“أريد الحج قبل أن أموت”.. كيف اضطرت أسر عربية لتأجيل الحج للعام القادم؟
[ad_1]
- عبدالرحمن أبو طالب
- بي بي سي عربي
“عندما أشاهد الحجاج عبر التلفزيون، يؤدون مناسك الحج، يقشعر بدني وأبكي. كنت أتمنى أن أكون بينهم، لأطوف بالبيت الحرام معهم، وأؤدي باقي المناسك”. تحكى هدى إبراهيم بعد أن فشلت في الحصول على تأشيرة للحج هي وزوجها علي رجب، بسبب قلة التأشيرات المتاحة.
خفضت المملكة العربية السعودية أعداد الحجاج لأقل من نصف العدد المعتاد، حيث قررت استقبال مليون حاج هذا العام، بدلا من مليونين ونصف المليون شخص، تمكنوا من الحج قبل وباء كورونا، في محاولة لمواجهة تداعياته.
ويعد الحج هذا العام الأول، الذي تستقبل فيه السعودية حجاجا من خارج المملكة منذ انتشار فيروس كورونا قبل عامين.
كل هذه الظروف دفعت كثيرين لتأجيل خططهم لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، للعام المقبل.
حلم العمر
قبل 8 سنوات، زار الزوجان هدى وعلي البيت الحرام في مكة لأداء العمرة، قبل أن يقررا أن يعودا إلى هناك مرة أخرى، لأداء مناسك الحج.
“كنت سعيدا كالمجنون، ومن فرط سعادتي كررت أداء مناسك العمرة طوال إقامتي بمكة وقتها، والآن لا نبتغي غير حج البيت الحرام، روحانيات الحج لا يعادلها شيء”، يقول علي.
ينظر كثير من المصريين للحج باعتباره رحلة العمر، ويظل بعضهم يدخر ثمنها طوال حياته. وتضيف هدى”أداء العمرة مهم، لكن الحج هو الفريضة، وهو أعظم ثوابا”.
انتظر الزوجان بلوغ علي سن الستين، ليحصل على مكافأة نهاية الخدمة من وظيفته الحكومية، لتعينه على تكاليف الرحلة.
وفي عام 2018 حصل على المكافأة المنتظرة، وصار يمتلك أموالا تكفي تكاليف الحج لكليهما، إضافة لتجهيز احتياجات ابنتهما للزواج.
لكن منذ ذلك الوقت، لم يحالفهما الحظ للحصول على تأشيرة الحج، فتركا وثائق سفرهما لدى شركة سياحة، أملا في فرصة أخرى.
القُرع التي تنظمها الحكومة المصريةهي إحدى وسائل الحج في مصر. لكن أعداد الراغبين في الحج دائما ما تكون أكبر من التأشيرات المخصصة للمصريين.
تكلفة مضاعفة، وفرص أقل
لم تعد مدخرات الزوجين علي وهدى تكفي تكاليف الرحلة لهذه العام، فقد ارتفعت أسعار الحج في معظم دول العالم بسبب تداعيات وباء كورونا.
ويحكى علي، “عندما حاولت الحج قبل 4 أعوام، كانت تكلفة الحج بالنسبة للفرد الواحد نحو 55 ألف جنيه، لكنها بلغت الآن 110 آلاف جنيه (5833 دولار بمعدل الصرف الحالي). انخفضت قيمة الأموال، ولم يعد باستطاعتي تحمل التكليف لكلينا. عرضت على زوجتي أن أذهب وحدي، على أن تحج هي في وقت لاحق”.
وافقت الزوجة على مضض، لكن فكرة أخرى لاحت لعلي، “عندما وجدتها تبكي في الغرفة لأنها لن تسافر معي حزنت، ففكرت في بيع شقة كنا نعدها ليتزوج ابننا فيها، قبل أن يوافق أخي على أن يقرضني بعض المال”.
“العمر يجري”
تحتفظ هدى بملابس الإحرام في خزانة ملابسها منذ سنوات، وتخرجها للعناية بها كلما اقترب موسم الحج. لكنها أعادتها لمكانها مرة أخرى قبل أيام.
على عكس توقعات الزوجين، لم تكن القرعة من نصيبهما في الحصول على تأشيرة الحج هذا العام أيضا، ورغم تدبير المبلغ المطلوب. يقول علي “كنت أعتقد أن ارتفاع الأسعار وكثرة القيود ستقلل عدد الراغبين في الحج هذا العام، لتصبح فرصنا أكبر، لكن لم يكتب لنا نصيب”.
كان وقع الخبر على هدى هذا العام أشدة قسوة، وتقول إنها حزنت كثيرا، واشتدت عليها أعراض مرض السكري من كثرة البكاء.
“العمر يجري، وأنا أتمنى أن أحج قبل أن أصاب بمرض يمنعني من السفر، أو ينتهي أجلي” تضيف الزوجة الخمسينية.
لكنها تخشى أن تتقلص فرصهما للحج كلما مر الوقت. السعودية تشترط حاليا أن يقل عمر الحجاج عن 65 عاما، وقد اقترب علي من بلوغ هذا العمر.
وتطالب هدى، بإلغاء هذا الشرط، وتقول “حتى لو كان هذا لا ينطبق علي، فلا يمكن أن أسافر أي مكان بدون زوجي”.
“لا ثواب يعادل ثواب الحج”
يقول الزوجان إنهما يواظبان على الكثير من العبادات والفرائض الدينية، طمعا في المزيد من الثواب. ويرددان أحاديث نبوية تقول إن المكوث في أي مسجد لقراءة القرآن والذكر بين صلاة الفجر وشروق الشمس، يعادل ثواب الحج والعمرة.
لكن كل ذلك لا يغني عن الحج من وجهة نظرهما. ويضيفا “البعض يقول سيكتب لكما ثواب الحج لأنكما نويتما أداءه، لكن لا شيء يعادل أداء الفريضة”.
يترقب كثيرون انخفاض الأسعار وتخفيف القيود الحالية، ليتمكنوا من الحج العام المقبل.
“حتى لو ارتفع السعر مرة أخرى العام المقبل، سأبيع ما يمكن بيعه لأذهب” تؤكد هدى.
[ad_2]
Source link