استقالة جونسون يجب أن تقضي أيضاً على الجونسونية – في الغارديان
[ad_1]
لا تزال استقالة بوريس جونسون من رئاسة الحكومة ومن زعامة حزب المحافظين الحاكم، وبقائة في منصب رئيس الوزراء حتى إيجاد بديل له، الخبر المهيمن على الصحف البريطانية،
البداية مع صحيفة الغارديان التي نشرت مقالاً بعنوان “كل شيء ملوث بأكاذيب جونسون يجب التراجع عنه، بما في ذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بركسيت)”.
وجاء في المقال الذي حمل توقيع جوناثان فريدلاند أنه “كان لاستقالة جونسون هذا الأسبوع أن تقضي ليس فقط على جونسون ولكن على الجونسونية والظروف التي جعلت ذلك ممكناً، وتقديم دروس أوسع لسياستنا”.
وأضاف “إن الحساب لا بد وأن يكون أوسع نطاقاً وسوف يكون من الضروري أن يشمل قضية بركسيت”.
وأشار فريدلاند إلى أنه “بتقييم إرث جونسون، وضع معجبوه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على رأس القائمة”.
واستدرك قائلاً “لكنه الآن محكوم عليه ككاذب من قبل أتباعه، ومن بينهم مؤيدو بركسيت الملتزمون. من المؤكد أن أي دولة ستفقد الثقة في المنتج الذي اشترته عندما تكتشف أن الرجل الذي باعه لها محتال”.
وأضاف المقال “ينبغي لها أن تفعل ذلك، ولكن قلة من الناس ما زالوا حريصين على الضغط على هذه النقطة”.
ونقل عن نعومي سميث من مجموعة “بيست فور بريتين” المناهضة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قولها إن “إبلاغ ناخبي الخروج بأنهم تعرضوا للكذب يلعب دورا في استفزازهم: يمكنك أن ترى تصلّباً في الرأي لديهم. إنهم يقولون: أنا لست أحمق، لم أنخدع”.
وبحسب مقال الغارديان، “تشكّ سميث في أن المتنافسين على زعامة حزب المحافظين، حتى المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيكونون حذرين عند الحديث عن مشروع قانون بروتوكول إيرلندا الشمالية الذي قدمه جونسون، على سبيل المثال، مع خرقه المتعجرف للاتفاقيات الدولية: فهم سيتحدثون عن احترام القواعد والالتزلم بالقوانين والمعاهدات الدولية بدلا من الحديث عن التبعات السلبية التي لحقت ببريطانيا جراء خروجها من الاتحاد الاوروبي كتباطؤ النمو وغلاء الاسعار”.
وختم الكاتب بالقول “قد لا يرغب السياسيون في قول ذلك، لكن هذا الأسبوع هو علامة فارقة في مصير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. لقد سقط المؤلف الرئيسي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: فمكانة مشروعه الكارثي تسير في الاتجاه نفسه”.
استعادة الثقة في السياسة
وبالانتقال إلى صحيفة الفايننشال تايمز، فهناك مقال نُشر بعنوان “بريطانيا بحاجة إلى استراحة خالية من رئاسة بوريس جونسون المتهورة للحكومة”.
وقالت كاتبة المقال كاميلا كافينديش “تحتاج البلاد إلى رئيس وزراء جاد قادر على المضي قدماً في استعادة الثقة في السياسة، وفي بريطانيا”.
وأضافت “لا أستطيع أن أرى كيف يمكن للزعيم القادم أن يكون أي شخص استمر في الخدمة في حكومة جونسون. وقد شوهوا جميعهم من خلال تعزيز تهوره”.
وكتبت “يجب أن يكون الزعيم القادم قويّاً بما يكفي لتعيين مجلس وزراء على أساس الجدارة، وليس التملق”.
وأشارت إلى أن الرئيس القادم “سيحتاج إلى سد الثغرات الفكرية الكبيرة في بيان جونسون”.
وقالت “هو يتحدث إلى ما لا نهاية عن تفويضه كذريعة للبقاء في السلطة. كان لديه تفويض في عام 2019: كان لإبقاء (جيريمي) كوربين بعيداً والتغلب على مأزق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي حققه من خلال الفوز بالأغلبية”.
وأضافت “الآن نحن بحاجة إلى رؤية متماسكة للنمو الاقتصادي والإنتاجية، وهو ما يفتقر إليه جونسون. نحن بحاجة إلى بيان لإصلاح الخدمات العامة. نحن بحاجة إلى حكومة تركز على هذه الأولويات وتضع حدا لفرط نشاط مجموعات التركيز والحروب الثقافية ومطاردة العناوين الرئيسية”.
ومضت بالقول “يجب أن يكون رئيس الوزراء المناسب قادراً على التودد، كما فعلت مارغريت ثاتشر في الثمانينيات، للمستثمرين ورجال الأعمال الذين سيصنعون أو يكسرون اقتصادنا”.
وقالت “سيكون واثقاً بما فيه الكفاية من إنهاء الكتلة الأيديولوجية للانخراط مع أي شخص صوت على البقاء. ودبلوماسية بما يكفي لإصلاح الأسوار مع حلفائنا، ليس أقلها بشأن بروتوكول إيرلندا الشمالية الذي أغضب البيت الأبيض”.
وتابعت “ستملأ قائمة المرشحين هذه الصفحة بأكملها. لكن جيريمي هانت وريشي سوناك لديهما القدرة والخبرة لقيادة البلاد. يتمتع هانت بفائدة إضافية تتمثل في كونه خارج مجلس الوزراء، حيث يقدم نقداً ناضجاً لجونسون طوال الوقت”.
وختمت بالقول “لم تؤد ثورة جونسون الدائمة إلى أي مكان. يجب أن تنتهي، اليوم، وأن يحل محله شيء لم يفهمه أبداً – حكومة رصينة وجادة”.
كيف لا تكون رئيساً للوزراء
ونختم في صحيفة التايمز التي نشرت مقالاً بعنوان “علّمنا بوريس جونسون درساً واحداً قيّماً: كيف لا تكون رئيساً للوزراء”.
وقال الكاتب أنثوني سلدون “لم تكن النزاهة الشخصية لأي من رؤساء الوزراء السابقين الذين تنحوا عن السلطة وحكمهم موضع تساؤل متكرر وعلني حول القضايا الأخلاقية. لم يتشبث أحد بالسلطة بهذه الوقاحة بعدما أصبح من الواضح بما لا يدع مجالاً للشك أن اللعبة قد انتهت”.
وأضاف “كان ديفيد كاميرون، على الرغم من انتقاده من قبل البعض لاستقالته بعد استفتاء الاتحاد الأوروبي في يونيو/ حزيران 2016، يعلم أنه إذا بقي لتحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فلن يؤدي ذلك إلا إلى إدامة الحقد”.
وأشار إلى أن كاميرون فكر آنذاك في تيريزا ماي “التي فاز خطابها النهائي المؤثر والكريم للتنحي عن رئاسة الحكومة بالعديد من أصدقائها”، مضيفاً “قارن ذلك بكلمات جونسون الأخيرة ذات النبرة الصماء”.
ورأى سلدون أن “الفرصة أتيحت لجونسون للرحيل بكرامة والاعتذار عن أخطائه في الحكم، ليس أقلها بعد سلسلة الأخطاء التي استهلكت أيامه الأخيرة كزعيم للحزب. لقد فجرها. ربما كان يعرف في أعماقه أن اعتذاراته العديدة لم تكن صحيحة تماماً، ولم يكن هناك فائدة تذكر من عرض أجوف آخر للندم”.
وأضاف أن “النبرة التي اختارها، مع إلقاء اللوم على القطيع الذي تحرك ضده، تجبرنا على السؤال: هل كان هذا هو الرحيل الأكثر غرابة في الذاكرة الحديثة؟”.
وقال “يحاول رؤساء الوزراء الأخيرون وفرقهم محاكاة ثاتشر وبلير، اللذين يعتبران المعيار الذهبي في كيفية الفوز في الانتخابات وإنجاز الأمور”.
وأضاف “قد ينظر إلى جونسون على أنه عكس ذلك: كيف لا نفعل ذلك”.
واعتبر الكاتب أن جونسون “كسر كل قاعدة تقريباً حول كيفية أن تكون فعالاً، مثل تعيين أفضل الأشخاص والتمسك بهم، تحديد جدول أعمالك المحلي الأساسي والتمسك به بلا هوادة؛ عدم تشتيت الانتباه بالزائل أو بمطاردة عناوين الغد. والتأكد من أن سلوكك الشخصي لا لوم عليه”.
ومضى قائلاً “يشكل رئيس الوزراء البريطاني المنصب من خلال أفعاله. إذ لا يوجد دستور مدوّن. رئيس الوزراء هو ما يفعله رئيس الوزراء”.
وأضاف “كما أظهر جونسون، فإن القواعد والاتفاقيات التي تحكم رئيس الوزراء وتقيده مرنة للغاية”.
وأوضح أن “النظام نجح في الماضي لأن شاغلي الوظائف اختاروا التصرف بطرق لا تنتهك الاتفاقية”.
وختم قائلاً “لقد خلص البعض الآن إلى أن تجربة جونسون كانت ضارة للغاية لدرجة أنه يجب تدوين، بشكل أكثر رسمية، القواعد والاتفاقيات لضمان عدم تكرار رئيس وزراء آخر يتصرف بالمثل”.
[ad_2]
Source link