السفر: هل ولّى زمن الرحلات الجوية الرخيصة؟
[ad_1]
- سهى زين الدين
- بي بي سي
حل موسم الإجازات الصيفية، وبدأت معه رحلات السفر. لكن التحذيرات تتكرر بوجوب حجز العطلات الصيفية في أقرب وقت ممكن، تفاديا لدفع أسعار خيالية لحجز بطاقات السفر.
وقد بات حجز بطاقة سفر بالطائرة مصدر توتر للبعض. فالأسعار في ارتفاع مستمر، واقتناص الفرصة للعثور على بطاقة بسعر مناسب يبدو بحد ذاته رحلة مليئة بالمطبات، ولا بد من شد الأحزمة.
فمتوسط سعر البطاقة ارتفع بنسبة تصل إلى 30 في المئة عن أسعار ما قبل وباء كورونا، رغم اختلاف النسبة من شركة إلى أخرى.
ديون كوفيد
يقول الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي في أفريقيا والشرق الأوسط، كامل العوضي إن “شركات الطيران اضطرت خلال عامي الإغلاق إلى الاقتراض أو الاعتماد على دعم حكومي للاستمرار، بعدما استنفدت كل ما لديها من مال”، لافتاً إلى أنه سيترتب على هذه الشركات “إعادة المبالغ المقترضة إما في فترة قصيرة أو خلال عامين”.
وهو ما يعني، بحسبه، أن شركة الطيران التي كان وضعها جيداً قبل كوفيد 19، هي الآن “غارقة في الدين.”
وفقا للعوضي، فإن ما كان يكلف الشركات دولاراً واحدا، بات الآن يكلفها دولاراً يضاف إليه فائدة القروض.
ويلف العوضي، في حديث مع بي بي سي، إلى عامل آخر، إذ يقول إنه “قبل كوفيد، كان سعر الوقود لتشغيل الطائرات يكلف شركة الطيران 25 إلى 30 في المئة من أرباحها. وقد ارتفع الآن إلى نحو 50 في المئة. ولتعويض ذلك، يتم تحميل الفرق لمشتري بطاقة السفر.”
كل هذا يأتي مع موسم السفر الصيفي، الذي تبلغ فيه أسعار بطاقات السفر أعلى مستوياتها نظرا لتزايد الطلب.
أسعار الوقود هي السبب الرئيسي
ويرى خافيير إسباريتش، الشريك في PWC للاستشارات، قسم النقل والطيران أنه يمكن عزو الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار بطاقات السفر إلى عاملين رئيسيين.
ويقول لبي بي سي إن “الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع أسعار بطاقات السفر هي ارتفاع أسعار الوقود، ونقص اليد العاملة”.
ويلفت إلى أنه بينما “يمكن لبعض شركات الطيران تغطية فارق سعر الوقود على المدى القصير، نظرا لتوقيعها عقود سبقت الارتفاعات الأخيرة في الأسعار، إلا أنها ستجد نفسها في النهاية مضطرة إلى إبرام عقود جديدة بأسعار أعلى.”
ويؤكد في الوقت ذاته أن “ثمة شركات طيران لا تتبع هذا النمط وترفع أسعارها بأثر فوري، إذ لا يمكنها استيعاب ارتفاع ثمن الوقود.”
كيف لا، وقد ارتفع سعر وقود الطائرات، الذي يمثل أكبر تكلفة منفردة لمعظم شركات الطيران، بنسبة 146 في المئة على أساس سنوي، وفقا لهيئة تجارة الطيران (أياتا)، حيث وصل متوسط التكلفة العالمية لبرميل النفط إلى أكثر من 160 دولارا الشهر الماضي.
كما يشير خافيير إسباريتش إلى الأثر الذي تركته أجور العاملين في قطاع الطيران على التكاليف التي تتحملها الشركات، وبالتالي، على أسعار التذاكر.
إذ يؤكد أنه بعد تسريح الكثير من الشركات لقسم من الموظفين خلال فترة الوباء، تسعى الشركات الآن إلى توظيف العمالة للتعامل مع عودة الطلب على السفر، وهو ما أدى إلى ارتفاع الطلب على العمالة في هذا القطاع، وبالتالي “رفع عروض الأجور”.
تقلّب في الحجوزات
ووفقا لأياتا، كان تعافي قطاع الطيران في الشرق الأوسط أسرع منه في أفريقيا، وهو ما يعود جزئيا إلى إعادة فتح الأسواق الدولية ولاسيما الصين، حيث يلعب الشرق الأوسط دور المنطقة الوسيطة أو الترانزيت.
وقد شهد الربع الأول من عام 2022 تقلبا في حجوزات البطاقات في الشرق الأوسط لتتراوح بين 73 و80 في المئة مما كانت عليه عام 2019. أما في أفريقيا، فلم تتجاوز نسبة الحجوزات 57 في المئة مما كانت عليه قبل كورونا.
وبينما تشير البيانات إلى أن الطلب على حجوزات السفر بدأ يشهد عودة إلى مستوياته قبل وباء كورونا، يشهد قطاع الطيران نقصا في المعروض من بطاقات السفر، وهو الأمر الذي لا يعود فقط إلى نقص اليد العاملة، وانما إلى أساطيل الطائرات والتجهيزات التي لم يتم تسليمها في الوقت المطلوب لتشغيلها في موسم الذروة، إضافة إلى الاضطراب في سلاسل التوريد العالمية.
لكن هل ولى زمن الرحلات الزهيدة؟
كامل العوضي لا يعتقد ذلك.
ويقول لبي بي سي إنه لا يزال هناك نقل جوي رخيص نسبيا كما هو الحال مع عدد من شركات الطيران الاقتصادية في المنطقة، والتي، على الرغم من تأثرها بارتفاع أسعار الوقود، تتمكن من حد تكاليفها عبر “الاستعانة بمشغلين خارجيين، واستخدام مطارات ثانوية وليس رئيسية”.
أما المسافرون، فبدأت أعداد متزايدة منهم تلجأ إلى حجز رحلات ربط أكثر من ذي قبل، بدلا من الاعتماد على الرحلات التي تحملهم إلى وجهتهم مباشرة، في مسعى لتقليل التكاليف والتغلب على نقص المقاعد المتاحة في الرحلات المباشرة، علهم يتمكنون من إنقاذ خطط العطلة الصيفية.
[ad_2]
Source link