رانيل ويكريميسينغه: الرجل الذي شغل منصب رئيس الوزراء ست مرات قبل أن يصبح رئيسا لسريلانكا
[ad_1]
- سايمون فريزر
- بي بي سي نيوز
في غضون أيام معدودة، صعد رانيل ويكريميسينغه من رئاسة الوزراء في سريلانكا إلى رئاسة البلاد ،وهو المنصب الذي طالما تطلّع إليه ويكريمسينغه، لكن التحديات التي تنتظره في منصبه الجديد تبدو هائلة.
وكان رئيس البلاد السابق غوتابايا راجابكسا فرّ إلى الخارج واستقال بعد أشهر من المظاهرات الحاشدة في الجزيرة السريلانكية بسبب أزمة اقتصادية طاحنة.
وتأتي مهمة إنقاذ البلاد من انهيار اقتصادي واستعادة النظام العام على رأس أولويات ويكريميسينغه الذي قال في خطاب قبول وجيز لأعضاء البرلمان الذي انتخبه رئيسا، إن “انقساماتنا انتهت الآن”، وحثّ خصومه على العمل معه من أجل مصلحة البلاد.
لكن كثيرين يتشككون في إمكانية أن تتوحّد سريلانكا تحت قيادة ويكريميسينغه الذي يعارض خصومُه مسألة تفويضه لإكمال المدة الراهنة لحين قدوم موعد الانتخابات في أواخر 2024، رغم أن ذلك هو ما ينصّ عليه دستور البلاد.
ويعدّ ويكريميسينغه النائب البرلماني الوحيد عن الحزب الذي يتزعمه، وهو يدين بانتخابه لمنصب الرئيس إلى أعضاء من الحزب الحاكم بودوجانا بيرامونا والذي كان يقوده الرئيس السابق راجابكسا.
ويلقى ويكريميسينغه استياء بالغا في أوساط الشعب السريلانكي على نحو ينذر بمزيد من الاضطرابات في وقت تحتاج فيه البلاد إلى الاستقرار السياسي حتى تتمكن من استئناف المفاوضات المتوقفة مع صندوق النقد الدولي والحصول على حزمة إنقاذ.
ويتعهد عدد من منظّمي الاحتجاجات في سريلانكا بالاستمرار في التظاهر، مع إشارة كثيرين إلى علاقات وثيقة بين ويكريمسينغه وعائلة سَلفه راجابكسا.
وقالت أنجالي فاندوراغالا، وهي طالبة في الجامعة السريلانكية، إن ويكريميسينغه “حين أتى إلى السلطة تعهّد بمحاسبة كل المسؤولين، لكنه لم يفعل شيئا. من العبث أن يظن أن الشعب سيثق به مرة أخرى”.
ويعدّ ويكريميسينغه نائبا برلمانيا بارزا وزعيما للحزب الوطني المتّحد والذي كان حاكما في سريلانكا. وخاض ويكريميسينغه سباق انتخابات الرئاسة مرتين ولكنه خسر السباق، وكان ذلك في عامَي 1999 و2005.
ومع بداية الألفية الجديدة، كان ويكريميسينغه مرشحا قويا لقيادة سريلانكا، لكن نجمه بدأ يخبو.
وشغل ويكريميسينغه منصب رئيس وزراء سريلانكا ستّ مرات، لكنه لم يكمل فترة واحدة لآخرها. وكانت فترته الأخيرة في رئاسة الوزراء قد بدأت في مايو/أيار الماضي، وقد كان تعيينه بهذا المنصب محاولة لم تؤت ثمارها من جانب راجابكسا للتشبث بكرسي الرئاسة.
بعد ذلك وفي يوم 13 يوليو/تموز، أصبح ويكريميسينغه قائما بأعمال رئيس سريلانكا إثر فرار راجابكسا من البلاد. لكن البداية في المنصب الجديد لم تكن سهلة مع ويكريميسينغه الذي لم يكد يعلن حالة الطوارئ حتى خرج الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع العاصمة -وإلى مقرّ مكتبه في كولومبو- في تحدٍ للقرار.
وفي بيان بثّه التليفزيون، وصف ويكريميسينغه المتظاهرين بأنهم “فاشيون”. لكن هؤلاء كانوا يرغبون في الإطاحة به من السلطة. وقبل أيام قلائل، وفي خضمّ حالة من الاضطراب، أضرم محتجون النيران في محل الإقامة الخاص بويكريميسينغه والذي لم يكن موجودا به وقت الحادث.
وبدأت المظاهرات تشتعل في العاصمة كولومبو في أبريل/نيسان. ومنذ ذلك الحين، أخذت المظاهرات تتسع في حجمها ومداها في أنحاء البلاد.
ومنذ شهور، يعاني السريلانكيون انقطاعات يومية في الكهرباء، ونقصًا في السلع الأساسية كالوقود والغذاء والدواء.
وتشهد احتياطيات سريلانكا من العملات الأجنبية تراجعًا شارف حدّ النضوب، مما يعني أن البلاد لم يعد لديها ما يكفي من الأموال لشراء السلع من دول أخرى.
وازدادت حدة تلك الصعوبات على نحو تفاقمت معه حالة الاستياء إلى حد الغليان في الشارع حتى اضطر راجابكسا إلى الفرار من البلاد – وهو مصير حريٌّ بـ ويكريميسينغه أن يترقّبه.
وقد اشتغل ويكريميسينغه بالمحاماة، وهو ينحدر عن أسرة غنية بالسياسيين ورجال الأعمال.
وفي عام 1977، انتُخب ويكريميسينغه لأول مرة في البرلمان، وقد تدرّج سريعا في المناصب الحزبية ولا سيما بعد انتخاب راناسينغ بريماداسا رئيسا في عام 1989.
وفي عام 1993، شغل ويكريميسينغه لأول مرة منصب رئيس الوزراء. وفي عام 1994، أصبح زعيما للحزب الوطني المتّحد بعد مقتل غاميني ديساناياكي على أيدي متمردين مشبته في انتمائهم لحركة نمور التاميل السريلانكية.
وقد نجا ويكريميسينغه نفسه من محاولة اغتيال عندما انفجرت قنبلة خلال اجتماع كان يتحدث فيه بمدينة إباوالا شمال شرقي العاصمة.
وحاول ويكريميسينغه تحسين صورة حزبه عبر تشكيل لجنة تستهدف التخلّص من الأعضاء الفاسدين في الحزب. كما حاول تغيير مظهره الشخصي عبر عمل قَصّة شَعر مختلفة بحثًا عن مظهر أكثر جاذبية. وقد سعى كذلك إلى توسيع قاعدة الحزب الوطني المتحد عبر السفر إلى القرى.
وكان ويكريميسينغه رئيسا للوزراء إبان تفجيرات عيد الفصح التي شهدتها سريلانكا عام 2019 وأودت بحياة 250 شخصا على الأقل.
وفي آخر انتخابات شهدتها سريلانكا، تعرّض الحزب الوطني المتحد الذي ينتمي إليه ويكريميسينغه للانهيار؛ فلم يتمكن من إحراز أكثر من مقعد واحد في البرلمان وقد شغله ويكريميسينغه كممثل وحيد للحزب برلمانيا. وتمثّل تلك الحقيقة سندًا يتذرّع به خصوم ويكريميسينغه في الطعن بشرعية وصوله لمنصب الرئيس.
لكن أحد الأسباب الرئيسية وراء سخط الناس على ويكريميسينغه يتمثل في قُربه من عائلة راجابكسا. ويعتقد كثيرون أنه ساعد في تأمينهم عندما فقدوا السلطة في 2015.
وفي خطوة لتعزيز سلطته بعد أن أصبح قائما بأعمال رئيس البلاد، أعطى ويكريميسينغه تعليماته إلى لجنة جديدة على رأسها قيادات عسكرية وشُرطية، بـ “عمل اللازم” لاستعادة النظام.
وثمة مخاوف من أن يصدر ويكريميسينغه أوامر لقوات أمنية بقمع المتظاهرين، لا سيما في ظل غياب مؤشرات على تحسن الأحوال الاقتصادية الصعبة التي تعانيها سريلانكا.
وفي مايو/أيار الماضي، قال ويكريميسينغه لبي بي سي، إن الأزمة الاقتصادية “ستتردّي قبل أن يشهد الوضع تحسنًا”.
لكن الاضطراب الذي تشهده البلاد في الوقت الراهن شديد، ولم تتضح بعدُ ماهية التدابير التي يمكن اتخاذها حيال هذا الاضطراب، أو ما إذا كان ويكريميسينغه هو الشخص الذي سيتخذ تلك التدابير.
[ad_2]
Source link