فيروس كورونا: أدلة جديدة على أن بؤرة كوفيد الأولى تشكلت في سوق صيني وليس في مختبر
[ad_1]
- فيكتوريا جيل
- مراسلة الشؤون العلمية – بي بي سي نيوز
يقول علماء إن هناك “أدلة دامغة” على أن سوق هوانان للمأكولات البحرية والحيوانات البرية، في ووهان الصينية، كان البؤرة الأولى لتفشي كوفيد-19.
ونشرت الثلاثاء دراستان راجعهما باحثون، وتضمنتا إعادة فحص للمعلومات بشأن أول تفش للفيروس في المدينة الصينية.
وتظهر إحدى هاتين الدراستين أن الحالات الأولى المعروفة كانت متركزة حول هذا السوق.
وتستخدم الدراسة الأخرى المعلومات الجينية لتتبع توقيت تفشي المرض، وتشير إلى وجود متحورين مختلفين انتقلا إلى البشر في نوفمبر/تشرين الثاني، أو أوائل ديسمبر/كانون الأول 2019.
ويقول الباحثون في الدراستين إن هذه الأدلة، توضح أن فيروس سار-كوف-2 كان موجوداً في الثدييات الحية التي كانت تباع في سوق هوانان في أواخر عام 2019.
ويضيفون أنه نقل إلى الأشخاص الذين كانوا يعملون أو يتسوقون هناك في “حدثين منفصلين”، انتقل خلالهما الفيروس من حيوان إلى إنسان مسبباً إصابته.
وقال أحد الباحثين المشاركين، وهو عالم الفيروسات البروفيسور ديفيد روبرتسون، من جامعة غلاسغو، لبي بي سي نيوز إنه يأمل في أن “تصحح الدراستان السجل الخاطئ بأن الفيروس جاء من مختبر”.
أدت الجهود العلمية التي استمرت عامين حول الفيروس المسبب لكوفيد-19، إلى توصّل الباحثين لفهم الفيروس ومنشأه بطريقة أعمق.
ومكنهم ذلك من معالجة مشكلة رئيسية في بيانات المرضى المبكرة: إذ كان من بين مئات الأشخاص الذين نقلوا إلى المستشفى وهم مصابون بكوفيد-19 في ووهان، حوالي 50 فرداً فقط يوجد لديهم رابط مباشر يمكن تتبعه إلى السوق.
وقال البروفيسور روبرتسون: “كان ذلك محيراً بالفعل، لأن معظم الحالات لا يمكن ربطها بالسوق. ولكن بعد معرفة ما نعرفه الآن عن الفيروس، وجدنا ما توقعناه – لأن العديد من الأشخاص يصابون بأعراض خفيفة فقط، ويظلون موجودين في المجتمع وينقلون الفيروس إلى الآخرين، وهذا يجعل من الصعب ربط الحالات الشديدة بعضها ببعض”.
ووجد بحث عن توزيع حالات الإصابة جغرافياً أن نسبة كبيرة من المرضى الأوائل – ممن لم يكن لهم اتصال بالسوق، أي أنهم لم يعملوا أو يتسوقوا هناك – كانوا يعيشون بالقرب منه.
وقال البروفيسور، مايكل ووربي، وهو مؤلف رئيسي في الدراسة وعالم أحياء من جامعة أريزونا، إن هذا يدعم فكرة أن السوق كان بؤرة الوباء، مع إصابة البائعين أولاً وإطلاق “سلسلة من العدوى بين أفراد المجتمع في المنطقة المحيطة”.
وأضاف: “في مدينة تغطي أكثر من 3 آلاف ميل مربع، فإن احتمال العثور على منزل تكونت فيه أقدم حالات كوفيد-19، يقتصر على مساحة تتكون من بضع بنايات سكنية يقع بجانبها سوق هوانان”.
وركزت هذه الدراسة على السوق نفسه. ورسم العلماء خريطة للعينات – أخذت بواسطة مسحات من السوائل في المصارف وأكشاك البيع في السوق – التي ثبتت إصابتها بالفيروس.
وأوضح البروفيسور روبرتسون أن “معظم العينات الإيجابية تجمعت حول الجانب الجنوبي الغربي من السوق. وهذا هو المكان الذي عرفنا أن أنواعاً مثل كلاب الراكون كانت تباع فيه”.
وأضاف: “لذلك لدينا تأكيد على أن الحيوانات التي نعرف الآن أنها معرضة لسار-كوف-2، وهو الفيروس المسبب لكوفيد-19، كانت تباع هناك في أواخر عام 2019”.
نظرية التسرب من مختبر
على مدى العامين الماضيين تحوّل البحث عن أصل الوباء القاتل من تحقيق علمي إلى خلاف سياسي محموم.
وتحوّل الموضوع إلى مادة في لعبة إلقاء اللوم الدولية الشرسة – بين السياسيين في الولايات المتحدة والصين في المقام الأول – حول نظرية أن الفيروس قد يكون تسرب من مختبر ووهان، في معهد ووهان لعلم الفيروسات.
وقال البروفيسور ستيوارت نيل، من كلية كينغز كوليدج في لندن، إن هذه الفرضية “لا يمكنها تفسير البيانات”.
وأضاف: “نحن الآن على يقين إلى حد كبير، استناداً إلى الأدلة المجمعة لدينا، من أن الأمر كان حدثاً غير مباشر، وقع في السوق”,
ويتفق العديد من العلماء على أن أسواق الحيوانات الحية المزدحمة توفر نقطة مثالية للأمراض الجديدة “لتنتقل” من الحيوانات إلى الإنسان. وفي الأشهر الـ18 التي سبقت بداية الوباء، أظهرت دراسة منفصلة أن ما يقرب من 50 ألف حيوان – من 38 نوعاً مختلفاً – بيعت في الأسواق في ووهان.
وقال البروفيسور نيل إن الوباء كان على الأرجح نتيجة “ممارسات غير صحية ووحشية وبعيدة عن النظافة وجهت تحذيرات بشأنها إلى السلطات الصينية”.
وأضاف أن الخطر الرئيسي المتمثل في تشتيت الانتباه من خلال البحث عن شخص ما في المختبر لإلقاء اللوم عليه “هو أننا نخاطر باحتمال حدوث هذا مرة أخرى، لأننا نركز الانتباه على المشكلة الخطأ”.
[ad_2]
Source link