الحوار الوطني في مصر: جدل حول مدى جديته مع اقتراب انطلاقه – صحف عربية
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
استمرت صحف ومواقع عربية في التعليق على الحوار الوطني في مصر والذى كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد دعا إليه في نيسان/أبريل الماضي. وكان أعضاء مجلس أمناء الحوار الوطني قد عقدوا جلسة علنية في الخامس من الشهر الجاري للإعداد لانطلاق الحوار رسمياً بعد عيد الأضحى.
وانقسم الكتاب حول جدية هذا الحوار وحول إمكانية أن يُفضي إلى تغييرات حقيقية في الحياة السياسية في مصر.
“تحديد أولويات”
عبر أحمد جمال في “العرب” اللندنية عن الجدل القائم حول قدرة الحوار “على تحديد أولوياته والتركيز على قضايا عاجلة تتصدر اهتمامات الرأي العام” بعد أن أشار رئيس الأمانة الفنية أن الاقتراحات المقدمة للنقاش “بلغت أكثر من 15 ألف ورقة”.
كما أشار الكاتب إلى جانب آخر أثار الجدل، يتعلق برفض الحديث عن الدستور وعدم مشاركة جماعة الإخوان المسلمين.
ويتابع: “ذهب متابعون للتأكيد على أن عدم وضوح تفاصيل الحوار وأولوياته مع انطلاقته الأولى يترجم صعوبات من المتوقع أن يواجهها في الجلسات المقبلة، لأن قوى الموالاة لم تعتد على الدخول في نقاشات سياسية مع أقطاب المعارضة ولديها براغماتية تدفعها لتصدير أهدافها لتكون على رأس الحوار، إلى جانب ضعف وترهل المعارضة غير القادرة على أن تكون نداً قوياً للحكومة وأذرعها السياسية”.
“جماعة وطنية مأزومة”
وتحت عنوان “النظام المصري ومناورة الحوار الوطني”، يقول تقادم الخطيب في “العربي الجديد” اللندنية: “لا تعدو دعوة الحوار التي أطلقها النظام المصري أن تكون مناورة سياسية ليس أكثر ولا أقل، يُراد منها شراء مزيد من الوقت، من أجل تمرير الأزمات التي تحاصر النظام، إلى جانب الرهان على تغير الأوضاع داخل الولايات المتحدة، وعودة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، ما يعني تخفيف وطأة الضغوط التي تمارسها إدارة بايدن فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان”.
كما ينتقد الخطيب مجلس أمناء الحوار الوطني، قائلاً: “لقد أبرزت الجلسة المذاعة لأمانة لجنة الحوار أن هذه اللجنة في مكوناتها ليست ديمقراطية، حتى لو ادّعت غير ذلك، وأنها معبأة بالانقسام السياسي والإقصاء، كما أنها تشارك النظام في ديكتاتوريته وتوجهاته السلطوية ومصادرة الآخر المختلف سياسياً”، وذلك في إشارة إلى استبعاد جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر.
ويتابع: “طالبت اللجنة باستبعاد كل من لا يحترم دستور 2014 من الحوار، وبتطبيق هذا الشرط نجد أن النظام هو أول من لم يحترم الدستور ودهسه، فما قام به النظام من عملية الالتفاف على المواد المتعلقة بتحصين مدد الرئاسة وحصرها في مدّتين أكد عمليا عدم احترامه الدستور قيمة ومفهوما وشرطا حاكما في المعادلة السياسية والتعاقدية بين المجتمع والدولة”.
على المنوال ذاته، ينتقد سيف الدين عبد الفتاح في موقع “عربي 21” الحوار الوطني وما يحمله من “تناقضات” على حد تعبيره، قائلاً: “حوار مزعوم، وحوار زائف، وجماعة وطنية مأزومة”.
ويتابع: “صار مفهوم الوطنية حكراً واحتكاراً على فئة تطلقه على من شاءت وتنزعه عمن تريد، وفي كل الأحوال جعلت من نفسها قيّمة على المجتمع بأسره وبكافة طوائفه، ومكوناته، وجعلت الوطن محلا ً لمساومات على حقوق المواطنة، وصار كل من يتحدث عن السلطة بأي قدر من النقد إلى وصف الخيانة أقرب لديهم”.
ويضيف: “لسنا من هؤلاء الذين يحبطون الذين يجدون في هذا الحوار فرصة، ولكن عن أي فرصة سياسية يتحدث هؤلاء، وسياسات البطش على ما هي عليه، والموت في السجون جراء التعذيب أو الإهمال الطبي مستمر، والتضييق على المعتقلين في زنازينهم لا يزال يمارس من أجهزة السلطة ؟!”
“حلم الحوار الوطني”
على الجانب الآخر، رحبت صحف، لا سيما المصرية منها، بالحوار الوطني.
ويصفه يوسف القعيد في “أخبار اليوم” المصرية بأنه “حلم”، ويقول: “من المؤكد أن انطلاق الحوار الوطنى حدث سياسى مهم يسبق غيره من الأحداث التى وقعت فى نفس الأسبوع”.
ويرحب القعيد باعتماد الحوار الوطني ما وصفه بأنها “ثوابت لا تقبل الجدل ولا الاقتراب منها”، مؤكداً: “فكل جماعة سبق أن لجأت للعنف ولم تحترم الدستور مستبعدة من هذا الحوار. لأن العنف ضد الحوار على طول الخط. ونحن نعرف جميعاً من يعتبرون العنف وسيلة للتعبير عن الآراء السياسية، حتى وإن أعلنوا كذبًا وافتراء أنهم ملتزمون بالحوار ونتائجه”.
ويبدي بيشوي رمزي في “اليوم السابع” المصرية تفاؤلاً حول استراتيجية “بناء الحوار”.
ويقول: “الحوار الوطني هو خطوة مهمة في عملية شاملة، تهدف إلى بناء الاستقرار سواء في الداخل، عبر إشراك كافة الفئات عملية حوارية، تهدف إلى تحقيق أكبر قدر من التوافق، فيما يتعلق بالأزمات المحيطة، من جهة، أو في الخارج عبر حوار إقليمي تخوضه مصر مع كافة الدول لتوحيد المواقف فيما يتعلق بالقضايا المشتركة”.
ويتحدث محمد يوسف العزيزي في “الأهرام” المصرية عن علاقة الحوار الوطني بإنجازات الدولة المصرية.
ويؤكد تأييده لقرار الرئيس المصري باستبعاد جماعة الإخوان المسلمين، قائلاً: “حسناً فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما حسم الجدل حول مشاركة أهل الشر في الحوار، وغلق الطريق أمام كل من كانوا يحاولون النفاذ للحوار من تحت عقب الباب .. ليتوقف الهبد الذي كان يشير إلي أن هناك ضوء أخضر لمشاركتهم، وأن هناك ضغوطاً من الخارج استجابت لها القيادة السياسية!”
[ad_2]
Source link