، وهي مدفعية ذاتية الدفع مزودة بفوهة إطلاق ضخمة موجهة إلى الجنوب نحو الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، وهي واحدة من عدد كبير من الأسلحة الغربية المتطورة التي يمكن الآن رؤيتها تتحرك على طول الممرات في المدن الريفية في شتى أرجاء دونباس، ويعتقد القائد دميترو وكثيرون آخرون هنا أنهم يساعدون في تحول المد ضد روسيا.
أطلقت مدفعية “سيزار” قذيفة تصم الآذان، أول قذيفة من ثلاث قذائف استهدفت وحدة مشاة روسية وعدة قطع مدفعية على بعد 27 كيلومترا، حسبما قال دميترو.
وأضاف وهو يبتسم: “نحن الآن أكثر دقة (في ضرب الأهداف)، يمكننا ضربهم على مسافة أبعد بكثير”.
وفي غضون دقيقة، أطلق فريق المدفعية قذيفتين أخريين، وكانت المركبة تبتعد بسرعة، قبل أن تُتاح فرصة للمدفعية الروسية بتعقبها وترد على إطلاق النار.
وخلال الأسابيع الماضية، شاهد مدنيون وجنود أوكرانيون، لقطات بطائرات مسيّرة ومقاطع فيديو أخرى على الإنترنت تظهر، على ما يبدو، سلسلة انفجارات هائلة تستهدف الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا.
ويُقال إنها كانت مخازن ذخيرة كبيرة، توجد بعيدة عن الجبهة الأمامية، ولكنها الآن في مرمى الأسلحة الغربية التي وصلت مؤخرا، بما في ذلك مدافع “هيمارس” الأمريكية ومدافع “كراب” البولندية.
وقال يوري بيريزا، 52 عاما، يقود وحدة من متطوعين مهمتها الدفاع عن سلوفيانسك: “استمع إلى هذا الصمت”، في إشارة إلى عدم سماع أي انفجار لأكثر من ساعة خلال صباح أحد الأيام الماضية، أثناء زيارة لشبكة من الخنادق الدفاعية شرقي المدينة.
وأضاف بيريزا: “كل هذا بسبب المدفعية التي قدمتموها لنا، بسبب دقتها”.
وقال: “كان لدى روسيا، في السابق، 50 مدفعا مقابل مدفع لدينا. والآن أصبح الأمر أشبه بخمسة إلى واحد … يمكن تسمية ذلك بتكافؤ”.
بيد أن بيريزا، مثل دميترو، شدد على أن أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من الأسلحة الغربية من أجل شن هجوم مضاد فعّال.
وقال: “لا يستطيعون هزيمتنا، ولا نستطيع هزيمتهم هنا. نحن بحاجة إلى مزيد من المعدات، لاسيما المدرعات والدبابات والطائرات. بدون هذه المعدات ستقع خسائر فادحة في الأرواح. هذه هي الطريقة التي اعتادت عليها روسيا في شن الحرب”.
وأكد دميترو: “حبذا لو كان عدد الأسلحة الغربية ثلاثة أضعاف ما أرسلوه إلينا بالفعل، وبسرعة”.
بيد أن نقص الأسلحة ليس هو الشيء الوحيد الذي يثبط عزيمة أوكرانيا من أجل تحرير الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية. فعلى الرغم من تراجع القصف الروسي، تواصل القوات الروسية الاقتراب من بلدة باخموت الاستراتيجية، الأمر الذي أثار مخاوف بين القوات الأوكرانية بشأن نقص القوة البشرية والتدريب.
صاح شخص قوي البنية مستلقيا على طريق ترابي وهو يصوب بندقيته، ويحيطه 40 جنديا أوكرانيا: “انظروا هذه الحيلة البسيطة”.
وقال الرجل، وهو جندي بريطاني سابق في سلاح المظلات، من بين مجموعة خاصة تقدم الدعم للواء أوكراني وصل مؤخرا لتعزيز الخطوط الأمامية: “ارفع قدمك هكذا”.
كان جميع الأوكرانيين من المتطوعين، ولم يتلقوا سوى شهرين من التدريب الأساسي، بعد أن اتفق قادتهم بطريقة غير رسمية مع مدربين غربيين لتقديم تدريب يستغرق خمسة أيام.
وقال قائد الوحدة، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه: “بالطبع، هذا شيء مخيف. لم أشاهد الحرب من قبل”.
وأضاف مدرب آخر يدعى روب، جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية: “المثير للقلق هو أن هؤلاء الرجال … يفتقرون إلى مهارات الجندية الأساسية التي اعتاد عليها الغرب”.
وكانت الحكومات الغربية قد رفضت إرسال مسؤولين أو متعاقدين إلى أوكرانيا للمساعدة في جهود التجنيد والتدريب العسكري، إذ يوجد عدد قليل من المنظمات الخاصة التي تعمل هنا بشكل مستقل.
وقال آندي ميلبورن، كولونيل متقاعد في مشاة البحرية الأمريكية، وهو يشاهد دورة تدريبية: “إنها قطرة في محيط. لكنها تحدث فرقا، على نطاق صغير”.
وشدد على أن مجموعته المعروفة باسم “موتسارت” ليس لديها أي اتصال مع الحكومة الأمريكية ولا تحصل على دعم منها، بيد أنه انتقد الدول الغربية لرفضها “شديد الحساسية” و”قصير النظر” للمشاركة بشكل مباشر.
وقال: “إنه أمر سخيف، لكن هؤلاء الأشخاص فقدوا الكثيرين لدرجة أنه لم يصبح لديهم (العدد الكافي من المدربين الأوكرانيين). لا بد أن تخطط دول الغرب لذلك الآن”.
[ad_2]
Source link