زيارة بايدن للسعودية: هل غلبت واشنطن مصالحها على مبادئ حقوق الإنسان؟
[ad_1]
في مقال كتبه دينس روس، المبعوث الأميركي السابق، لعملية السلام في الشرق الأوسط، والمساعد الخاص السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما، قبيل زيارة الرئيس جو بايدن الأخيرة للشرق الأوسط اعتبر أنه “يتعين على الرؤساء الأمريكيين اتخاذ الخيارات وتحديد الأولويات – وهذه الخيارات، تبدو في كثير من الأحيان، وكأنها تدل على تقديم المصالح على القيم”.
كان دينيس روس، يفند آراء المنتقدين لزيارة بايدن للسعودية، ورده الاعتبار لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فقال إن هناك مصالح لأمريكا يجب مراعاتها، وأن هؤلاء المنتقدين يتناسون وجود تلك المصالح، ويتصورون أن الأمر يتعلق فقط بمبادئ حقوق الإنسان، التي تدافع عنها أمريكا.
مصافحة قبضة اليد
تلك الصورة لمصافحة “قبضة اليد”، بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الأمريكي لدى استقبال الأول له في القصر الملكي في جدة، أثارت تعليقات واسعة، بعد أن غطت الصفحات الأولى للصحف في الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أخرى في العالم، وسط انتقادات من مدافعين عن حقوق الإنسان، تتهم الرئيس الأمريكي، بأنه ضحى بالمبادئ،التي طالما تغنى بها، مقابل مصالح مع النظام السعودي، على رأسها النفط.
وقد دفعت صورة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهو يصافح ولي العهد السعودي، البعض إلى القول بأن الصورة التي رسمها بايدن لنفسه، على مدار سنوات كمدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، اهتزت خلال أقل من أربع وعشرين ساعة قضاها في السعودية.
وكان الفريق الإعلامي المرافق للرئيس الأمريكي، قد قال في مستهل جولته الشرق أوسطية، إن بايدن سيتخذ احتياطات صحية إضافية بسبب كوفيد-19، وحينها اشتبه الصحافيون على الفور، بأنه يريد تجنب مصافحة بن سلمان، لكن ورغم أن المصافحة بين الرجلين في جدة، اقتصرت على قبضة اليد، فإنها أثارت ما اثارت في الصحف الأمريكية.
تناقض المواقف
وتبدو الصورة موحية بالتناقض بصورة كبيرة، فيما يتعلق بموقف الرئيس، مع معرفة أن الرجل هو نفسه، الذي تعهد خلال حملته الانتخابية، بمعاملة المملكة العربية السعودية على أنها دولة “منبوذة”، بسبب قناعته بضلوع النظام السعودي، في قتل الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي، وكذلك بالنظر إلى الإعلان الذي أطلقه في الرابع من تموز/يوليو ،2021 حول مكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية، إذ قال يومها “نقود بقوة مثالنا وليس بمثال قوّتنا. نحن جزء من شيء أكبر منّا بكثير. نقف كمنارة للعالم”.
وهكذا بدا الكثير من وسائل الإعلام العالمية، وكذلك الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، مشغولين بذلك التباين الذي ظهر عليه موقف الرئيس خلال زيارته الأخيرة للسعودية، بين من يقولون إنه يثبت برجماتية السياسة الأمريكية، التي ترتكز إلى المصالح قبل كل شئ، وربما تضحي في سبيلها بمبادئ حقوق الإنسان، وبين من يرون أن المنتقدين ينسون وجود مصالح أمريكية، وأن من حق الرئيس أن يحافظ عليها، خاصة في ظل التحديات الدولية الراهنة.
ووصف فريد رايان، المدير التنفيذي لصحيفة الـ”واشنطن بوست” التحية بقبضة اليد بين بايدن وبن سلمان بأنها “أسوأ من المصافحة”. وقال في بيان “لقد أظهرت شعوراً بالحميمية والراحة التي تمنح محمد بن سلمان إعادة التأهيل غير المشروطة التي يتوق إليها”.
من جانبه كتب كينيث روث، المدير التنفيذي لـ”هيومن رايتس ووتش” السبت 16 تموز /يوليو على “تويتر” قائلا “المستبدّون يبتسمون، يمكن بيع دعم بايدن لحقوق الإنسان مقابل قطرة من النفط”.
ورغم تبريرات بايدن المتتالية، بأن زيارته للسعودية تأتي في إطار الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي، ومحاربة روسيا والصين، وقوله بأنه لم يتخل عن مفهوم حقوق الإنسان في السياسة الخارجية، إلا أن مراقبين يرون أن الإدارة الأمريكية، أجبرت على تبني سياسة الأمر الواقع، والتعامل مع المنطقة العربية كما هي، مثلما أجبرت على التعامل مع العالم كما هو، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ غيرت موقفها من الاستبداد والديكتاتورية، من أجل بناء حلف دولي ضد روسي.
واقعية المصالح
ويطرح المنتقدون لزيارة بايدن للسعودية، ولقاءه محمد بن سلمان، الأمر في صورة مجردة من أي رتوش، فالأمر بالنسبة لهم، هو تجديد بايدن للعلاقات مع حليف استراتيجي قديم لواشنطن، ومستهلك رئيسي للأسلحة، ومورد لاغنى عنه للنفط، ويعتبر هؤلاء أن بايدن، يحتاج إلى إنتاج أكثر تدفقا للنفط، من أجل خفض أسعار الوقود المرتفعة، والتي قد تؤثر على شعبية حزبه الديمقراطي، في الانتخابات التشريعية المرتقبة، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل .
غير أن إمكانية انتاج السعودية لمزيد من النفط، لتلبية حاجة بايدن والولايات المتحدة، تبدو غير مؤكدة حتى الآن، إذ تقول صحيفة الـ ” فاينانشال تايمز” بتاريخ 14 تموز يوليو الجاري، إن السعودية لا تستطيع إنتاج نفطها بمعدلات أكثر من الحالية، وهي لاتريد والكلام للصحيفة استخدام قدراتها الفائضة، كما تشير الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين، يعرفون تلك الحقيقة منذ البداية.
ويعتبر ناشطون دوليون في حقوق الإنسان، أن ظهور الرئيس الأمريكي خلال زيارته الأخيرة للسعودية، بمظهر الذي يقايض القيم الأمريكية ومبادئ حقوق الإنسان، والتحول عن مبادئه بزاوية 180 درجة، سيكون له تداعياته الوخيمة على قضية حقوق الإنسان دوليا، إذ أنه يرسل برسالة لكل الحكام الدكتاتوريين في العالم، مفادها أن واشنطن لا تتمسك بتلك المبادئ، وأنها قد تتخلى عنها مع تلبية بعض حاجاتها ومصالحها، في وقت تبدو فيه واشنطن في موقف متناقض، وهي تحشد عالميا ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي تصفه دوما بأنه غزو ديكتاتوري.
هل ترون أن بايدن تخلى بزيارته للسعودية عن مبادئ حقوق الإنسان؟
لماذا يغفل منتقدو بايدن وجود مصالح أمريكية يتعين على الرئيس الحفاظ عليها؟
هل تتفقون مع مايقوله نشطاء حقوق الإنسان من أن سلوك بايدن خلال زيارته للسعودية يحمل رسالة تأييد للدكتاتوريين في المنطقة والعالم؟
وبرأيكم هل سيحقق بايدن مايريده بدفع السعودية لضخ مزيد من النفط في الأسواق؟
كيف ترون ما قيل عن إثارة بايدن لقضية مقتل خاشقجي في حديثه لبن سلمان؟
هل ماتزال واشنطن برأيكم تحظى بنفوذها القديم في منطقة الشرق الأوسط؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 18 تموز/ يوليو
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link