يهودي في الحرم: غضب في السعودية بعد نشر قناة إسرائيلية فيديو لمراسلها على جبل عرفات، فما القصة؟
[ad_1]
أثارت تغريدات نشرتها قناة 13 العبرية لتجول مراسلها على حبل عرفات غضب سعوديين عبر مواقع التواصل، الذين استنكروا دخول الصحفي الإسرائيلي مكة في وقت أهم وأكبر مناسبة دينية للمسلمين وهي موسم “الحج”.
وتداول نشطاء سعوديون مقطعا لمراسل القناة العبرية خلال توجهه إلى مكة المكرمة، في مشهد يعد الأول من نوعه لتجول صحفي إسرائيلي داخل الأراضي المقدسة، بعد تقارير سابقة عن جولة لوفد إسرائيلي في الحرم النبوي.
وتظهر اللقطات المراسل “جيل تماري” في سيارة، مع شخص يتحدث باللغة الإنجليزية، تم إخفاء صوته وصورته وهو يقود السيارة بتماري في الطريق المتجه إلى الحرم المكي ليؤكد تماري أنه على أبواب مكة، وموضحاً أنه “أخفى كونه إسرائيليا عن السائق”، وظل يتحدث معه بالإنجليزية.
ولم يقف الأمر عند المرور بمكة، بل اصطحبه السائق إلى مشاعر الحج، ووصل إلى جبل عرفات ليلتقط المزيد من الصور هناك.
تصريح رسمي
ولم يوضح المراسل الإسرائيلي ما إذا كان قد حصل على تصريح رسمي من السلطات السعودية أم لا.
ولكنه وصف ما حدث بأنه “حلم تحول إلى حقيقة”، وهو ما أغضب مغردين سعوديين.
ولم يتسن لبي بي سي التأكد من هذه المعلومة بشكل مستقل، غير أن تمارى تقدم باعتذار عبر حسابه على تويتر في وقت لاحق.
وقال في تغريدة إن زيارته إلى مكة “لم يكن الهدف منها الإساءة للمسلمين. بل كان الغرض من هذا المسعى برمته إبراز أهمية مكة لإخواننا وأخواتنا المسلمين وللتاريخ البشري”.
محاسبة المسؤول
وقد قوبل خبر دخول الصحفي الإسرائيلي إلى مكة وصعوده جبل عرفات بردود فعل غاضبة عبر مواقع التواصل في السعودية؟
فقد وصف الناشط السعودي عمر عبد العزيز أن ما حدث “وقاحة صريحة وخرق للقوانين السعودية”.
فيما تساءل د. محمد الصغير، الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، عن أسباب تجول صحفي إسرائيلي في مكة؟
كما تعجب كثير من المغردين عن كيفية دخول هذا الصحفي الإسرائيلي إلى مكة؟
وطالب آخرون بإخراج وصاية الحرم من السلطات السعودية.
تصيد للأخطاء
من جهة أخرى دافع فريق آخر عن السلطات السعودية، مؤكدين أن البعض يتصيد الأخطاء.
فيما رأى البعض أن أتباع كل الديانات مرحب بقدومهم إلى الأماكن المقدسة.
العسيري: على السلطات التوضيح
يقول الناشط السعودي يحيى العسيري لبي بي سي إن “هذه الخطوة تأتي ضمن خطوات التطبيع التي تقوم بها السلطات السعودية. البعض يعتقد أن التطبيع هو فتح سفارة والإعلان عن عودة العلاقات بشكل رسمي بينما أن التطبيع هو أوضح من ذلك بكثير. فالتطبيع هو أن تكون العلاقة مع إسرائيل كأمر طبيعي وعندما تقوم السلطات السعودية بذلك فهو مزيد من الانفصال عن الخيار الشعبي”.
وأكد العسيري أنه على ثقة أنه “إذا ما أجرى استفتاء رسمي، فسوف يرفض الشعب السعودي هذا التطبيع”، وأنه “ضد هذه الخطوات إلا أن السلطات تصر على أن تنتهج خطوات دون الرجوع إلى الخيار الشعبي ومن يعترض على قرارات السلطات فإن مصيره السجن”.
– ولكن هناك من يقول إن الصحفي قد دخل دون الحصول على تصريح رسمي من السلطات السعودية فما رأيك؟
“ربما يكون قد دخل بأوراق وهوية فعلا مختلفة هذا أمر وارد، ولكن حتى إن كان هذا ما حدث، فقد رأينا زيارة عدد من السعوديين إلى إسرائيل واستقبال رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو لأحد هؤلاء. واستقبال حاخام يهودي في السعودية. وبالتالي بصرف النظر عن هذا الحادث فإن هناك العديد من الخطوات في اتجاه التطبيع مع إسرائيل”.
-ماذا ستفعل السلطات السعودية في حال ثبوت عدم حصول هذا الصحفي على تصريح رسمي؟
“على السلطات السعودية أن تتوقف بداية عن خطوات التطبيع التي شرعت فيها، وآخرها فتح رحلات جوية مباشرة مع إسرائيل قبل زيارة بايدن”.
-هناك من يؤكد إن السعودية إذا أرادت التطبيع لن تبرر ذلك فما تعليقك؟
“يجب طبعا على كل السلطات التي تنتمي إلى الشارع، وخاصة في مجتمع مثل المجتمع السعودي لا يوجد له ممثلين ولا توجد له مشاركة شعبية قبل اتخاذ أي قرارات، ففي أقل تقدير أن يفهم الشارع ما يجري ويكون له صوت. أما أن يجرى كل ما يجري ثم يأتي من يقول إنه ليس على السلطات أن تبرر فهو يعد استهتارا بهم”.
-ولكن شعائر الحج مناسبة عالمية يريد العالم أن ينقل أخبارها وصورها، فما الخطأ في دخول مراسل لقناة عبرية؟
“الخطأ هو أن هذا الشخص ضمن منظومة احتلالية، وبالتالي التواطؤ معه لا يعني تقبل الآخر مع الاختلاف في العقائد أو الديانات، ولكنه يعني قبول هذا الكيان الذي يريد استبدال شعب بدلاً من الشعب. هناك شعب محاصر يهجر من أرضه ويتم التضييق عليه، وبصرف النظر عن دينه وعرقه، ليست علاقة بما يحدث هناك. وبالتالي هو يعد تواطؤا مع من يقومون بهذه الأفعال”.
استبعاد وجود تصريح رسمي
من جهته، استبعد المحلل السياسي هاني النقشبندي أن يكون مراسل القناة العبرية قد حصل على تصريح من السلطات الرسمية في السعودية، لأن السلطات لن تسمح بدخول شخص غير مسلم لتلك المقدسات، لأنه لا يدخلها سوى المسلمين.
وأكد في تصريحات خاصة لبي بي سي أنه “قد يكون قد دخل بصفة صحفي، خاصة أنه لم يتحدث مع حجاج أو مسؤولين، ولم يظهر مثلاً الميكروفون وعليه شعار التليفزيون الإسرائيلي أو ما يوحي أو يشير بأنه إسرائيلي. هو ارتدى زيا غربيا في المناطق المقدسة، فقد يكون قد دخل كصحفي أجنبي”.
وأكد النقشيندي أن “الحج هو المناسبة الأهم في العالم الإسلامي، وبالتالي فقد يكون هناك اهتمام عالمي من قنوات أجنبية لتغطية الحادث. وهذا بافتراض أن ما يقوله هذا الصحفي صحيحا”.
-هل يمكن اعتبار هذا الحدث خطوة في اتجاه التطبيع؟
“بطبيعة الحال إذا ما أرادت السعودية أن تطبع هل تطبع عن طريق استقبال صحفي إسرائيلي في أماكن مقدسة؟”.
وأشار النقشيندي إلى أنه “يمكن إرساله إلى الرياض أو جدة، فعلى سبيل المثال، جدة بها العديد من الأحداث التي يتطلع إليها العالم الآن”.
وأضاف: “حتى القمة الأخيرة التي جرت بوجود بايدن، والتي تم فيها الحديث عن التطبيع مع إسرائيل، مع هذا عاد الرئيس الأمريكي إلى الولايات المتحدة كما أتى، فهو لم يحرز أي تقدم، بدليل أنه حتى لم يكن مرضيا للجانب العربي ولا لدول مجلس التعاون الخليجي ولا مصر ولا الأردن ولا العراق ولا الجانب الإسرائيلي نفسه”.
“وبالتالي في نهاية المطاف، فكيف يخفق الرئيس الأمريكي في ملف التطبيع فيما تمنح السعودية في مناسبة هامة كالحج الصلاحية لصحفي إسرائيلي لدخول الأماكن المقدسة؟ هذا يؤكد أن هذا الصحفي لم يدخل تلك الأماكن المقدسة بصفة رسمية”.
وتابع: “السعودية تعلم تماما مدى حساسية هذا الموضوع للعالم الإسلامي، وبالذات في هذا التوقيت. وقد اتبعت الرياض في الفترة الأخيرة نهجا يراعي مصالحها، وفي الوقت نفسه، عدم إثارة غضب المسلمين، كونها في نهاية المطاف تمثل المسلمين في موسم الحج والمشاعر والطقوس المرتبطة به”.
-ولم لا تكون بداية فقط للتطبيع مع إسرائيل؟
“هل أبرز هذا الصحفي دليلاً على أن لديه تصريح كمراسل لقناة إسرائيلية لتغطية هذا الحدث؟ ثانياً لو أرادت السعودية أن تطبع مع إسرائيل، فهي دولة ذات سيادة، وهي لا تحتاج إلى تقديم تبريرات أو رموز أو إطلاق بالونات اختبار”.
-إذا هل لنا أن نكذب الإعلام الإسرائيلي؟
“إذا افترضنا أن الإعلام الإسرائيلي صادق في كل ما يقدم، فلن يكون للفلسطينيين حق في فلسطين، فهل يمكن قبول هذا؟”.
وأضاف النقشيندي أن “أهم المؤسسات الإعلامية حول العالم ترتكب أخطاء، ولا تكون بالضرورة حيادية ونزيهة”.
وختم حديثه بالقول: “أتحدى أن يكون مع هذا الصحفي تصريح رسمي من السلطات السعودية باسمه وجنسيته وديانته لدخول الأماكن المقدسة”.
تعديل اللافتات
وكانت السلطات السعودية قد بدلت اللوحات الإرشادية، التي تستقبل زوار المدينة المنورة ثاني أهم البقاع المقدسة في الإسلام، التي تحمل العبارة الشهيرة “للمسلمين فقط” وسط لون تحذيري أحمر.
ومفاده تلك اللوحات أن الديانة شرط لدخول المنطقة المقدسة على غرار مكة المكرمة، لكن السلطات غيرتها منذ عدة أيام إلى عبارة تبدو أكثر تلطفاً وترحيباً “إلى حد الحرم”، في حين بقي ممنوعا على غير المسلمين دخول مكة.
[ad_2]
Source link