مليونية 30 يونيو: هل ينجح الشارع السوداني في كسر الانقلاب العسكري؟
[ad_1]
سقط خمسة قتلى من المتظاهرين السودانيين، الخميس 30 يونيو/حزيران، حسبما صرحت لجنة أطباء السودان المركزية.
وخرج آلاف السودانيين في مظاهرات ضخمة للمطالبة بإنهاء الحكم العسكري وتسليم السلطة إلى المدنيين.
واستخدمت قوات الأمن، وسط العاصمة الخرطوم، خراطيم المياه إلى جانب قنابل الغاز لمنع المتظاهرين من الزحف باتجاه القصر الرئاسي.
وشهدت عدة مدن سودانية انقطاع شبه كامل لخدمات الإنترنت قبل انطلاق المظاهرات. ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن عاملين بشركتين تقدمان خدمة الإنترنت، لم تسمهما، أن “السلطات أمرتهم بوقف الخدمة”.
وتعد هذه المرة الأولى منذ شهور التي تُقطع فيها خدمات الإنترنت قبيل خروج التظاهرات.
وجاءت المظاهرات استجابة لدعوة أطلقتها لجان مقاومة سودانية وتنظيمات نقابية وأحزاب سياسية، حثت فيها السودانيين على المشاركة بكثافة في الاحتجاجات تحت اسم “مليونية 30 يونيو”.
ودعت تنسيقيات لجان مقاومة العاصمة الخرطوم إلى أن يكون “الـ 30 من يونيو نقطة إطلاق عهد جديد من البزل والتضحية وهبة قوية تسقط الانقلاب القابع على سدة الحكم بالتجبر والتسلط”.
ومن جانيه، حث تجمع المهنيين السودانيين أنصاره على المشاركة بكثافة “من أجل انتزاع السلطة للقوى الثورية المؤمنة بالتغيير الجذري وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة، وتشكيل هياكل السلطة الوطنية المدنية الكاملة لإنجاز مهام الانتقال الديمقراطي”.
كما دعا حزب الأمة القومي السوداني قواعده إلى المشاركة في التظاهرات.
وتأتي المظاهرات في الذكرى الثالثة لخروج السودانيين، 30 من يونيو/حزيران 2019، في مظاهرات ضخمة للاحتجاج على مجزرة فض الاعتصام أمام القيادة العامة. كما تتزامن مظاهرات 30 يونيو/حزيران مع ذكرى انقلاب قاده الرئيس السوداني السابق عمر البشير عام 1989 على آخر حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا.
ويطالب المحتجون بتسليم السلطة إلى المدنيين بعد انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021.
“هل تختلف مليونية 30 يونيو عن المظاهرات السابقة؟”
وفي حديث مع بي بي سي عربي، تقول عبلة كرار، القيادية في قوى الحرية والتغيير، إن “خروج الشارع السوداني اليوم مختلف عن المليونيات المعتادة، مختلف عن الحراك الثوري المستمر منذ 8 شهور”.
وتضيف كرار شارحة رأيها: “تاريخ 30 يونيو له ذكرى خاصة بالنسبة للسودانيين، 30 يونيو ارتبط بانقلاب البشير المشؤوم، كما ارتبط بمجزرة فض الاعتصام، وبالتالي نحن نعيش ذكرى خاصة، الشوارع فيها زخم كبير، المتظاهرون ليسوا لجان المقاومة فقط، الموجودون في الشارع هم الشعب السوداني”.
وتؤكد القيادية في قوى الحرية والتغيير أن “الشعب السوداني أسقط ثلاث دكتاتوريات، وسيُسقط الدكتاتورية الرابعة، البرهان ليس أقوى من البشير ولا أقوى من النميري ولا أقوى من عبود، كانوا كلهم طغاة وأطاح بهم الشعب السوداني”.
في المقابل، وفي حديث آخر مع بي بي سي عربي، يقول الفريق فتح الرحمن محي الدين، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن “هذه المظاهرات لن تفضي إلى أي شيء مثلها مثل كل المظاهرات السابقة التي خرجت ولم تحدث اي شيء”.
ويشير محي الدين إلى أن “هناك حوارا تنظمه الأمم المتحدة لتهيئة المناخ، وكان المطلوب من المكون العسكري إطلاق سراح المعتقلين ورفع حالة الطوارئ، فاستجاب المكون العسكري لكل المطالب، بينما كان المطلوب من المكون المدني وقف كل أشكال الاحتجاجات والمظاهرات، وللأسف إلى الآن هم مستمرون في المظاهرات وتأجيج الشارع”.
ويرى محي الدين أن “المكون العسكري لديه الرغبة للخروج من المشهد ولكن ليس بالطريقة التي تريدها الأحزاب وخلق فراغ سياسي وعمل مقايضات ومحاصصة”.
وأخيرا يشكك الخبير العسكري والاستراتيجي في ثقل الداعين إلى التظاهر، قائلا: “المكون المدني مجرد صوت عال ليس لهم اي قيمة سياسية، وإذا أُجريت انتخابات لن يحصلوا على مقعد واحد لأنهم نخب سياسية مستوردة من الخارج وليس لديهم مشروع وطن”.
“انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021”
وأعلن رئيس مجلس السيادة في السودان، الفريق عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر/تشرين الأول، إقالة الحكومة وإعلان حالة الطوارئ وتعليق العمل بمواد من الوثيقة الدستورية.
كما اعتقلت الأجهزة الأمنية، في حينها، عددا من أعضاء الحكومة الانتقالية السودانية وقادة مدنيين، من بينهم رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك.
وتسبب انقلاب أكتوبر/تشرين الأول في مظاهرات داخلة لم تتوقف طيلة ثمانية أشهر. وانتقدت عدة دول، منها الولايات المتحدة، الانقلاب ودعت إلى العودة إلى المسار الديمقراطي.
ودافع البرهان عن خطواته قائلا إن “إجراءاته تهدف إلى تصحيح مسار المرحلة الانتقالية”، كما تعهد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.
وكان المجلس العسكري السوداني قد وقع، في يوليو/ تموز 2019، اتفاقا مع قوى إعلان الحرية والتغيير لتقاسم السلطة وخارطة للمرحلة الانتقالية. إلا أن المكون العسكري انقلب على الاتفاق وأزاح المكون المدني تماما من السلطة.
وتحاول الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي رعاية مفاوضات بين الأطراف السودانية المتنازعة في محاولة لإيجاد حل للأزمة السياسية المستمرة في البلاد.
ويعيش السودانيون أوضاعا اقتصادية ومعيشية صعبة، في ظل ارتفاعات كبيرة في الأسعار وزيادة ملحوظة في معدلات البطالة.
- هل ينجح الشارع السوداني في تصحيح مسار الثورة؟
- هل تختلف مظاهرات 30 يونيو عن الاحتجاجات السابقة؟
- هل تتمكن المعارضة من توحيد صفوفها وقيادة الاحتجاجات؟
- وهل يعود السودان إلى المسار الديمقراطي؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الحمعة 1 يوليو/تموز
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link