مؤسسة الأمير تشارلز الخيرية والخليج: مزاعم وتحقيقات
[ad_1]
قال مصدر في القصر الملكي البريطاني إن التبرعات النقدية لمؤسسة ولي العهد البريطاني الخيرية لن تُقبلَ بعد الآن.
جاء ذلك في أعقاب تقارير وانباء في وسائل إعلام بريطانية ذكرت أن رئيس وزراء قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني تبرع بأكثر من ثلاثة ملايين دولار نقداً لمؤسسة الأمير تشارلز بين عامي 2011 و2015 في ثلاث دفعات بعضها كان في أكياس تسوق بلاستيكية.
لكن هذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها ضجة حول التبرعات المالية لمؤسسات ولي العهد البريطاني، إذ فتحت شرطة العاصمة البريطانية لندن في فبراير/ شباط الماضي تحقيقاً في مزاعم بمساعدة مؤسسة الأمير الخيرية لرجل الأعمال السعودي محفوظ بن مرعي بن محفوظ في الحصول على وسام بريطاني مقابل التبرع بمئات آلاف الجنيهات الإسترلينية للمؤسسة.
ولا يزال التحقيق مستمراً حيث أكدت الشرطة أن التحقيق يتناول انتهاكات محتملة لقانون عام 1925 الخاص بمنح ألقاب الشرف والأوسمة.
من جهتها قالت مؤسسة ولي العهد البريطاني تشارلز، إنه “من غير المناسب التعليق على تحقيق جارٍ”، مضيفة أنها مستمرة في التعاون مع الشرطة في هذا الشأن.
بالنسبة للبعض، تمثل التبرعات السخية للأحزاب السياسية والجمعيات الخيرية العديدة، التي يرتبط بعضها بأفراد العائلة المالكة، مدخلا لمخالطة الطبقة السياسية أو أفراد الطبقة الأرستقراطية والملكية في بريطانيا، ومن يملك المال الوفير سيجد من يفتح له الأبواب الموصدة.
بينما لا يحق للأجانب التبرع للأحزاب السياسية البريطانية فإن الجمعيات الخيرية معفاة من هذا الشرط..
حتى الآن، لا تشمل تحقيقات الشرطة الثري السعودي محفوظ بن مرعي ولا مؤسسته الخيرية، وإنما تنحصر في النظر في نشاطات مؤسسة الأمير تشارلز.
وحفلت الصحف البريطانية التي صدرت في شهر فبراير بتقارير وتفاصيل عن علاقة الأمير تشارلز مع رجل الأعمال السعودي البالغ من العمر 52 عاماً وتبرعاته السخية للمؤسسات الخيرية العديدة المرتبطة بالأمير، والتي تهتم بترميم القصور والقلاع والأبنية التاريخية في بريطانيا.
كما تناولت التقارير الصحفية الدور الكبير الذي لعبه وسطاء وسماسرة في فتح قنوات اتصال بين الأمير والثري السعودي مقابل تلقي عشرات آلاف الجنيهات الأسترلينية.
وأظهر تحقيق داخلي قامت به مؤسسة الأمير تشارلز وجود اتصالات وتنسيق بين رئيس مجلس إدارة المؤسسة حينها والسكرتير الخاص السابق للأمير تشارلز، مايكل فوسيت، ووسطاء بخصوص ترشيح متبرعين لنيل ألقاب وأوسمة خلال الفترة ما بين 2014 و2018 وهي الفترة التي تم خلالها منح الثري السعودي وسام الإمبراطورية البريطانية.
أسرة ثرية
ومحفوظ بن مرعي رجل أعمال سعودي بارز ينتمي الى أسرة سعودية تعمل في مجال التجارة والصناعة منذ عقود عديدة.
ويحمل محفوظ درجة الدكتوراه في القانون من جامعة كينغز كوليج لندن، وهو يدير عدداً من شركات العائلة التي تعمل في مجالات الفنادق والتطوير العقاري والتصنيع، كما أنه رئيس مجموعة بن محفوظ التي أسسها والده الشيخ مرعي بن مبارك محفوظ بن محفوظ.
بدأت مساعي رجل الأعمال السعودي للحصول على الوسام البريطاني عبر وسطاء يعملون مقابل أجر عام 2011 حسب صحيفة صنداي تايمز.
أطلق محفوظ جمعيته الخيرية الخاصة التي تهتم “بنشر الوعي والمعرفة بين أوساط الشعب البريطاني بثقافة وتاريخ ولغة وأدب ومؤسسات منطقة الشرق الأوسط” عام 2012.
وحسب صحيفة ميل أون صنداي فقد تبرع محفوظ بن مرعي بحوالي 1.5 مليون جنيه إسترليني لمؤسسات الأمير تشارلز الخيرية وذهب معظم المبلغ لصيانة قصرين يملكهما تشارلز في اسكتلندا وهما قلعة ماي ( MEY) وقصر دامفريز المفتوحين أمام الجمهور للزيارة.
وأقيمت نافورة ماء في حديقة القصر تحمل اسم محفوظ مرعي عرفاناً له على مساهمته في ترميم القصر.
كما جرت تسمية جزء من الغابة التي تحيط بقلعة ماي باسم “غابة محفوظ” عرفاناً له على تحمله نفقات ترميم نوافذ القلعة.
تم تكريم محفوظ عام 2016 في قصر كلارنس هاوس، مقر إقامة ولي العهد ومنح وسام قائد في الإمبراطورية البريطانية الفخري.
ونشرت صحيفة صنداي تايمز في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 تحقيقا موسعاً عن هذه المسألة حمل عنوان “سرد بالمجريات اليومية لعملية ترتيب مساعدي الأمير تشارلز منح الملياردير السعودي وسام الإمبراطورية البريطانية” عرضت فيه الصحيفة ما قالت إنها مراسلات بين مساعدي تشارلز ومساعدي بن محفوظ تتضمن مئات الصفحات من الأدلة التي لها علاقة بهذه القضية.
وأظهر تحقيق مستقل أن مايكل فوسيت، مساعد تشارلز لعقود وأحد كبار المسؤولين في مؤسسته الخيرية، قد نسق مع وكلاء بن محفوظ ترتيب التبرعات مقابل حصوله على اللقب.
ففي شهر سبتمبر/ ايلول الماضي، ظهرت رسالة كتبها فوسيت إلى مساعد محفوظ مرعي، بوسيف لملوم في شهر أغسطس/ آب من عام 2017 قال فيها: “في ضوء الكرم المستمر والأخير لسعادة الشيخ محفوظ مرعي مبارك بن محفوظ، يسعدني أن أؤكد لكم بكل ثقة أننا على استعداد وسعداء لدعم طلب الحصول على الجنسية والمساهمة فيه. كما يمكنني أن أؤكد كذلك أننا على استعداد لتقديم طلب لرفع مرتبة الوسام الذي تم منحه لسعادته من وسام ضابط الإمبراطورية إلى مرتبة فارس الإمبراطورية الفخري وفقاً للجنة الألقاب الفخرية التابعة لصاحبة الجلالة”.
وقد استقال فوسيت من منصبه، إثر نشر الرسالة في صحيفة “ميل أون صنداي” في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأكد محفوظ مرعي عدم ارتكابة أي مخالفة وأنه تبرع لمؤسسة تشارلز الخيرية دون أن يتوقع الحصول على أي منافع أو مكاسب لقاء ذلك.
والشيخ مرعي المولود في اليمن عام 1944 هو شيخ قبائل آل بن محفوظ في السعودية واليمن حسب الموقع.
وتحتل المجموعة المرتبة 18 في قائمة أكبر الشركات الخاصة في السعودية حسب موقعها على شبكة الإنترنت ولها أنشطة في مختلف المجالات وفي عشرات البلدان.
ومن بين الصور التي تزين الموقع صورة للوالد وهو يصافح ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية وأخرى تجمعه مع الأمير تشارلز إلى جانب أبنائه الخمسة.
وهناك شرح مفصل عن المناصب التي يتولاها الابناء والشهادات العلمية والجامعية التي يحملونها.
أقرب مساعد
كما أشارت خلاصة التحقيق الداخلي الذي قامت به مؤسسة الامير تشارلز الخيرية إلى أن لجنة التدقيق التي تنظر في التبرعات التي تُقدم للمؤسسة قد أعادت مبلغ 100 ألف جنيه أسترليني تبرع بها رجل الأعمال الروسي دميتري لويس بعد أن كانت قد قبلت التبرع في بداية الأمر.
وقالت المؤسسة إن رفض التبرع جاء على ضوء معلومات جديدة اطلعت عليها، مضيفة أن المبلغ الذي تلقته كان 100 ألف جنيه وليس نصف مليون كما تحدثت بعض التقارير الصحفية.
وأشارت المؤسسة إلى أن المبلغ أعيد الى الحساب المصرفي الذي جاء منه، لكن المثير للاهتمام كان أن هذا الحساب عائد إلى مؤسسة محفوظ بن مرعي الخيرية وليس رجل الأعمال الروسي دميتري لويس.
وقالت تقارير صحفية أن رئيس مجلس إدارة المؤسسة السابق (مايكل فوسيت) الذي كان أقرب مساعدي الأمير لسنوات، وبالتعاون مع موظف آخر في المؤسسة قام بتحويل مبلغ من الاموال التي تبرع بها لويس من مؤسسة محفوظ الخيرية إلى حساب جمعية خيرية أخرى يرعاها الأمير تشارلز وهي مؤسسة الفن والأطفال. وقد جرى ذلك دون علم أو موافقة الأمناء في مؤسسة الأمير تشارلز وكذلك دون علم المتبرع، رجل الأعمال الروسي.
وتقوم لجنة الإشراف على عمل الجمعيات الخيرية بالتحقيق حالياً في عمل وأنشطة جمعيةالاطفال والفن حيث تشير التقارير إلى أن أحد موظفي مؤسسة تشارلز قد تلاعب برسالة شكر وجهتها الجمعية إلى لويس لتبرعه لها، حيث قام الموظف بحذف كل ما يشير الى دور مؤسسة محفوظ الخيرية في عملية التبرع.
قالت مؤسسة الأمير تشارلز إنها أعادت المبلغ (100 ألف جنيه إسترليني) إلى حساب مؤسسة محفوظ الخيرية التي جاء المبلغ من حسابها، بينما يقول محامو رجل الأعمال الروسي دميتري لويس إنه تبرع بنصف مليون جنيه استرليني لمؤسسة الأمير الخيرية بنية حسنة وإنه حتى فترة قريبة لم يكن يعلم مصير المبلغ الذي تبرع به.
شكبة معقدة
وكان رجل الأعمال الروسي قد اتفق مع رجل العلاقات العامة مايكل واين باركر على أن يتم التبرع لمؤسسة تشارلز الخيرية عبر حساب مصرفي تابع لمؤسسة بورك بيريج التي تصدر دليل الأسر المتنفذة في المجتمع البريطاني. وتنفي بورك بيريج أي دور لها في عملية التبرع.
وقال محامو لويس عند انفجار فضيحة “الألقاب مقابل المال” في شهر سبتمبر/ أيلول 2021 أن مؤسسة بورك بيريج لم تُعد أي مبلغ لموكلهم وأن عليها الكشف عن مصير نصف مليون جنيه استرليني تبرع به موكلهم.
وبعد ذلك بأيام معدودة قال ناطق باسم مؤسسة محفوظ الخيرية أن المؤسسة تحتفظ بمبلغ 300 ألف جنيه استرليني من المبلغ الذي تبرع به لويس وباقي المبلغ، 200 ألف جنيه، هو بحوزة واين باركر، احد الأمناء السابقين في مؤسسة محفوظ الخيرية.
وأضاف الناطق: “أن مؤسسة محفوظ تحتفظ بمبلغ 300 ألف جنيه لحساب السيد لويس وتنتظر التعليمات لإعادته”. يذكر أن واين باركر هو ايضاً أمين مؤسسة لويس الخيرية.
وإثر الكشف عن هذه المعلومات الجديدة مؤخراً قال محامو لويس إن موكلهم لم يسمع بمؤسسة محفوظ الخيرية إلى أن تلقى رسالة بالبريد الإلكتروني من صحيفة ميل أون صنداي حول المسألة.
وصدر حكم في روسيا عام 2004 على لويس بتهمة غسيل الأموال لكن تم إلغاء الحكم لاحقاً. وينفي لويس التهمة ويقول إن الحكم عليه كان بدوافع سياسية.
وقد رفضت وزارة الداخلية البريطانية عام 2014 منح لويس الإقامة الدائمة في بريطانيا بسبب عدم كشفه عن الحكم الصادر بحقه في روسيا لكنه حصل عليها لاحقا.
ولويس من مواليد تركمانستان ويحمل الجنستين الروسية والإسرائيلية ودخل بريطانيا بجواز سفر قبرصي.
[ad_2]
Source link