محمد صلاح: لماذا يتجاوز عقده الجديد مع ليفربول حدود كرة القدم؟
[ad_1]
- رومينا جهانجير
- بي بي سي نيوز
اسأل أي مشجع لليفربول عن رأيه في عقد محمد صلاح الجديد وستحصل علىإجابة تحمل مزيجاً من الراحة والفرح لأن “الجناح” سوف يركض لمدة 3 سنوات أخرى.
في موسمه الأول بعد انتقاله من نادي روما الإيطالي في عام 2017، كان “الملك المصري” هداف الدوري الإنجليزي الممتاز، ثم واصل مساعدة النادي في أن يصبح بطلا لأوروبا وإنجلترا.
لكنه نال الكثير من المديح لشخصيته وتصرفاته خارج الملعب مما ساعد على تغيير الرؤية لدى نخبة لاعبي كرة القدم وكسر الحدود الثقافية.
وقد حظيت مساهماته الخيرية، في مشاريع التعليم والرعاية الصحية وحقوق الحيوان، بالثناء ودفعت مسؤول اتصالات سابق في كرة القدم إلى الإدلاء بملاحظة أنه “لم ينس جذوره أبدا”.
لكن كان سجوده شكرا لله بعد إحرازه الأهداف هو الذي تردد صداه في الوعي العالمي الأوسع حتى بين أولئك الذين لا يتابعون كرة القدم.
في عام 2015، وصف أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي تويتر تأدية الصلاة من قبل اثنين من مشجعي ليفربول المسلمين في ملعب ليفربول “أنفيلد” بأنها “وصمة عار”، وقد تلقى انتقادات واسعة النطاق بسبب تعليقه. وبالصدفة فإن كلمة صلاة تُكتب بالإنجليزية مثل صلاح “salah”.
وتصف الدكتورة سلافة إبراهيم، وهي محاضرة مصرية بريطانية في السياسة الدولية في جامعة أنجليا روسكين، “الخطاب السائد” عن المسلمين بأنه “عنيف أو مرتبط باستمرار بالهجمات الإرهابية أو النقاشات حول إخضاع المرأة”.
لذلك، تقول، بصفتها مشجعة لليفربول منذ فترة طويلة، إنها كانت “لحظة رائعة” عندما بدأ المعجبون يغنون أن صلاح “هدية من الله” وأنه “إذا سجل المزيد من الأهداف، فسأكون مسلما أيضا”.
وتضيف قائلة: “لم يكن ذلك يُظهر القبول فحسب، بل كان يُظهر مكانته كنموذج يحتذى به ليس فقط للعرب والشرق الأوسط وأفريقيا ولكن أيضا للشباب في بريطانيا”.
ويقول نجيب الحكيمي، منسق المركز العربي في ليفربول، إنه “مسرور” بالأغنية لأن الناس كانوا ينظرون إلى المسلمين وكأنهم جهلة وإرهابيين”.
ويضيف قائلا: “لكن من خلال أفعاله كان قادرا على تغيير ذلك”.
ومنذ ذلك الحين، لاحظ الحكيمي أن المزيد من أعضاء الجالية العربية المحلية يذهبون إلى الأنفيلد في السنوات الأخيرة، مضيفا: “معظم الشباب يرتدون قميصه ويتحدثون عن جودته”.
كما لاحظ نيل أتكينسون، مشجع ليفربول الذي يكتب لموقع أنفيلد راب ، أن “هناك بالتأكيد عنصر تغيير” في منطقة ميرسيسايد.
ويقول: “لقد شعر الناس بالدين الإسلامي، كانت أفعال صلاح مهمة”.
ومضى يقول:”بعد أن يسجد على أرض الملعب، أحب رؤيته وهو يلتفت للاحتفال مع الجمهور، كما أنه يحتفي بنفسه، وهي أمور جيدة”.
وكان يورغن كلوب مدرب ليفربول قد تحدث عن كيفية قيام الفريق بتخصيص وقت لصلاح لأداء فروضه الدينية كجزء من الاستعدادات للمباراة.
وقال كابتن النادي جوردان هندرسون أيضا إن الفريق يختار الشمبانيا الخالية من الكحول في احتفالات الفوز بالجوائز، مضيفا: “داخل غرف الملابس لا يوجد أي تعصب، فلماذا ليس هذا هو الحال في العالم الخارجي؟”.
ويعتقد أتكينسون أن مدينة ليفربول “ترى نفسها مختلفة تماما عن بقية إنجلترا لأنها ميناء ..فهي تريد أن تكون أكثر تطلعا إلى الخارج”.
ويُستقبل صلاح أيضا استقبال الأبطال عندما يتم رصده وهو يتجول في ليفربول.
لقد اشتهر طفل صغير عندما اصطدم بعمود إنارة أثناء ملاحقة سيارة صلاح لتحيته في عام 2019.
وتعرض لويس فاولر لكسر أنفه، وقد عاد اللاعب للاطمئنان عليه.
وتقول الدكتورة سلافة إبراهيم إن الحادث يوضح “اللمسة الإنسانية لصلاح، وسهولة الوصول إليه”.
وتضيف قائلة: “إنه مشهور أكثر بكثير من الكثيرين من الحائزين على جائزة نوبل، لكنه لا يُنظر إليه على أنه شخص في السحاب أو في صفوف النخبة، أعتقد أن هذا جزء من سبب وصول رسائله”.
وتحدث صلاح سابقا عن أن المرأة “تستحق أكثر مما يمنحه المجتمع لها الآن”، ومنذ ذلك الحين ظهر في فيديو ترويجي ليوم المرأة مع ابنته الكبرى مكة، بينما طلب أيضا من زوجته ماجي قبول جائزة القدم الذهبية نيابة عنه في العام الماضي.
وتقول الدكتورة سلافة إبراهيم: “أنت بحاجة لرؤية الرسالة”.
وتضيف قائلة:”إنها ليست مجرد كلام وأفعال وهذه هي قوتها، إنها ذكية وحقيقية”.
وفي واحدة من العديد من الدراسات الأكاديمية حول ما يعرف الآن باسم “ظاهرة صلاح”، شارك عدد من البريطانيين وجهات نظرهم حول كيف أنه “دفع الناس للانفتاح على التفكير في الإسلام بطريقة مختلفة”.
وقال البروفيسور غرانت جارفي، الذي شارك في تأليف البحث لجامعة إدنبرة: “لقد فوجئنا، ليس بشأن تأثير محمد صلاح، ولكن مع هذا النوع من الدراسات عادة ما تحصل على مزيج من النقد والأشياء الجيدة، لكن بشكل عام كان الناس إيجابيين تجاه صلاح داخل وخارج الملعب “.
ويقول إن المهاجم يظهر “إمكانات القوة الناعمة”، مضيفا أن “الرياضة يمكن أن تكون عامل تمكين جيد للعلاقات الثقافية”.
ووصف ستيف روثرام، عمدة منطقة مدينة ليفربول، تأثير اللاعب في الحد من الإسلاموفوبيا لا سيما في مدينة بها أقدم مسجد في بريطانيا، بأنه “استثنائي”، بينما صنفت مجلة تايم صلاح من بين أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم في عام 2019.
و رغم ذلك، لم تكن كل القصة حول الأهداف والمجد.
فقد أدى صلاح إلى انقسام الرأي العام خلال كأس الأمم الأفريقية 2019 بعد أن اقترح منح زميله المصري الذي اعتذر عن التحرش الجنسي “فرصة ثانية”.
كما كان على شرطة ميرسيسايد تذكيره بعدم استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة بعد أن تم تصويره وهو يستخدم الهاتف في سيارته التي كانت محاطة بالمعجبين.
ومع ذلك، لا تزال سمعة صلاح سليمة نسبيا ويأتي مع ذلك دفعة قوية لليفربول كمدينة.
فبينما لعبت المنطقة دورا رئيسيا خلال الإمبراطورية البريطانية ولاحقا في الثقافة والرياضة، أصبحت معالمها خلفية مألوفة بشكل متزايد في إعلانات رعاة صلاح الدوليين.
وفي هذا الإطار، ظهر صلاح مؤخرا وهو يُطارد من قبل المعجبين في إعلان بيبسي لجماهير الشرق الأوسط، مرددا أصداء فيلم ليلة عصيبة A Hard Day’s Night لفريق البيتلز (الخنافس).
ويقول أتكينسون إن تمديد عقد صلاح يُمكن المهاجم من الازدهار، كما يمكنه من أن “يعكس مجد كونه مسلما وعربيا ومصريا، وهي أجزاء هويته المختلفة، مما يجعل كل شيء رائعا له ولليفربول”.
[ad_2]
Source link